لأول مرة في التاريخ، ستقام بطولة كأس العالم في فصل الشتاء، وسينقسم الموسم الكروي إلى نصفين، قبل وبعد المونديال، على عكس المعتاد، عندما كان يقام المونديال بعد انتهاء الموسم في حزيران.
ولكن السؤال الأهم، هو كيف سيتم إفراغ الموسم الكروي كي "يتسع" للمونديال وفترته التحضيرية، دون أن يتأخر عن موعد انتهائه في أيار وحزيران؟
لفهم الأمر بطريقة شاملة، علينا النظر إلى مواعيد المباريات، وجداول البطولات، ولطرح مثال مفهوم، سنستخدم الدوري الإنجليزي الممتاز.
موعد الانطلاق والنهاية
في بادئ الأمر، سيتقدم موعد انطلاق الدوري الإنجليزي الممتاز، ومثله الدوريات الأخرى، أسبوعا، حيث سينطلق 6 أغسطس، متقدم عن عام 2021 عندما انطلق في 13 آب.
كما سينتهي الدوري بموعد متأخر أسبوعاً كاملاً، في 28 أيار، بينما انتهى في 2021 يوم 22 أيار.
هذان الأسبوعان سيمنحان مساحة لكأس العالم، حيث يستخدم أول أسبوع لتجمع المنتخبات قبل المونديال، وسيستخدم الأسبوع الثاني في فترة الراحة بعد نهائي المونديال، والتي تستمر 8 أيام بالضبط.
بينما يجري المونديال نفسه بين 25 تشرين الثاني و18 كانون الأول، خلال 27 يوماً.
التوقف الدولي
كما استطاع الإتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) حل معضلة فترة المونديال نفسها، والتي "ستأكل" 4 أشهر من الروزنامة الكروية.
ذلك الحل جاء بإلغاء "فترة التوقف الدولي"، التي يشارك فيها اللاعبون مع منتخباتهم، في 4 فترات، في أيلول وتشرين الأول وتشرين الثاني وكانون الثاني.
كل توقف دولي يستمر 10 أيام، مما يعني أن 40 يوماً تذهب من الروزنامة الكروية في المشاركات الدولية للمنتخبات وسط الموسم، ولكنها ستكون متاحة الآن للمونديال نفسه.
ومع هذه الخطوتين، وهي خطوة تغيير مواعيد انطلاق ونهاية الدوريات، وخطوة إلغاء فترة التوقف الدولي، استطاع الفيفا إيجاد الحل لإقامة مونديال شتوي وسط الموسم، دون تأجيل مباريات الدوري، أو التأثير بشكل كبير على الموسم.
كما أن المونديال نفسه سيكون أقصر بأربعة أيام، حيث سينتهي في 27 يوماً عوضاً عن 31، مما يمنح 4 أيام إضافية للراحة.
تلك الخطوة تمت بإجراء 4 مباريات في دور المجموعات بيوم واحد، عوضا عن البطولات السابقة التي كانت تقيم 3 مباريات في يوم واحد.
كل تلك الخطوات جعلت من المونديال الشتوي ممكنا، بعد أن كان فكرة "مخيفة" لجماهير الكرة، التي لم تعرف كيف ستستكمل بطولات الدوري بعد توقف المونديال.