أكد وزير الاعلام في حكومة تصريف الاعمال زياد المكاري انه "ملتزم، من خلال العمل في الوزارة، اظهار الصورة الايجابية للبنان رغم كل المشاكل والظروف التي نعيشها".
زار َالمكاري يرافقه مستشاره الزميل مصباح العلي، ظهر اليوم، دار نقابة محرري الصحافة اللبنانية في الحازمية، لتهنئة أمين صندوق النقابة الزميل علي يوسف بانتخابه عضوًا في المجلس التنفيذي للإتحاد الدولي للصحافيين ،وكذلك لفوزه بالمجلس التنفيذي لاتحاد صحافيي آسيا، وكان في استقباله النقيب جوزف القصيفي وأعضاء مجلس النقابة.
القصيفي
وألقى النقيب القصيفي كلمة ترحيب بالوزير المكاري قال فيها: "نرحب بكم في نقابة محرري الصحافة اللبنانية. هذه النقابة التي تأسست في العام 1942 ، فحملت لواء الحرية ، وقدمت الشهداء، ومنهم احد نقبائها المغفور له نسيب المتني، وكوكبة من ابنائها البررة. وهي نقابة عريقة لها حضورها الدولي والعربي. فالنقابة هي من مؤسسي الاتحاد العام للصحفيين العرب، ونقيبها الراحل المرحوم ملحم كرم كان نائبا لرئيس الاتحاد سحابة أربعة عقود ونيف من الزمن، كما كان رئيسا للجنة الحريات، فاللجنة المهنية فيه. وفي مطلع الشهر الحالي انتخب امين صندوق النقابة الاستاذ علي يوسف لعضوية المجلس التنفيذي للاتحاد الدولي للصحافيين في مؤتمره العام الذي عقد في سلطنة عمان، كما انتخب عضوا في المجلس التنفيذي للاتحاد آلاسيوي المستحدث. وإن نتائج هذا الاستحقاق بالغة الأهمية، لأنها تؤكد حضور لبنان في المشهد النقابي الدولي على المستوى الاعلامي في هذه الأحوال الصعبة والقاسية التي يمر بها. وهي شهادة دامغة على أن لبنان يبقى ماثلا بإرادة ابنائه المؤمنين بديمومته وطن رسالة".
أضاف: "ان انتخاب الزميل علي يوسف يأتي تتويجا لنضاله النقابي الطويل، ولخبرته الواسعة في هذا المجال، والثقة الكبيرة التي يتمتع بها بين زملائه. وهو مدعاة فخر للبنان وصحافييه واعلامييه. كما كان لبنان كذلك حاضرا في الجامعة الدولية للصحافة، وكان عضوا في المنظمة الدولية للصحافيين قبل أن تتوقف عن العمل في مطلع الألفية الثالثة، وهي كانت أكبر واغنى المنظمات الاعلامية في العالم وقد اسسها في الاربعينيات التشيكي جيري كوبكا. وتولى النقيب الحالي عضوية مجلسها التنفيذي عن الدول العربية بانتخابه في هذا المنصب بمؤتمر هراري 1991 حتى العام 1995".
وتابع: "هموم الصحافة والاعلام اكثر من أن تحصى ، وبتّم على بينة من معظمها. ونحن نمد يد التعاون لحلها والخروج من دوامتها.لكن اريد ان الفتكم إلى واقع معاناتنا مع المصارف اللبنانية التي تتعامل مع نقابات المهن الحرة، ومنها نقابتنا بتشدد يقارب الخنق المتعمد، بما يحرمنا من مبالغ نحتاج إليها لاستمرار العمل، ودعم الزملاء في هذه الأحوال المعيشية الخانقة .
وللأسف، فإن المسؤولين في لبنان لم يفعلوا شيئا من أجل بت هذا الموضوع بما يؤمن مصلحة المنتسبين إلى نقابات المهن الحرة ، وهم مئات الألوف من النخب الذين يشكلون عصب المجتمع اللبناني. وهذا ظلم كبير يجب أن يتوقف قبل أن تلامس الأمور حدود الكفر بكل شيء".
واردف: "نعول عليكم يا معالي الوزير، لترفعوا الصوت عاليا تجاه هذا الواقع المأساوي الذي يهدد بسقوط الوطن نهائيا بين براثن الفوضى الشاملة. فلا يجوز أن تكون سلطة المصارف أعلى من سلطة الدولة وافعل.
واني بالمناسبة ادعو الصحافيين والاعلاميين إلى الإضاءة على هذه المأساة انتصارا لانفسهم، وعائلاتهم، ومواطنيهم، ولبنانهم. انه التحدي المطروح أمامهم وعليهم، فليقدموا دون خوف، أو تردد.
الصحافة الورقية تمرّ اليوم بظرف صعب وادعو الى عقد ندوات متخصصة للتداول بكيفية دعمها انطلاقًا من تجارب حصلت في أكثر من دولة أجنبية وعربية وعلى الاستفادة منها بالتعاون مع وزارة الإعلام".
وختم: "نشكر زيارتكم، والتهاني الحارة للزميل علي يوسف. والى نجاحات قريبة تحققها النقابة وطنيا، عربيا ودوليا".
المكاري
ورد الوزير المكاري بكلمة قال فيها: "اشكر لكم استقبالكم واتشرف بزيارتي لهذا الصرح النقابي الوطني . انا من المتابعين منذ زمن وعن كثب للصحافة اللبنانية، واليوم بت في صلب هذه المهنة. لقد تسلمت وزارة الإعلام في ظرف صعب، والايام الآتية قد تكون اصعب. هذه الوزارة مرت بظروف صعبة، خصوصا بعد 17 تشرين الاول 2019 وما استجد من تطورات. ومنذ تعييني وزيرا حاولت قدر استطاعتي دعم هذا القطاع منطلقًا من مبدأ حماية حرية الصحافة في لبنان، والتي هي أغلى ما لدينا في وطننا، وهي الرسالة الأساس التي نلتزمها".
اضاف: "ما أعنيه بالحرية الصحافية هو الحرية المسؤولة التي تتحدث عن الواقع من دون اي تلاعب. في لبنان الكثير من المشاكل، ولكن علينا أن نكون إيجابيين ونضيء على الامور البناءة من دون أن نتغاضى عن الجرح الكبير في ما خصّ وضع البلد المأسوي، وكل ما يتصل بالفساد الذي آمل ان نتابع تقارير يومية عنه من خلال الصحافة الإستقصائية لكي يعرف الناس ما يحصل في هذا البلد".
ثم تناول ملف النزوح السوري معتبرا انه "بات مشكلة كبيرة لنا تضاف إلى تأزم الوضعين السياسي والمالي".
وتحدث عن "عملنا في الوزارة وقضية تلفزيون لبنان والاذاعة اللبنانية والوكالة الوطنية للاعلام والصعوبات التي تواجهها، وعلى الرغم من كل شيء أنا ملتزم إظهار الصورة الإيجابية عن لبنان من خلال عملي في وزارة الإعلام ومن خلال المؤسسات التابعة لها،وكذلك في لقاءاتي مع السفراء والدبلوماسيين وممثلي الهيئات الدولية والعربية. أحاول بقدر استطاعتي بناء علاقات ايجابية من أجل الوطن الذي نريده أن يبقى ويستمر وطن الإشعاع والإزدهار".
وتوجه "بالتهنئة الى الاستاذ علي يوسف على مهامه الجديدة، ونحن نفتخر به ونتمنى ان تكون لنا نجاحات اخرى في لبنان، كذلك سررنا كثيرًا بما حققته فرقة مياس التي أعطت فرحًا للبنانيين".
وختم: "لا بدّ لي أن أنوه بالصحافة اللبنانية الورقية التي تستمر بالصدور وبجهود القيمين عليها المستمرين على الرغم من كل التحديات والصعوبات التي تواجهها ، مع العلم أن أزمة الصحافة الورقية هي أزمة عالمية. ومع تكرر شكري لكم أقول قدرنا أن نكون معًا وأن نتعاون في سبيل خير الصحافة وديمومتها على أمل أن نتخطى هذه المرحلة السيئة والصعبة. وآمل أن نلتقي قريبًا لمناقشة قانون الإعلام الذي يخدم مهنة الصحافة".
علي يوسف
وألقى عضو المجلس التنفيذي للإتحاد الدولي للصحافيين علي يوسف كلمة شكر فيها الوزير المكاري والنقيب القصيفي على تهنئتهما له وعرض شرحًا مفصلًا عن الإتحاد ومهامه وعدد المنتسبين اليه، وقال: "الإتحاد الدولي يضم كل النقابات الصحافية في العالم باستثناء العدد القليل من النقابات. عمليًا فإنه يضمّ حوالي 650 ألف صحافي، والترشح الى الإتحاد يتم بشكل فردي وليس على اساس دول ولا على اساس نقابات. ونحن كنقابة محررين نعمل في هذا الإتحاد منذ زمن. واليوم تأسّس اتحاد اسيا للصحافة الذي يضم كل النقابات في منطقة اسيا وقد انتخبت بمجلسه التنفيذي. عمليًا أخذنا موقعًا متقدمًا جدًا على المستوى الدولي. ولكن مع الأسف، هذا يتحقق على الصعيد الفردي. التكريم الحقيقي الذي يهمنا أكثر هو تكريم الإعلام في لبنان الذي عُرف بصحافيين لامعين وكبار المفكرين على المستويين العربي والدولي، ولكننا نعاني من مشكلة بنية الإعلام في لبنان على صعيد المؤسسات أو التشريع والرؤية الإعلامية الرسمية للدولة اللبنانية. الإعلام اللبناني يعاني من ثلاث مشاكل أساسية: الرؤية و تكوين المؤسسات والقانون. ومع الأسف ليس هناك رؤية إعلامية حقيقية في لبنان. لدينا مؤسسات ذهبت بعد ثورة الإتصالات كما في كل العالم، إلى الفوضى الى حدّ ما وقانون المطبوعات في لبنان وهو صدر في خمسينيات القرن الماضي، ونحن اليوم في عصر الكارتيلات المالية في الصحافة وفي ظل الإعلام الرقمي الذي فتح المجال لنشوء مؤسسات مختلفة، وهناك صراع بين حرية التعبير وحرية الإعلام. حرية التعبير هي حرية فردية ولكن حرية الإعلام تتعلق يصناعة الرأي العام وهذه الصناعة هي مسؤولية وليست رأي فقط. للأسف هكذا مواضيع لم تُبحث في لبنان وهناك اتجاه في العالم لإعادة الإعتبار للإعلام العمومي الذي هو إعلام الدولة شرط الا يكون تابعًا للسلطة الرسمية، بل يكون اهتمامه الإهتمام بالشأن العام للمواطنين".
وختم: "وهذا نموذج بدأ تطبيقه في بعض الدول، وطبعًا هذا يحتاج إلى نقاش فعلي، ووزارة الإعلام هي الموقع الأساس لمناقشة هكذا مواضيع وطروحات. أمامنا مهمة كبيرة جدًا خصوصًا في هذه الظروف الصعبة التي نعيشها، لبنان يعاني من مشاكل متنوعة وهناك حالات من الشرذمة والتفتت والتعصب والكراهية. هذا الموضوع بحاجة الى معالجة وهو لا يُعالج بالقمع بل بالفكر، والمعالجة بالفكر تتم من خلال وسائل الإعلام. لا تنمية ولا إصلاح من دون وسائل الإعلام".