Advertise here

قروض الإسكان... "يا فرحة ما تمّت"!

10 حزيران 2022 07:35:00 - آخر تحديث: 10 حزيران 2022 08:20:56

أعلن مصرف الإسكان منذ أسابيع عن خطوة طال انتظارها، مطلقاً حزمة جديدة من قروض الإسكان التي تستهدف الطبقة المتوسطة وأصحاب الدخل المحدود، والتي من المرتقب فتح باب تقديم الطلبات للحصول عليها في العشرين من حزيران الجاري.

منذ الكشف عن هذه القروض وعدد كبير من الشباب اللبناني بدأ برحلة البحث عن شقة تناسب الشروط المفروضة، علّهم يحظون بـ"البيت الحلم"، رغم أنه من أبسط الحقوق التي يجب أن يؤمنها لهم وطنهم، فالوطن قبل كل شيء هو عائلة وسقف يحضن أحلامها وأفراحها وأحزانها.
لكن عقبات كثيرة تعترض رحلة البحث هذه، فالمبلغ المرصود بالليرة اللبنانية هو مليار ليرة، أي حوالى 35 ألف دولار وفق سعر صرف 28 ألف للدولار، والذي لا يكفي لشراء شقة في عدد كبير من المناطق، وإن كانت الأسعار في المناطق النائية هي أقلّ بكثير من ذلك، حيث يمكن شراء شقة بـ25 ألف دولار. لكن ليس هذا هو الحال مع أيوب، من سكان إحدى قرى جبل لبنان، الذي لم يُوفّق بعد بإيجاد بيت بهذا السعر، ومعظم الشقق المعروضة تتراوح بين 45 و70 ألف دولار. 
وبالتالي سيكون لزاماً عليه دفع باقي المبلغ من مدخراته، و"أي مدخرات بالعملة الصعبة لا تزال موجودة في عهدة شباب لبنان في ظل الانهيار الذي وصلنا اليه والذي قضى على آخر قرش أبيض قمنا بتخبئته ليومنا الأسود هذا؟"، يسأل أيوب، لا سيما وأنه سيكون مضطراً أيضاً على تسديد 20 في المئة من قيمة القرض مسبقاً.

ليست هذه المشكلة الوحيدة التي تواجه فرصة الحصول على شقة، فعدد كبير من الشقق في المناطق اللبنانية غير مفرزة ولا "صكّ أخضر" لها يسمح باستكمال الملف القانوني وتقديمه لمصرف الإسكان. هذه الشقق سعرها متدنٍ جداً لكنها من دون سند قانوني ولا يمكن الحصول عليها إلا بالدفع "الكاش".
وأمّا المصيبة الكبيرة، وفق أيوب، فهي أن مالكي الشقق يتعاملون بحذر كبير مع قروض الإسكان التي سيقبضونها بالليرة اللبنانية، في حين بقيت طريقة الدفع مجهولة إن كانت "كاش" أو عبر "شيكات". والقلق هو من تلاعب سعر صرف الدولار والخوف من خسارة قيمة سعر الشقة إذا ارتفع الدولار بشكل مفاجئ ما بين موعد تقديم الطلب وموافقة مصرف الإسكان وصرف المبلغ. 
أحد المالكين وجد الحل، مقترحاً توقيع تعهّد بينه وبين الشاري لدى كاتب عدل، يفيد بأن أي تغيّر بسعر صرف الدولار يتحمله الشاري، الأمر الذي سيكون مخاطرة كبيرة من الصعب الدخول فيها. فهل يقبل مصرف الإسكان بالتنسيق مع مصرف لبنان أن يعطي هذه القروض على منصة صيرفة مثلاً؟ قرار إذا ما اتخذ سيكون عاملاً مطمئناً ويسهّل المهمة بطبيعة الحال.
أسئلة توضع برسم مصرف الإسكان قبل حلول موعد اطلاق تطبيق تقديم الطلبات في 20 الجاري، علّها تلقى بعض التعديلات لدى إدارته، لا سيما لجهة رفع قيمة القرض الى حدود الـ50 ألف دولار، وصرف القرض بالدولار وليس بالليرة منعاً لذرائع المالكين التي تعيق إمكانية حصول الشباب على هذه الفرصة.

فهدف مصرف الإسكان هو مساعدة الشباب اللبناني وتحديداً أصحاب الدخل المحدود، الذين لا يملكون سوى راتبهم ربما ولا قدرة لهم على دفع أي مبالغ إضافية في ظل الأزمة الكبيرة التي يعانيها لبنان، أو سيكون مصير هذه القروض لفئة غير تلك المستهدفة من هذه الخطوة المهمة إذا حصل عليها مستحقوها.. وإلا للأسف ستكون "يا فرحة ما تمّت".