رأى عضو كتلة "اللقاء الديمقراطي" النائب وائل ابو فاعور أن "بعض السياسيين والمسؤولين هم عار على الوطن ولا يجمعنا بهم شيء لا من باب السياسة ولا من باب الأخلاق ولا من باب المسؤولية، وكم نحتاج اليوم أن نعيد الأخلاق الى السياسة والمسؤولية الأخلاقية الى مسلك السياسيين فاي قيمة لأي منصب أو موقع أو مكانة اذا كانت تؤدي الى فقر الشعب ومهانته أمام المرض وهجرته وتشتته في أصقاع الأرض.
كلام النائب أبو فاعور جاء خلال لقاء تكريمي أقامته وكالة داخلية البقاع الجنوبي في الحزب التقدمي الإشتراكي تكريماً لوكيل داخليتها رباح القاضي لمناسبة إنتهاء مهامه وسفره مع عائلته الى الخارج، في احتفال أقيم في مركز كمال جنبلاط الثقافي الإجتماعي في راشيا حضره الى جانب أبو فاعور، القاضي المذهبي الدرزي الشيخ منير رزق المدير الإقليمي لمدارس العرفان الشيخ بشير حماد، والشيخ جمال أبو ابراهيم، نائب منتدى التنمية اللبناني وهبي أبو فاعور، طبيب قضاء راشيا الدكتور سامر حرب، وكيل داخلية التقدمي في البقاع الغربي حسين حيمور والوكيلين الأسبقين علي فايق وإبراهيم نصر وأعضاء الوكالة والمعتمدون ومدراء الفروع الحزبية والإتحاد النسائي ومنظمة الشباب والكشاف التقدمي، واصدقاء ورفيقات ورفاق المحتفى بتكريمه.
أبو فاعور
وفي كلمة له قال أبو فاعور: "هذا اللقاء لقاء تكريمي وليس لقاءاً وداعياً فامثال رباح القاضي لا يغادرون مجتمعهم ولا يديرون ظهرهم له وهو من النخبة التقدمية الإشتراكية التي حملت هم مجتمعها ووطنها وقد جمعتني الصداقة والأخوة والرفاقية به من الكشاف التقدمي الى منطمة الشباب التقدمي الى الحزب التقدمي الإشتراكي وسوياً مع رفاق لنا بنينا هذا الحلم وهذا الهيكل من الوفاء والإنتماء الى حزب كمال جنبلاط ووليد جنبلاط ورفقة تيمور جنبلاط، بنينا هذا الحلم الإشتراكي الإنساني الإنمائي والخدماتي الذي سندافع عنه باظافرنا واسناننا ومواقفنا وعملنا ولن نسمح باعادة عقارب الساعة الى الوراء وسنصبر على بعض من ظلمنا، هذا الحلم الذي كان الرفيق رباح شريكاً في كل تفاصيله وكان صاحب انتماء وصاحب أخلاق وصاحب أمانة وصاحب هم وصاحب صبر بوجه كل النكران والظلم والجحود الذي لحق بنا كحزب ولحق بنا كاشخاص في موجة السكر الإجتماعي التي مرت والتي ظلمت الكثيرين والتي غابت معها المعايير وكان الرفيق رباح يقبل الظلم رغم معرفته بانه ظلم وكان يقبله عني وعن الحزب ويفتدي الحزب ويفتديني بصبر وكبر ورفعة وصمت".
وأضاف: "الرفيق رباح قامة تقدمية رفيعة حملت خصال النخبة التي تحدث عنها كمال جنبلاط ويكفيه شهادة وليد جنبلاط به الذي قال لي "يا لها من خسارة أن يسافر الرفيق رباح"، لكنك تغادر موقتاً وتعرف أن حزبك بانتظارك وأهلك بانتظارك ووطنك بانتظارك وحلمنا المشترك بانتظارك ولست ممن يديرون ظهورهم وسنبقى نعمل وفق وصية المعلم الشهيد كمال جنبلاط لأجل لبنان العربي العلماني الديمقراطي المستقل، لأجل دولة المواطنة، دولة العدالة الإجتماعية والمساواة".
وتابع بالقول: "والتحية كل التحية للرفيقة علا التي حملت معنا كل الهموم وفتحت لنا وللحزب قلبها وباب بيتها، على مدى سنوات وسنوات كان ذلك البيت مقراً ثانياً للحزب بكل نشاطاته وفعالياته وضجيجه ويا له من بؤس لهذا الوطن ان يضطر أمثال رباح وعلا وابناؤهم الأحباء آية ونزار وزياد والحبيب باسل الى الإنسلاخ عنا وعن وطنهم لأجل البحث عن فرصة علم فبعض السياسيين والمسؤولين هم عار على الوطن ولا يجمعنا بهم شيء لا من باب السياسة ولا من باب الأخلاق ولا من باب المسؤولية وكم نحتاج اليوم أن نعيد الأخلاق الى السياسة والمسؤولية الأخلاقية الى مسلك السياسيين فاي قيمة لأي منصب أو موقع أو مكانة اذا كانت تؤدي الى فقر الشعب ومهانته أمام المرض وهجرته وتشتته في أصقاع الأرض".
القاضي
من ناحيته قال القاضي: "لأن الحياة إنتصارٌ للأقوياء في نفوسهم لا للضعفاء، انتصرنا بعد معركة قاسية ومتعبة ارادوها أم المعارك السياسية والإنتخابية، فكانت، وكنا لها. انتصرنا في تثبيت هوية لبنان العربية، انتصرت المختارة بالحق، لأنها بنيت على الحق، انتصرت بأصوات الأحرار، لأنها موئل الساعين إلى النور، انتصرت المختارة لأنها ميزان البلد شاء من شاء وأبى من أبى. ولأننا نؤمن بالتقدمية نهجاً وثقافة وأداء، نعلم أولادنا حب المختارة فكراً ومبادئ، ولأننا ندرك أن ما جرى يؤسس لمرحلة جديدة ولأننا نميز بين الحق والباطل، بين الصادق والمنافق، بين من تعب وسعى وناضل بصدق لنصرة الحق، وبين من تلكأ وتخلى وخان وطعن، نقولها بأعلى صوت أن كل متردد او خائن أو مضلل إلى زوال".
وأضاف: "رفيقاتي ورفاقي في وكالة الداخلية والفروع ومنظمة الشباب التقدمي وجمعية الكشاف التقدمي والرفيقات في الإتحاد النسائي وجمعية الخريجين التقدميين ومفوضيات المعلوماتية والعدل والإعلام والإعداد والتوجيه والثقافة وجمعية فرح وفريق الواجب الزراعي والهندسي وخلايا الأزمة، وأبطال فريق كورونا، وصندوق دعم المريض وفريق الإعلام الإلكتروني وكل المؤسسات التي وقفت إلى جانب الناس في كل أزمة، أقول لكم: تعبنا سويا، تحملنا معا بصبر وهدوء الظلم والتجني والتنظير، حاولنا، أخطأنا، لكننا حاولنا من جديد كل ما استطعنا. وأنتصرنا.
لكم مني أجمل ما يمكن أن يقال من كلام، عله يفي لكم جزءاً من إخلاصكم ووفائكم، واذا كنت قد أخطأت بحق أحد منكم - عن غير نية او قصد - فإنني أتوجه إليكم بباقة من الحب والإحترام والتقدير لكل ما فعلتم. أنتم اشرف الناس وأصدقهم".
وتابع بالقول: "نستمر في عملنا في الحزب في أي موقع ومن أي مكان، لأنه كرامتنا وأمل أولادنا في وطن حر وعيش كريم. تنتقل الأمانة من جيل إلى جيل تقدمي جديد، أثبت جدارته وقدرته على مواجهة الصعاب ورفض التضليل، وأقسم على إكمال طريق الحق والخير والجمال. لك يا رفيق الدرب والمسيرة، يا من حملت في عقلك وقلبك هموم الناس، كل الناس، المؤتمن على مشروع المختارة لهذه المنطقة إنماء وتحديثا وقبل ذلك وبعده كرامة وعزة.
لك المجد الآتي من الأيام، لك الحب من كل هذه الجموع، من محبيك الأوفياء المنتشرين في دول العالم، لك القلوب تهتف قبل الحناجر مرفقة بدعوات اليتامى والمرضى والفقراء، لك صفاء القلب ونية الخير والبصر والبصيرة، وان كنا قد اتعبناك، فلا يجوز لك أن تتعب، الرحلة طويلة وتستحق العناء، ولا بد أن تنتصر إرادة الخير.
معك نحو مرحلة جديدة من النضال السياسي والإجتماعي بقيادة حضرة الرئيس وليد جنبلاط والحبيب تيمور وليد جنبلاط".
أبو لطيف
كلمة اصدقاء ورفاق المكرم ألقاها عضو وكالة الداخلية حافظ غطاس أبو لطيف فقال: "الرفيق رباح القاضي يستطيع اليوم أن يقول "لقد قمتُ بواجبي" كما طلب المعلم الشهيد كمال جنبلاط. وهو بقوله هذا يتكلم بلسان جيلنا وجيل من سبقنا، نحن الذين اخترنا أن نكون مقدمة الجيل الجديد. فاخترنا حزب كمال جنبلاط ومشينا بهدى تعاليمه التي أنارت الدرب للانخراط في قضايا الوطن والناس والمجتمع بعيداً عن الاتكالية والتخاذل والتقصير.
نحن الجيل الذي فتح عيونه في اواسط السبعينات على بداية الحرب اللبنانية، وعاشَ طفولةً مبتورة في ظل المعارك والاجتياحات والاحتلالات المختلفة، لكنّ ذاكرته تزينت بأسماء الشهداء وسير الأبطال والمناضلين. ومع توقف حرب البنادق في مطلع التسعينات عشنا كافة الحروب الباردة في زمن الوصاية. وانخرطنا في مسيرة الحزب ونضال منظمة الشباب التقدمي في محاولة القبض على حُلم الوطن. ولكن فوق هذه الرقعة المصابة بلعنة التاريخ والجغرافيا، ومع شعوبها المؤلفة قلوبهم على البغضاء والحقد والتعصب، استحالت فكرةُ الوطن واستعصت على التحقق. كأن هذه الأرض قد نذرت لحروب الجهل والتخلف وبقي الوطن مجرد رواية فاشلة في ذمة التاريخ. ولكن وبالرغم من كل هذه الظروف والأقدار نعترف أننا عشنا الفرحَ والانتصار. عشناه يوم انتسبنا الى هذا الحزب وعشناه يوم افترشنا ساحات الحرية والسيادة والإستقلال في 14 آذار، وعشناه يوم تحقق أملنا بالتغيير في منطقتنا الحبيبة وعلى يد واحدٍ من هذا الجيل اسمه وائل أبو فاعور، فانتصرنا معه وبه وسرنا الى جانبه، نحن والرفيق رباح وياقي الرفاق. فكانت مسيرة شاقة ومفرحة في آن، في خدمة الأهل وانماء المنطقة واثبات هويتها السياسية الحقيقية. وكان الرفيق رباح في جزءٍ طويل من هذه التجربة في قلب المسؤولية الحزبية المباشرة، فكان مجلياً في اخلاصه وتفانيه وتضحيته وسهره ساعات طويلة بعيداً عن الأسرة والأهل. وقد عرف الناس به كلّ معاني الخُلق الرفيع والبصيرة والذكاء والترفع عن الصغائر وعن الاساءة التي يتعرض لها كل من يتوّلى المسؤولية بجدارة".
مغامس
وكان تحدث في المناسبة وكيل مفوض الإعلام في التقدمي عارف مغامس فقال: "لا لست مسافراً! ولا تاركاً هذه الأرض، فجواز سفرك محراث أمسك بثقوب التراب وتلاسن مع الغيم كيما تكثر من تنهدات المطر في غمرة صيف، وجواز سفرك عصفور يبحث عن جناح آخر لوطن ما عرف كيف يلوذ بالفرح وكيف يناغم الغصون ولا كيف ينادم خمرة التائهين في شظايا ذاكرة اتعبها طول انتظار الفجر، والفجر ملح على جرح عميق. وثلج على فوهة بركان.
جواز سفرك اغتراب حلم في طوابير البحث عن وطن الأسماء الكثيرة في غياهب المرتجى، وعند مرافىء عصية على النهر في جريان الضوء ومعاندة الماء وتقاسيم الصور التي لن نرى وجوهنا فيها الا وهي تتشاجر مع الزمن.
كنا معا ومع رفاق كثر في الصمت وفي الكلام لعقدين وأكثر من البحث عن هدهد يرشدنا، وكنا كلما تجاوزنا ضفة عبرنا نحو ضفة اخرى في حمل الراية التقدمية التي لنا فخر الإنتماء اليها وفي أن تفيأنا ظلالها بقيادة حامل الراية والمؤتمن عليها الرئيس وليد جنبلاط وحارسها الأمين تيمور جنبلاط ورافعها عاليا في هذا المدى التيمي وائل أبو فاعور.
ما هكذا اعتدنا سفرا! ولكن يبقى لنا انك كنت خير من حمل امانة في الزمن الصعب وفي كثير من محطات النضال المشترك الذي خضنا غماره منذ العام 2000 وفي منظمة الشباب التقدمي وقبل ذلك في جمعية الكشاف التقدمي وفي وكالات الداخلية المتعاقبة.
فضاء الوطن ورق فلا سقف ولا جدار، ونحن المتعبون من نزف الهوية نتطاير خارج ذلك الفضاء، فكن جذراً ومجذافا في بوصلة هذا الضياع.
وانت تغادر دع شيئا من الذاكرة في كلمات الزمن الآتي ودعنا نحن في سجننا اللبناني والعربي المرير نحرث غيم المسافة بين تينيك الضفتين حيث لا انتهاء لضفة ولا بداية للضفة الاخرى ونحن واقفون على جسر الخيبات والنجاحات بين نبض ونبض.
لكننا كما قال المعلم الشهيد كمال جنبلاط نريد نخبة تستطيع أن تقول للأجيال الطالعة قمت بواجبي. وانت ممن قاموا بواجبهم بكل شجاعة وحب.
في احتفالية التكريم الوداعية بين رفيقات ورفاق واصدقاء وكوادر، ماذا يجدي حبر وكلام في صديق العمر والسنوات، اتكئ على عكاز ريح الذاكرة كي أجذف لمستقبل مجهول استجمع اللحظات استرجع المسافات الفاصلة بين حد الحزن والألم على فراق وحرقة غياب واغتراب وحد الفرح لأمل جديد تائه في بلاد شريدة، ونحن في مركز كمال جنبلاط الثقافي حيث اعتدنا حضورك الوازن نقول لك شكرا على صبرك وحلمك ودبلوماسيتك.
شكرا على ما صنعت من بصمة تقدمية اشتراكية على خطى هذا الحزب الذي ثبت قبل أيام بجهود المخلصين الصادقين الأوفياء الأنقياء الشرفاء هوية وكرامة ومرجعية وانحياز هذه المنطقة إلى دار المختارة وزعيمها الكبير وليد جنبلاط وثبتت مشروعية خيارها ونهجها بخير ممثل لتقدميتها الرفيق وائل ابو فاعور وكان لنا ما اردنا.
رباح القاضي القامة التقدمية التي نعتز بها لك على منبر هذا الصرح الكثير الكثير من طيب الكلام.
وقبل أن تقول كلمتك يا رفيق وائل "في البال الكثير من الكلام ليقال ما حسبت يوماً أن أول الكلام آخر حرف في تجرع الصمت، وانت من امضى في حرفة البلاغة والقول والعمل جيلاً من الكدح وابتكار المستقبل.
ما حسبت يوماً انك ستقف مكتوف اليدين عصياً عليك الموقف عصياً عليك الدمع في وداع يأسرنا ويسكننا في شغاف القلب، فقل كلمتك في من عاصرك جيلاً واكثر ولا تغلق نوافذ الدمع العصي فثمة بقية للآتي من الأيام وانك لصاحب الكلام في حضرة هذا المقام".
ثم القى مدير فرع بلدة تنورة في التقدمي كامل أبو زور قصيدة بالمناسبة.
وتسلم القاضي درعاً تكريمياً من مسؤولة الإتحاد النسائي التقدمي رموز أبو لطيف واعضاء الهيئة الإدارية ودرعاً آخر من أمينة سر مكتب منظمة الشباب التقدمي نورا حماد وأعضاء المكتب.