Advertise here

إلى اللبنانيّين: احموا أنفسكم من الأسوأ الآتي!

23 أيار 2022 17:27:57

بعد أن كانت العين على الاستحقاق الأكثر انتظاراً في الفترة السابقة، انتهت الانتخابات النيابية على خير. إلّا أنّ المؤشّرات التي ظهرت بعدها لا توحي بأيّ خير قادم. فمع بدء صدور النتائج، المفاجئة في بعض المناطق، قفز الدولار ولم يكن مفاجئاً. فما سبب هذا الارتفاع؟ وهل تُستشفّ معالم المرحلة المقبلة ممّا نشهده اليوم؟ 

يلفت الخبير الاقتصادي لويس حبيقة، في حديثٍ لـ"الأنباء" الإلكترونيّة، إلى أنّه "بالنظر إلى عوامل العرض والطلب من الانتخابات حتى اليوم، عوامل العرض تأثرت سلباً. فخلال الانتخابات كان هناك كم كبير من الأموال التي تضخ، ولكن مع انتهاء الانتخابات توقّف هذ الضخ. أمّا من ناحية الطلب فالناس رغم النتائج الجيّدة للانتخابات، إلّا أنّها لا تزال غير مطمئِنة. أي أنّ الطلب لا يزال موجوداً والعرض انخفض، ما سيؤثّر على سعر الصرف". عاملٌ آخر يتحدّث عنه حبيقة، مشيراً إلى أنّ، "العوامل الاقتصادية في البلد لا تزال سلبية، فالجمود لا يزال قائماً على صعيد الاستثمارات، وعلى صعيد الحركة، وكذلك على صعيد علاقة المواطن مع الدولة".

وفي هذا السياق، ترافق الارتفاع الكبير في سعر الدولار الذي تخطّى الثلاثين ألفاً مع ارتفاع مخيف في أسعار المحروقات التي تجاوزت عتبة النصف مليون، ومع ارتفاع في سعر "رغيف الفقراء". والسبب ليس ارتفاع الدولار فقط، وفق ما يؤكّد حبيقة، إذ يشرح:  "الارتفاع الكبير في كافة الأسعار لا يعود فقط لارتفاع سعر صرف الدولار في لبنان، إنّما العامل الأبرز هو الحرب في أوكرانيا التي "ولّعت الأمور" فقد رفعت سعر القمح والغذاء والمحروقات، وهذا ما أدّى إلى ارتفاع في كافة الأسعار الأخرى مع الشحّ في توافر بعض البضائع. وما يفاقم المشكلة في لبنان هو أنّنا نستورد كلّ شيء من الخارج، والدولة غير قادرة على الدعم". 

وعن الدولار في المرحلة المقبلة، يقول: "أعتقد أنّ الدولار لن يتراجع بهذه السهولة، ولا شيء يشير إلى تراجعه وأتوقّع أنّ ذلك سيستمرّ بعد أن تتشكّل حكومة جديدة، وبانتظار انتخاب رئيس جديد للجمهوريّة. إذ لكي يتراجع الدولار يجب أن ينخفض الطلب ولكي يحصل ذلك، على الناس أن تشعر بالثقة وألّا تعود قلقة من الأوضاع ولكن حتى اليوم لا يزال الجميع خائفاً". 

إذاً الوضع لا يبشّر بالخير، فماذا ينتظرنا؟ وما نصيحة حبيقة للبنانيين؟ 
"برأيي قبل رأس السنة الجديدة لا تغيير في لبنان، وبالتالي إلى حين انتخاب رئيس جمهورية جديد، ورئيس حكومة جديد، أي أوائل عام 2023، لا شيء يذكر"، يقول الأخير، متابعاً: "نصيحتي إلى اللبنانيين أن يحموا أنفسهم مادياً وصحياً وعلى كافة الأصعدة، لأنّنا مكشوفون وألّا ينتظروا أي حماية اجتماعية أو ما شابه، لا الداخلية ولا الخارجية، والتي لن نحصل عليها من دون إصلاحات".

الدولار طالع، ولكن لعلّنا نتفاجأ إيجاباً بما قد ينتظرنا في الاستحقاقات المقبلة من تشكيل حكومة وانتخابات رئاسية، كما فوجئنا بنتائج الانتخابات.. حتى يكون للبنان قيامة!