باتَ لبنان على مفترق بحري صعب، لا يُعرَف في أيّ اتجاه ستبحر به سفينة الحفر اليونانية التي لا يُعرَف حتى الآن ما اذا كانت راسية في المنطقة البحرية المتنازَع عليها بين لبنان واسرائيل، او على بُعد قريب منها، او على حدود ما بات يُعرف بالخط 29؟
وعلى ما تَشي الوقائع البحرية التي تلاحقت في الايام الاخيرة، فإنّ مصير المنطقة مُحددة وجهته بحسب الوجهة التي ستسلكها تلك السفينة، إمّا في اتجاه التوتير وتصعيد وفتح المنطقة على تداعيات دراماتيكية، واما في اتجاه التبريد وعودة الاطراف الى طاولة المفاوضات لحسم الخطوط النهائية للحدود البحرية للبنان، وكذلك المنطقة التي تقول اسرائيل انها خاضعة لها. والفصل في هذا المجال ينتظر ما قد يحمله معه الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين، الذي يفترض أن يصل الى بيروت يوم غد الاحد، وربما قبل ذلك، على حد ما يتوقع معنيون بملف الترسيم.
وأفادت معلومات موثوقة بأن القنوات الديبلوماسية شهدت في الساعات الأخيرة زخمًا ملحوظًا، وتحركت في الإتجاهين اللبناني والإسرائيلي، ولم يكن الأميركيون أو الأوروبيون بعيدين عن هذا التحرك، والهدف الأساس منها إحتواء أي تصعيد، على اعتبار أنه لن يكون في مصلحة أي طرف، والتأكيد على أولوية العودة إلى طاولة مفاوضات الترسيم، مع التأكيد على أن مصلحة كل الأطراف هي في الوصول إلى اتفاق سريع.
وكشفت مصادر ديبلوماسية لصحيفة "الجمهورية" أنه على رغم من التصعيد السياسي والإعلامي، فإنه لا توجد أي مؤشرات تعزز إحتمالات التصعيد.