Advertise here

فاجعة صحيّة: اللبنانيون يموتون في منازلهم.. والاستشفاء بخطر

28 أيار 2022 15:24:55

لم يبقَ سوى أن يمرض اللبناني ولا يجد مستشفى للعلاج، وهذا ما حصل أيضاً! اكتملت بذلك المشهديّة السرياليّة التي يعيشها كلّ لبنانيّ في شريط من أحداثٍ لا تُشبه سواها تتوالى منذ حوالي الثلاث سنوات. 

فقد أعلن القطاع الاستشفائي الإضراب والتوقّف التام عن العمل باستثناء الحالات الطارئة ليومين، "نظراً لكل المخالفات الحاصلة بحقّ المودعين، والتدمير الممنهج للاقتصاد اللبناني والقطاع الاستشفائي على وجه الخصوص، ولأسباب أخرى متعددة". وخلال الوقفة، تمّ التطرّق إلى العجز الكبير الذي ترزح تحته المستشفيات، وإلى أنّ القطاع بأكمله مهدّد. فهل نشهد إقفالاً لمستشفيات؟ 

يقول نقيب المستشفيات الخاصة، سليمان هارون، في حديثٍ لـ"الأنباء" الإلكترونيّة: "من المؤكّد أنّنا سنصل إلى إقفالٍ للمستشفيات إذا استمرّ الوضع على حاله وبقيت المؤسّسات غير قادرة على استعمال أموالها في المصارف"، معتبراً أنّها "حقيقة بدأنا نعيشها، إذ أنّ عدداً من المستشفيات تسلّمت إدارتها مستشفيات أكبر منها، لأنّ تلك الصغيرة لم تعد قادرة على الاستمرار، ومستشفى آخر مثلاً يدفع مستثمر بدل إيجاره بسبب المشاكل الماديّة التي يعاني منها". 

إنّها الكارثة بعينها، أن يمرض انسانٌ ولا يجد من يداويه. فمَن يحمي المواطن؟ نسأل هارون، فيُجيب: "اللّه يساعد المواطن، هلّق مين بدو يحميه"، حتى أنّ هناك بعض الأشخاص الذين يموتون في منازلهم لأنّهم غير قادرين على دخول المستشفى". 

هنا يُضيف هارون: "لا أحد يسمع ولا أحد يتحرّك رغم المشاكل المتراكمة، وآخرها ما زاد الطين بلّة هو منعنا من استخدام أموال المستشفيات في المصارف، فأصبحنا مجبورون على دفع كلّ شيء نقداً. و"ما خلّينا حدا غير ما تواصلنا معو"، ابتداءً من رئيس الحكومة. ولكن لا معالجات ولا نزال نراوح مكاننا، وأتوقّع أنّ الأمور ذاهبة نحو الأسوأ بكثير. فلا مواطن قادر، ولا الدولة قادرة على تحمّلها خصوصاً مع رفع الدعم".

وفي ما يخصّ التسعيرة، يلفت الأخير إلى أنّها "تغيّرت لدى الجميع. فالجيش مثلاً أصبح يسعّر على دولار 6 آلاف ليرة، وقوى الأمن الداخلي على 3,900 ليرة لبنانية، وكذلك تعاونية الموظفين. أمّا الضمان الاجتماعي فعلى أساس سعر صرف الـ1,500 ليرة. وبالتالي موضوع التسعيرة صعب حلّه مع الجهات الضامنة. والمستشفيات اليوم تضطر إلى تحميل المواطنين الفروقات، وقد نبّهنا من أنّه في حال عدم تعديل التعريفات فإنّ المريض هو الذي سيدفع الفروقات". 

ما الحلّ إذاً؟ 

يرى هارون أنّّ "الحلّ ليس فقط بالإفراج عن الأموال في المصارف، فهي ليست المشكلة الوحيدة، إنّما هي التي خنقت المستشفيات، والشعرة التي قصمت ظهر البعير، وأضِيفت إلى كلّ هذه المشاكل التي نعاني منها، وتأتي هذه علماً بأنّ مدفوعاتنا تأتي من الدولة بموجب تحويلات". ويختم: "الحلّ هو المساعدات من الخارج، إذ "ولا ممكن يقدروا يحلّوا لحالن". وإذا لم تأتِ المساعدات لدعم القطاع الاستشفائي الوضع سيكون سيّئاً جداً". 

الأمور تتّجه إلى الأسوأ على كافّة الأصعدة، ولكن هذه المرّة أصبحت المسألة مسألة حياة أو موت!