Advertise here

في الأزمات تعرف المعادن

21 حزيران 2022 22:22:26 - آخر تحديث: 21 حزيران 2022 22:49:50

نتيجة الحالة التي يتخبط بها العالم أجمع ولبنان خاصة، وبعد المشاهد المتكررة التي تحدث كل يوم، والتي تزيد الأمور سوءاً فوق سوء، ونكسة بعد نكسة، والتي انعكست كلهاعلى الحالة النفسية للشعب، والذي أصبح بأغلبيته الساحقة يتناول أدوية الأعصاب والسكري والضغط على سبيل الحصر، وما يزيد الأمور خطورة أننا أصبحا نأكل لحمنا بأيدينا، ان صح التعبير ولم يعد هاجس أصحاب المحطات والأفران والتجار تأمين حاجيات المواطن رغم وجودها، أوان طرحت في السوق يتم التلاعب في
المكيال والجودة والأسعار.

فنجد أصحاب محطات المحروقات عندما يرد الى مسامعهم أن هناك ارتفاع في التسعيرة يعمدون الى الاقفال بذريعة عدم وجود المحروقات، أو أن الماكينات وقع بها عطل، أو لعدم توفر الكهرباء، كل هذا لكي يبيعوا ما تبقى عندهم على التسعيرة الجديدة، وبالتالي يدخل الى جيوبهم أقل ما يقال عنها انها سرقة موصوفة ، في حين نجد قلة قليلة منهم ، نتيجة لتربيتهم الصالحة ولمعدنهم الأصيل، ومخافة الله، لا يقبلون أن تقفل ابوابهم في وجوه الناس، مع ما ينتج عن ذلك من طوابير المركبات التي تنتظر دورها، من هنا نرى أنه ونتيجة هذه الأزمة يظهر الخير من الرديء، والانساني من فاقد الانسانية.

أما فيما خص الأفران، وففي الفترة الأخيرة، وبعد الغزو الروسي لأوكرانيا وقبل حدوث أزمة الطحين، ونتيجة لتعويم خبر انقطاع القمح وبث السموم الدعائية أوجدوا أزمة الحرب النفســـية، فكون أوكرانيا هي المصدر الأول لهذه المادة الأسـاسية، بدأ أصحاب النفوس المريضة والنوايا الخبيثة، ينشرون وساوسهم لما يخدم مصالحهم وجشعهم، فأوقعوا الناس في حيرة وأصابهم الهلع وبدأت تكدس الطحين والقمح في بيوتها خوفا من الجوع فعادت الى أذهانهم وحسب الروايات، المآسي التي قاساهاً أجدادهم خلال الحرب العالمية الأولى، هنا قام مستوردو القمح والطحين برفع الأسعار بشكل جنوني، كذلك الكثير من أصحاب الأفران برفع سعر ربطة الخبزواللعب بوزنها، وبقي قلة قليلة منهم ممن التزموا بأسعارها المحددة لها ووزنها (مثال على وبقي يؤمنها ذلك مخبز عيحا الخيري الذي بقي الى جانب ابناء بلدته ولم يقطعهم يوما دون سعر السوق، كذلك فعل المخبز الذي أنشأه الأستاذ وائل أبو فاعور في منطقة راشيا والتي تديره جمعية اتحاد النساء التقدمي). فالويل كل الويل لمن تاجر بلقمة
العيش، والشكر والثنا لمن لم يمس بها.

نصل الى التجار وهنا حدث ولا حرج، فتراهم مع بعض الاستثناءات، يرفعون أسعارهم مع طلوع العملة الخضراء، وعند انخفاضها يبقون متمسكين بمواقفهم النبيلة، ً من هؤلاء الشرفاء يقومون بما
ولا يعمدون الى تخفيضها، زيادة على ذلك ترى قسما تمليه عليهم مخيلتهم وسجيتهم وأخلاقهم ويضربون عرض الحائط كل الاعتبارات ً بما يتلاءم مع العام 2024 (ممكن لما لا)، أما الأخطر من هذا كله ويضعون أسعارا من هم الأعلى مرتبة في الانسفال ممن خبأوا المواد والسلع المدعومة، والتي يسمح تاريخها، وطرحوها في الأســــــواق عند الارتفاع الجنوني للأسعار فهؤلاء لهم بئس المصير، في حين نجد منهم من عمد الى بيع السلع المدعومة في حينها وبالسعر ار تماشيا ـــك ً المحدد لها، وعند انخفاض ســــعر الدولار قاموا بتخفيض الأسع مع ذل ولو أنهم اشتروها أي التجار أثناء ارتفاعه، على مبدأ انهم يتحملون أعباءها ولا يحملون الناس أوزارها.

أخيرا، وكما ورد في كتابه الكريم "فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يرى". فان الزمان ولو طال، والظروف لو تبدلت، والنفوس لو قنتت، ذرة شر والشرور لو استشرت، فحكمة ربنا وعدله نافذ، وحكمه ووعده لا بد آت وكل سيلقى عمله.

(*) بقلم وسام أبو طرابي