في ظل الانتشار المتزايد لمرض "جدري القردة"، تكبر احتمالات انتقال العدوى إلى لبنان، ما يحتّم التوقي واتّخاذ الإجراءات اللازمة للحد منه. ولكن أي عوارض تواكب هذا الوباء، وما سُبل الوقاية منه؟

الاختصاصي في الأمراض الجلدية، الدكتور سامر حرب، لفت إلى أنّه "قد تختلط علينا تسميات الأمراض، فالجدري مرض اندثر منذ ثمانينيات القرن الماضي، وذلك بسبب نجاح برنامج التلقيح الذي عمّمته يومها منظمة الصحة العالمية، ويسمى variola. أمّا مرض جدري الماء، أو الحُمّاق بالعربية ويسمى varicella، هو مرض موسمي ما زال منتشراً. واليوم ومع انتشار جدري القردة يعود بنا الحديث إلى مرض الجدري variola الذي كان موطنه الأساسي أفريقيا".

وعن الأسباب التي تؤدي إلى العدوى منه، يقول حرب في حديث مع جريدة "الأنباء" الإلكترونية: "السبب الأساس هو الاحتكاك اللصيق مع الحيوانات المصابة به، أو من إنسان إلى آخر. لكن الانتقال يحتاج لوقت من الاحتكاك المباشر، أو تناول لحوم حيوانات ملوثة، أو من إنسان لآخر بواسطة الرذاذ من الجهاز التنفسي".

ولفت حرب إلى أنّ فترة حضانة جدري القردة تتراوح بين 6 و16 يوماً، مشيراً إلى أنّ العوارض تكون على الشكل التالي: حمّى وصداع وآلام في العضلات وتعب شديد. ويتميز عن الجدري بتضخم الغدد الليمفاوية بعد 3 أيام من بداية الحمّى، ثم يظهر طفح جلدي يبدأ بالوجه والرأس ثم ينتشر في الجسم، بما فيه الراحتين وأخمصي القدمين. وينطوي التشخيص على إرسال عينات من الأنسجة المصابة إلى المختبر لزرعها وإجراء اختبارات دموية لتحري الأجسام المضادة لفيروس جدري القردة، والذي هو من نوع DNA.

وختم حرب، "المرض ليس خطيراً، إنما تتفاقم العوارض إذا لم يتم التشخيص والعلاج باكراً، ما يؤدي إلى التهابات رئوية خاصة عند الاطفال، والمرضى الذين يعانون من نقص مناعي، مشيراً إلى أنّ عوارض المرض تدوم بين 14 و21 يوماً"، مشدّداً على ضرورة التقيّد بالإجراءات الوقائية، وأهمها النظافة وعزل المرضى.