Advertise here

الاستحقاق الكبير

23 أيار 2022 22:03:11 - آخر تحديث: 24 أيار 2022 22:38:51

إنّها لساعة مفصلية انتهى بها الاستحقاق النيابي الذي تكلّل بالنصر: نصر لبنان، نصر العروبة الحقيقية، نصر الحريات على النظام الشمولي، نصر نهاية حقبة مؤلمة عصفت بالوطن، وذيولها لا تزال تلاحق ما تبقى من وطنية. ولكن لا بد لليل أن ينجلي ولا بد للحق أن ينتصر.

وبه اليوم نكرّر الثقة، ونكرر العهد الذي بدأ فيه تيمور جنبلاط ومعه الحزب، ومعه باقة من الشباب التي آمنت بدور المختارة التاريخي، مؤكدين أنه جزء لا يتجزأ من تركيبة هذا الوطن وقيامه.

 وإيماناً منّا بالنهج الذي اعتمده النائب تيمور جنبلاط في بداية مسيرته السياسية، حافظاً إرث والده وليد جنبلاط، صاحب النصر الكبير، الوطني العربي الذي كرّس جميع قدراته لبناء دولة المؤسسات ودولة القانون، حافظاً إرث جدّه المعلّم  الشهيد كمال جنبلاط في لمّ الشمل الوطني، والتصالح وأنسة المواطنية. 

إنّه الاستحقاق الكبير الذي جدّدنا فيه العهد لتيمور جنبلاط واللقاء الديمقراطي. إنّه استحقاق تصويب المسار الذي خُطَّ قبل أعوام من الاستحقاق، وبدأت معه ورشة عمل جديدة، جدّية، لا متناهية لتوضيح صورة لبنان الجديد. صورة لبنان الشباب. لبنان الانفتاح. لبنان الحضارة الحقيقية. لبنان الازدهار. لبنان القضاء النزيه. لبنان المؤسّسات، صورة لبنان سيّد حرٍ مستقل.

ولا بدّ أن نسلّط الضوء على الأزمة الاقتصادية والمعيشية التي لم يشهد مثيلها لبنان الحديث منذ نشأته، والتي كان للحزب وللمختارة الدور الإنساني للوقوف إلى جانب الناس ومشاكلهم وهمومهم، وحاجتهم لتأمين سبل العيش الكريم والتنمية المستدامة. ولم نفرّق كحزب بين مواطن وغيره، أو بين طائفة وأخرى، أو بين منطقة وأخرى، أو بين مؤسّسة وأخرى. فكنّا التقدميين الاشتراكيين الذين عبروا حدود الطوائف، كاسرين جدران القوقعية المناطقية التي انجبلت في خطابات البعض من هنا، وأحقاد البعض من هناك.

إنّنا اليوم، وكشباب في الحزب التقدمي الاشتراكي، تلاميذ مدرسة المعلّم الشهيد كمال جنبلاط، نمدّ يد التلاقي للجميع أفراداً، ومجموعات، ومؤسّسات وأحزاب للالتفاف حول القضية الواحدة الموحدة، قضية الوطن لبنان لجميع أبنائه، متساوين في الحقوق والواجبات والحريات، قضية المواطن والمواطنة. كما نمد يد بناء الدولة بكامل مقوّماتها لخلاص لبنان وقيامه من محنته، ونحثّ الشباب اللبناني على التعالي عن صغائر الأمور. التعالي عن الشعارات التي تودي بالوطن إلى هاوية جهنم. التعالي عن المصالح الشخصية الضيّقة بحجة الثورات ومكافحة الفساد.

ها أنتم اليوم في معترك اللعبة السياسية التي كنتم تحررونها بالأمس وتدعون لإسقاطها، ومتحرّرون من المشاريع الإلغائية التي انجبلت من الأحقاد الغوغائية الصغيرة، والتي لم تكن إلّا حبراً على ورق ولا يصدى صداها، لأنّكم على أشد العلم أنّ لبنان قائم على الشراكة وإرادة مواطنيه في الانتماء وفي التوجهات. لا عليكم إلّا الإجماع على أنّ لبنان وطنٌ لجميع أبنائه رغم اختلاف آرائهم وانتمائاتهم، والحثّ على التلاقي واحترام رأي الآخر، وهو الحل الوحيد لقيام لبنان.

 
هذه الصفحة مخصّصة لنشر الآراء والمقالات الواردة إلى جريدة "الأنبـاء".