"سيكون صيفُ لبنان واعداً"، عبارةٌ أجمع عليها القيّمون على قطاع السياحة في لبنان خلال الأسابيع الماضية، ليس من باب التّسويق للصّيف وبثّ جوٍّ من الأمل المُزيّف على غرار ما يفعله بعض السياسيّين، وإنّما لأنّ كلّ المؤشّرات على الأرض وفي السّماء تؤّكد أنّ لبنان سيربح المليون زائر وأكثر هذا الصيف...
جميلٌ هو مشهدُ الوصول الى لبنان خصوصاً مع رفع الشّعارات الحزبيّة التي كانت تستقبلُ الزائرين واستبدالها بلقطاتٍتُعبِّر أكثر عن الصورة التي يجتهدُ اللبنانيّون لتسويقها أينما حلّوا في العالم، والأجمل هي زحمةُ الزوّار والسيّاح في المطاعم والملاهي والأماكن السياحيّة التي سوف تتحوّل بعد أيّامٍ قليلة، وتحديداً خلال عطلة عيد الأضحى المبارك، الى "هجوم سياحيّ" فعليّ في كلّ مكان وزمان.
وفي هذا السيّاق، يُؤكّد نقيب أصحاب مكاتب السياحة والسفر جان عبّود، أنّ "حركة السفر ناشطة الى لبنان، والقادمون هم 80 في المئة من اللبنانيّين و20 في المئة من جنسيّات وبلدان أخرى على رأسها العراق، ثمّ الأردن، فمصر، وبعض السياح من البلدان الخليجية كالكويت والإمارات والسعوديّة، وهم ممّن يمتلكون عقارات ومنازل في لبنان وتمتدّ إجازتهم لـ25 يوماً تقريباً"، لافتاً، في حديث لموقع mtv، الى أنّ "التوقعات تُشير الى تحقيق مبلغ 4 مليارات دولار خلال أشهر الصيف بفضل ازدهار هذا القطاع".
ويُسلّط عبّود الضوء على وضع المطار "الذي قد لا يستوعب هذا العدد الهائل من الزوّار"، متوجهاً بنداءٍ الى "المعنيّين لتدارك الأمر قبل الزحمة وتجهيز المطار من مختلف النواحي وبشكل خاص تأمين تواجد العديد الكافي من الموظّفين وعناصر الأمن العام لتسهيل أمور المسافرين".
من جهته، يُشير نقيب أصحاب المطاعم والمقاهي والملاهي والباتيسري طوني الرامي الى أنّ "الموسم سوف يبدأ بزخمٍ بعد انتهاء العام الدراسي في 28 حزيران في البلدان الخليجيّة، إذ حينها سيتوافد المغتربون مع عائلاتهم"، وتابع، في مقابلة مع موقع mtv: "لكنّ الأكيد هو أنّ سيّاحاً من العراق والأردن ومصر بدأوا بالوصول الى لبنان، ونتوقّع قدوم سياحٍ آخرين من الكويت وقطر وبلدان أوروبيّة مختلفة، والصورة سوف تصبح أكثر وضوحاً مع نهاية الشهر الحالي لجهة الأعداد والجنسيّات".
يترقّب لبنان ظاهرة سياحيّة في ظلّ أسوأ أزمة إقتصادية عرفها في تاريخه ما يشكّل سابقة حقيقيّة لم يعرفها أي بلدٍ آخر، ليستحقّ عن "جدارة وحقّ" لقب "بلد العجائب والغرائب"... و"السياحة" أيضاً!