Advertise here

الصايغ من بمهريه: المتطاول على وليد جنبلاط سيطحن في كسّارات الكرامة

05 أيار 2019 13:46:00 - آخر تحديث: 05 أيار 2019 16:17:12

أحيت وكالة داخلية الجرد ومكتب مفوضية الشباب ومكتب منظمة الشباب التقدمي في الجرد ذكرى تأسيس الحزب التقدمي الاشتراكي وعيد العمال العالمي باحتفال في دار بلدة بمهريه تحدث فيه عضو اللقاء الديمقراطي النائب فيصل الصايغ، وحضره حشد كبير من المواطنين تقدمهم مدير عام مؤسسة الاسواق الاستهلاكية زياد شيا ومفوض الشباب والطلبة وأمين عام منظمة الشباب التقدمي محمد منصور ووكيل داخلية الجرد جنبلاط غريزي وممثل الحركة اليسارية اللبنانية نزيه الاحمدية، رئيس بلدية بمهريه جوزيف ملكون ونائب الرئيس حسين ابو غانم، اضافة الى معتمد الشوف الاعلى سلام عبد الصمد، ومعتمدي الجرد رامز الكوكاش وطارق سلمان ولواء عبد الخالق، ومسؤولة الاتحاد النسائي التقدمي في الجرد سارية هلال ومفوض الكشاف التقدمي في الجرد سمير سلمان، واعضاء الوكالة ومكاتب المفوضيات ومدير فرع بمهريه باسل ابو غانم ومدراء فروع الجرد والهيئات الادارية وعضوات في الاتحاد النسائي، واعضاء خلايا منظمة الشباب التقدمي، وافواج من الكشاف التقدمي. 
كما حضر الأب ايلي كيوان وعدد من رجال الدين ومخاتير ومدراء مدارس ورؤساء جمعيات واندية. 

بعد تعريف من مايا بو غانم وترحيب من مدير فرع بمهريه باسل بو غانم الذي أكد "الاستمرار على مبادىء الحزب التقدمي الاشتراكي الى جانب قائد المسيرة النضالية وليد جنبلاط"، القى حمد سليم كلمة ثم تحدث الصايغ فحيّا روح المعلم الشهيد كمال جنبلاط هذا الرؤيوي العملاق بفكره وفلسفته وتواضعه وصلابة مواقفه.. كمال جنبلاط نصير الفقراء والمستضعفين والعمال والفلاحين، المارد الذي أفنى عمره في سبيل العدالة والمساواة والإنسانية، مترفعاً عن زواريب السياسة ومتاهات التركيبة الطائفية والخطابات المذهبية، وقدّم روحه على مذبح الوطن، ثمناً لتمسكه بحرية ووحدة وعروبة لبنان، ورفضاً لإلحاق لبنان بالسجن الكبير الذي يتوهم بعض الصغار أنهم قادرون على زجنا فيه مجدداً.

كما وجه التحية لمن نحتفل اليوم بقيمة تعبهم، وننحني أمام قطرات العرق المنهمرة من جباههم الناصعة. إلى العمال والفلاحين والكادحين الشرفاء، ونعاهدهم أننا سنبقى الصوت الصارخ بإسمهم، نصون حقوقهم، ونرفض المساس بها تحت أيّ ذريعة..
وذكّر بأننا في اللقاء الديمقراطي برئاسة النائب تيمور جنبلاط، كنا السبّاقين منذ لحظة انتخابنا كنواب، في إعداد الورقة الاقتصادية التي استندت إلى دراساتٍ علمية وافية لكل الملفات، من الكهرباء إلى مزاريب الهدر وواقع المصارف، وصولاً إلى البنى التحتية وقطاعات الإنتاج المختلفة، بالتعاون مع خبراء اقتصاديين في الحزب، ولقد تضمّنت ورقتنا هذه حلولاً واقعية لكيفية مقاربة هذه الملفات بكل شفافية، تحقيقاً لخفض العجز في الموازنة. وحتى قبل تشكيل الحكومة الحالية، جلنا على الرؤساء الثلاثة وجميع الأحزاب والقوى السياسية، لنناقش وإياهم رؤيتنا لسبل خفض العجز في الموازنة، مؤكدين حرصنا على ألا يأتي ذلك على حساب العمال والموظفين ذوي الدخل المحدود.

وتابع الصايغ في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ لبنان، وفي ظل انكماشٍ اقتصادي عالمي، وصراعاتٍ سياسية تتخذ طابعاً اقتصادياً ينعكس أزماتٍ وعقوباتٍ ماليةً ليس لبنان في منأى عن تداعياتها، علينا امتلاك الجرأة في تشخيص واقعنا الاقتصادي بكل ما يشوبه من عورات فساد وهدر وتقاسم مغانم بين البعض. وهنا، نرى أنه من المهم أن نسأل: أيّ دورٍ اقتصادي نريده للبنان في المنطقة؟ وما حجم الدور الخدماتي والصناعي والزراعي والسياحي؟ أو حتى هل نريده ساحة مواجهة لا شأن مباشراً لنا فيها؟ فمن المهم أن تأتي الموازنة في سياق خطة إنقاذ اقتصادية، ووفق استراتيجية اقتصادية شاملة، مع تصور مرحلي لثلاث أو أربع سنوات مقبلة.. فنحن بحاجة إلى رؤية للموازنة، لا إلى مجرد أرقام لمصاريف ومداخيل، أو عملية حسابية تليها إجراءات موجعة لكنها موقتة، ولا تشكل حلاً إنقاذياً ينشده جميع اللبنانيين.

واضاف، مصادر الإيرادات التي لا تمس بلقمة عيش اللبنانيين متعددة، ولقد ضمّناها في الوثيقة الاقتصادية التي رفعها اللقاء الديمقراطي والحزب التقدمي الاشتراكي لأصحاب الشأن والهيئات المعنية، ونجدد اليوم الدعوة إلى مناقشتها أو طرح بدائل عملية وشفافة تجنب الدولة المزيد من الهدر وخسارة المداخيل، وتنقذنا من السقوط في براثن الإفلاس أو الانكماش الاقتصادي، نذكر منها الأملاك البحرية والنهرية، والتهرب الضريبي في الـ TVA، والجمارك، والعقارات، والضريبة التصاعدية على الشركات، والمعابر غير الشرعية، والأهم المساهمة الطوعية للمصارف في تخفيف كلفة الدين.. فعلى مدى سنوات، تلقّى القطاع المصرفي دعماً كبيراً من المصرف المركزي اللبناني،  في عمليات الدمج والاستحواذ، ولاحقاً في عمليات الهندسة المالية التي أنقذت بعض المصارف من الإفلاس واستفاد منها القطاع المصرفي بحدود 7 مليار دولار، كلها بتمويل غير مباشر من الشعب اللبناني..
هذه المصارف اللبنانية مطالبةٌ اليوم بردّ الجميل والتفاهم مع الحكومة على المساهمة بتمويل ما أمكن من سندات الخزينة بفائدة صفر، ضمن خطة الإصلاحات المزمع اعتمادها ..

وقال الصايغ، لوقف الخسارة في الكهرباء، وافق "اللقاء الديمقراطي" على خطة الحكومة، ولاسيما بعد الالتزام بأولوية تخفيف الهدر الفني وغير الفني، وبعد دمج الحل المؤقت بالحل الدائم، وبعد منح إدارة المناقصات دورها المطلوب، وبعد التعهد بعدم رفع الأسعار قبل تأمين 20 ساعة تغذية بالتيار الكهربائي يومياً، مع مراعاة الشطور الدنيا. وخلال جلسة المناقشة في مجلس النواب، أكدنا على مسؤوليتنا وواجبنا كنواب، بأن نرسم الإطار القانوني والدستوري الذي يحمي خطة الكهرباء هذه، ويؤمّن لها سبل ومقومات النجاح، مع تمسكنا بأولوية إنشاء الهيئات الناظمة، كما يفرضها قانون الشراكة بين القطاع الخاص والقطاع العام، وكما اشترط علينا مؤتمر "سيدر"، لناحية ضرورة إنشاء الهيئات الناظمة كخطةٍ إصلاحية.

واعاد الصايغ التأكيد على موقف "اللقاء الديمقراطي"، برئاسة النائب تيمور جنبلاط، الرافض المساس بلقمة عيش ذوي الدخل المحدود، وبرواتب العسكريين والموظفين. وكنا قد عرضنا لائحة بنحو 25 بنداً، يمكن أن تخفض العجز في الموازنة إلى النصف، وتؤمّن وفراً بقيمة 700 مليون دولار، من دون المس بحقوق ذوي الدخل المحدود، مثل: وفود ومؤتمرات، صيانة مبانٍ، أثاث ومفروشات، تجهيزات أخرى، نفقات مختلفة، علاقات عامة أخرى، نفقات شتى متنوعة، نفقات مالية أخرى، تعويضات مختلفة (أخرى، مختلفة، متنوعة).. 
وسبق أن ذكرنا أنه بات من واجبنا المطالبة برفع السرية المصرفية عن حسابات كل العاملين في الشأن العام والكشف عن أملاكهم، وتفعيل قانون "من أين لك هذا؟" الذي وضعه  المعلم الشهيد كمال جنبلاط، و إعادة أموال يثبت أنها منهوبة من الشعب.. 

وتابع،كذلك من المهم السعي إلى تكريس قوانين وحوافز تشجع على الاستثمار في مختلف القطاعات في لبنان، ما يؤمّن نمواً واستقراراً مالياً تستفيد منه كل شرائح المجتمع، ويسهم في خفض العجز على المدى الطويل. ولتنفيذ ذلك، ينبغي الانفتاح على الأقربين والأبعدين، ونسج أفضل العلاقات مع دول العالم عموماً، والعالم العربي خصوصاً، ولاسيما دول الخليج العربي، بدل التصويب عليهم وشنّ حملاتٍ تطاولهم، دعماً لمشروعٍ لا يخدم لبنان، ولا يسهم في استقراره ونهضته من كبوته وأزماته، ولا في تحقيق المستقبل الأفضل لبنيه.

وتناول الصايغ موضوع "معمل الموتّ" في عين داره، فقال، بالأمس القريب أطل أحدهم من تحت ركام كسارات الموت، تفوح منه روائح التخريب وتشويه الطبيعة، مهدداً متوعداً، مخوّناً الزعيم الوطني وليد جنبلاط، ومطالباً بعزله ومحاكمته، مستنداً إلى مهاراته في تفنيد القانون ومواده.. من هنا، من قلب الجبل الأشم، وفي فيء أرز الباروك، وتحت ظلال دار المختارة، ومن قرب عينداره وإلى جانب أهلها الصامدين المتمسكين بحقهم نقول للمشوَّه الضمير المشوِّه الطبيعة: تنص الأخلاق في مادتها الوحيدة، على أن فاقدها لا يعطي دروساً فيها.. ويقول التاريخ أن المستقوي بالآخرين في الداخل والجوار، والمتوهم أنه بالتطاول على قامة وقيم وليد جنبلاط يكبر، إنما يصغر في عيون الناس، ويُطحن في كسارات الكرامة، ويتبدّد اسمه غباراً في سجلات التاريخ الساطعة بمواقف وبطولات ورجولة وليد جنبلاط، هذا المارد المتمرد الذي تكفي تغريدةٌ منه لتحريك جمود مستنقعٍ يسعون إلى إغراقنا فيه، ولفضح صغار قوم ومجرّد أبواق يستجدون موطئ وجود لهم. 

واضاف النائب الصايغ، يخوّنون وليد جنبلاط، لأنه رجل المواقف الجريئة في الأزمنة الصعبة.. يصوّبون عليه وعلى تاريخه المشرّف، متناسين أنه بتحالفه مع دولة الرئيس نبيه بري أسقط اتفاق 17 أيار المشؤوم.. متجاهلين أن الجيش الشعبي، وثوار الحزب التقدمي الاشتراكي هم الذين فتحوا طريق المقاومة الوطنية اللبنانية إلى الجنوب، وأمدّوا أبطالها بكل مقومات الصمود.. متناسين أن فلسطين شكلت وستبقى قضيتنا المركزية، وأن تحرير الأرض والإنسان أولوية عندنا، لكننا ضد التوظيف المشبوه لقضايا ظاهرها شيء، وباطنها استثمارٌ يصب في خدمة أجندات خارجية.
يصوّبون على وليد جنبلاط وعلى دار المختارة، هذه الدار المنذورة للوطن، مقلع الفكر ومنارة الأحرار، الدار التي ما هانت يوماً، ولا بخلت بتقديم الشهداء على مذبح الوطن، ولا ترددت في احتضان المقاومين.. وستبقى هذه الدار، بعزيمة وصلابة وليد جنبلاط، وبوعي وإرادة تيمور جنبلاط، ستبقى نور الحرية، ونار الثورة.
وختم الصايغ بالقول، سيبقى الحزب التقدمي الاشتراكي في طليعة المتصدين لكل الطروحات والانقسامات الطائفية والمناطقية، وسنستمر في تطلعنا إلى وطنٍ حرّ عربيّ قوي مستقل مستقر.
يبقى أن يستفيد البعض من تجارب التاريخ التي أثبتت أن الدولة وحدها تحمي الجميع، لا الارتباط بأيّ مشروع خارجي، ولا الاستقواء بالخارج على الشركاء في الوطن.. فلنهتدِ ولنعقل ونتعلّم ونكفّ عن التعاطي مع الآخر من موقع الشعور بفائض القوة والتلويح باستخدامها حيث لا تنفع، ولنقلع عن منطق التخوين والتهديد بالإلغاء، فلا أحد أكبر أو أقوى من أحد، ولا أحد قادر على إلغاء أحد، ولا على تحجيمه، مع تذكير بعض المعجبين بالفكر الشمولي والأنظمة القائمة على قمع الفكر وكمّ الأفواه، أن ميزة لبنان وعراقة تاريخه والأمل بمستقبله هي في الحرية التي تأتي عندنا قبل الخبز، وهي أعزّ من الحياة التي نؤمن بأنها انتصارٌ للأقوياء في نفوسهم لا للضعفاء، ونحن أقوياء بفكرنا، ثابتون بقناعاتنا، متمسكون بعروبة لبنان وحريته.. وكل خطاب خارج هذه المنظومة لا يقدّم ولا يؤخر، مهما علت نبرته.

عهدنا لكم أننا سنبقى صوتكم الهادر بالحق، ثابتين في الدفاع عن لقمة عيشكم، منحازين إلى الناس وكرامتهم ومستقبلهم، وإلى حرية لبنان، لا تغرينا مناصب، ولا تستفزنا أصواتٌ نشاز، ولا تخيفنا تهديدات.