Advertise here

في ذكرى استشهاد جورج حاوي نستذكر مؤسّس مشروع الشهادة

18 حزيران 2022 22:39:53 - آخر تحديث: 18 حزيران 2022 22:40:39

أستذكر من هذا التاريخ في 21 حزيران عام 2005، اسم جورج حاوي (أبو أنيس)، ليس فقط كشهيد سقط في ساحة المعركة التي يخوضها الشعب اللبناني اليوم من أجل أن ينتقل ببلده من حقبة مظلمة في تاريخه إلى حقبة جديدة تبشّر بالحرية والديموقراطية، وبالتقدّم  الاقتصادي والاجتماعي، متحدّين ومتلازمين، بل إنّني أستذكر اسمه مع كبار الشهداء الذين سقطوا في ساحة المعركة ذاتها، وعلى رأسهم مؤسّس مشروع الاستشهاد المعلّم الشهيد كمال جنبلاط، مروراً بالرئيس رفيق الحريري، وسائر الذين سقطوا بالغدر شهداء قبل جورج حاوي وبعده. ولكلٍ من هؤلاء الشهداء تاريخه الذي يتحدّث عنه.

إنّ جورج حاوي، حين اختار الفكر الإشتراكي، منذ مطلع شبابه، نمط حياة  ومرتكز فكر، وطريقاً لتقدّم بلاده، اختاره كمشروع حقيقي للتقدّم قابلٍ لكل الاحتمالات في التغيير والتحويل والاغتناء والتجدّد، بعيداً عن الجمود والتحجّر، وربطه الدقيق بين واقع بلده والشروط التاريخية التي تأسّس فيها وتطور كوطن، وبين فكرٍ قادم إلينا من آخر الدنيا، ومن شروط تاريخية مختلفة، فكر علمي وتجريبي في آن.
لذلك لم يكن مستغرباً أن يكون قائداً بارزاّ، وأن يكون بصفته تلك وموقعه ذاك، مقرباً من كمال جنبلاط، وأن يكون موضع حب وتقدير لدى هذا القائد اللبناني والعربي الكبير.

لقد كان لنا في بداية إرهاصات الحركة اليسارية اللبنانية، إبّان انتفاضة الاستقلال قبيل استشهاده، شرف تبنّي حركتنا بخطابه الموثّق، وربما يكون أحد أسباب اغتياله، وبسبب وفائه لمشروع الشهيد كمال جنبلاط، والتزامه بنهجه لا سيّما حول القضية الوطنية والنضال من أجل بناء الدولة المدنية السيادية المستقلة.

وبقدر أحقيّة تعظيمنا للشهيد كمال جنبلاط، فإنّ بعض من يتطوعون لتقييم دور جورج حاوي في مجمل عمله السياسي خلال ما يقرب من أربعين عاماً، وذلك في اتّجاه التمجيد المبالغ فيه، أو بالاتّجاه النقيض لجهة التقليل من أهمية دوره في تاريخ حزبه وفي الحركة الوطنية اللبنانية، (يعمدون) التركيز على بعض أخطائه، وتجاهل الإنجازات التي ارتبطت باسمه، أو التي كان شريكاً أساسياً في تحقيقها. 

*رئيس الحركة اليسارية اللبنانية

 
هذه الصفحة مخصّصة لنشر الآراء والمقالات الواردة إلى جريدة "الأنبـاء".