Advertise here

كسر جليد بين "التقدمي" وحزب الله... وهذا ما تم التركيز عليه في عين التينة

06 أيار 2019 07:16:01

عند التقاء القوى الأساسية، لا بد أن تعقد على المقلب الآخر لقاءات أخرى، هي التقاء المتعوب على خائب الرجاء. لربما هذا الوصف يصحّ وينطبق على بعض الذين راقبوا الإجتماع الذي عقد بين وفد قيادي من الحزب التقدمي الإشتراكي ووفد قيادي من حزب الله، برعاية الرئيس نبيه برّي في عين التينة. في كل مرّة يثبت فيها الرئيس نبيه برّي أنه صمام أمان، والحريص على الوحدة الوطنية والتواصل بين مختلف القوى.

 

وفي الوقت الذي كان برّي يعمل على عقد اللقاء بين حزبين أساسيين، كان قد أزعجه تباعدهما وحال القطيعة بينهما بسبب أمور تفصيلية، بالتأكيد كان مريدو الإستثمار بالفتن الداخلية واللعب على أوتار الإنقسام يعيشون لحظات سيئة جداً، تخيب معها آمالهم في إعادة إحياء منطق العزل والحصار، أو التطويق والإنتقام. ما كاد يجفّ حبر كثير قد سال لإطالة أمد الخلاف والقطيعة، وتكريس مبدأ العزل، حتّى خاب أمل كثير من الحاقدين، الذين كانوا يهللون لكلام فرض القطيعة على وليد جنبلاط. ومن استندوا إلى فعل مقاطعته زوراً، قد وجدوه عائداً على فتح قنوات الحوار، وفق قاعدة لا مجال للشواذ عنها، وهي أنه من المستحيل تجاوز جنبلاط أو عزله.

 

وبمعزل عن هؤلاء الطامحين. لا بد من التركيز على الأساس، وهو كسر الجليد والقطيعة بين الحزب التقدمي الإشتراكي وحزب الله، وكسر القطيعة وفق منطق الكبار، لا يقوم على هزيمة أو انكسار، بل غالباً ما يكون على أساس التكافؤ والندية بين الأطراف ولو كانت متعارضة في آرائها. وهذا ما اعيد التشديد عليه في لقاء عين التينة، عبر احترام كل طرف لموقفه ولثوابته، بشكل لا يملي على الآخر إرادته، ولا يسمح بإهانته. وهذا الأساس الذي ارتكز عليه الرئيس نبيه برّي في إعادة صوغ العلاقة وعقد لقاء المصارحة. وهو الذي كان يؤكد بأنه لا يمكن لأحد أن يدخل بينه وبين وليد جنبلاط، أو يزرع الخلاف بينهما، بغض النظر عن مواقف جنبلاط.

 

وكما كان يسعى برّي إلى كسر مبدأ تحقيق القطيعة مع جنبلاط، فهو كان يسعى دوماً إلى عدم حصول أي إنقسام داخلي أو شقاق، في لحظة عصيبة تمرّ بها المنطقة ولبنان في ظل الضغوط الاميركية المفروضة على حزب الله وإيران، وبالتالي يعتبر برّي أنه ليس من مصلحة الحزب ان يكون على خصومة مع وليد جنبلاط بما يمثل في هذه المرحلة. وعلى هذا الأساس عقد لقاء المصارحة بين الطرفين، والذي كان النقاش فيه بغاية الصراحة وكل طرف عبّر عن وجهة نظره وهواجسه.

 

أما بما يخص تخوين وليد جنبلاط، فاللقاء وحده وموقف الرئيس نبيه برّي، يكفي للرد على بعض الشتامين، والمستثمرين حتى بأكفان الموتى، والردّ عليهم يكون فقط بتكرار الرسائل التي كتبها جنبلاط على الهدايا التي أرسلها إلى المسؤولين الاميركيين، ويؤكد فيها حرصه على فلسطين والقضية الفلسطينية ومعارضته لصفقة القرن، وجعل القدس عاصمة لإسرائيل، والتي شبهها بالإحتلال النازي لباريس. وبما يخص مزارع شبعا، فقد تم توضيح حقيقة موقف جنبلاط، والذي ينسجم مع البيان الصادر عن طاولة الحوار في مجلس النواب بالعام 2006، حول تأكيد لبنانيتها ووجوب إثبات ذلك أمام الأمم المتحدة، اما تعبيره عن أنها ليست لبنانية، فهو وفق منطق الأمم المتحدة، التي من الواجب العمل لتغيير نظرتها وإثبات لبنانية المزارع، خوفاً من أن تبقى ورقة مستخدمة في صراعات إقليمية لا علاقة للبنان بها، خاصة بعد ضم إسرائيل للجولان المحتل، والخوف من ان يتم ضم المزارع أيضاً.