Advertise here

انتخابات الشوف - عاليه: منافسة كبرى ومقاعد متأرجحة

13 أيار 2022 13:05:10

ترتدي دائرة "جبل لبنان الرابعة" (الشوف، عاليه) حلّة انتخابية متكاملة باللافتات والصور واعتمار الأعلام على شرفات المنازل والطرقات. دخلت جغرافيا الدائرة المستوى الأعلى من أجواء الحماسة الانتخابية، خصوصاً على صعيد المناطق الدرزية والمسيحية. وتتمحور الأنظار حول واقع إقليم الخروب انتخابياً واستطلاع مؤشّرات المشاركة السنية في الاستحقاق من عدمها، مع تعويل على الدور الذي ينتظر أن تضطلع به الدعوات المكثّفة من أئمّة المساجد للإقبال الكثيف على صناديق الاقتراع الأحد المقبل. ويبدو المنحى العام مقبولاً لجهة الاستعدادات للمشاركة. ولا يلغي ذلك أنّ ملامح من بعض الهمود قائمة حتى اللحظة في الإقليم، بما يرسم حذراً على شكل علامات استفهام حول إمكان تظهّر بعض الانخفاض في نسبة التصويت سنيّاً نتيجة عزوف تيار "المستقبل"، مع الإشارة إلى تنوّع في الآراء بين مناصرين وناخبين اتّخذوا قرارهم بالتصويت لمصلحة المرشح سعد الدين الخطيب "المستقبليّ الهوى"، وبين نوع من الحيرة أو التردّد لدى ناخبين آخرين، والذين يميلون إلى عدم اتّخاذ قرار نهائي بالمشاركة من عدمها حتى الآن.

ولا يمكن الاستهانة بالتأثير الذي يتركه حجم المعادلة السنية على النتائج العامة في الشوف، باعتبار أنّه في حال تراجع المشاركة، سينعكس ذلك انخفاضاً في الحاصل الانتخابي الأول، بما يشكّل محاذير من إمكان استفادة لائحة قوى 8 آذار، والحال هذه. ويتصاعد رهان القوى السيادية على دينامية انتخابية ستتظهّر لناحية فعالية الدور السني في 15 أيار، وسط الإضاءة على أهمية المشاركة ومخاطر أيّ مقاطعة. وتشير الأجواء إلى محاولات تسلّلية من جهة قوى "الممانعة" إلى قرى الإقليم، وخصوصاً على صعيد منطقة برجا، غايتها محاولة التأثير على خيارات الناخبين من باب العزف على وتر خدماتي - انتخابي أو تحريضي ضدّ الحضور المحسوب على 14 آذار تاريخياً في الإقليم. ويقلّل المواكبون المؤيدون لخطّ القوى السيادية السنية من حجم تأثير الحراك "الممانع" على توجّهات ناخبي الإقليم. وتنشط حركة المرشّح سعد الدين الخطيب في المنطقة محقّقةً وزناً حضورياً. ومن جهته، يعتمد الحزب التقدمي الاشتراكي في خريطته الانتخابية على حالة استقطابية شكّلها النائب بلال عبدالله خلال 4 سنوات، راكم فيها حضوراً خصوصاً في ظلّ جائحة الكورونا. وفي المقابل، يغيب عن صورة الإقليم مرشحين أقوياء على صعيد لائحة 8 آذار، بما يشكّل نقطة اضافية لمصلحة "اللائحة الحمراء".

ويدعّم الحزب التقدمي معركته الانتخابية في الشوف مع اطمئنان أكبر لناحية ترجيح الفوز بمقعد النائب مروان حماده. ويرتاح لحظوظ نائب الإقليم بلال عبدالله. ويبدو مطمئناً لفوز مرشحيه في عاليه النائب أكرم شهيب والمرشح راجي السعد. وتشير حسابات ماكينته الانتخابية إلى قرابة 8 آلاف صوت يشكّل فائضاً في عاليه لدعم حواصل لائحته في الشوف. ويوزّع أصواته التفضيلية على مرشحيه مع ترك "كلمة السرّ" في تنظيم أصوات مناصريه ومحازبيه في القرى والمناطق إلى الساعات الأخيرة التي تسبق الاستحقاق الانتخابيّ. وتنظم "القوات اللبنانية" حضورها الانتخابي في "جبل لبنان الرابعة". وتبدو مكاتبها ناشطة جداً ومنتشرة بكثافة على امتداد مناطق عاليه، بما يشمل المدن والجرد والغرب. ويتعزز حضور مكاتب "القوات" في الشوف أيضاً. وتبدو حسابات "القوات" مرتاحة لنتائج الانتخابات المرتقبة في الدائرة، لناحية فوز مرشحيها الرئيسيين النائب جورج عدوان والمهندس نزيه متى. وتبقى عين اللائحة على المقعد الكاثوليكي الذي يرشّح عنه حزب الوطنيين الأحرار مفوّض الشوف فادي المعلوف. وتضع "الشراكة والإرادة" على جدول أهدافها المقعد الكاثوليكي أيضاً، وسط اتجاه إلى دعم أصوات المعركة لناحيته تحسّباً لأيّ تفرّعات قد تفرضها لعبة الكسور الانتخابية.

في غضون ذلك، يسعى "التيار الوطني الحرّ" لضمان فوز مرشحيه الحزبيين سيزار أبي خليل وغسان عطالله بصورة أساسية. وعلى صعيد لائحة "الجبل" تظهر ملامح تنافس داخلي بين أعضائها على غير مقلب، خصوصاً في ظلّ مزاحمة بين "البستانيين" (فريد وناجي) على المقعد الماروني الثاني في الشوف. وسيتقاسم كلّ منهما أصواتاً عائلية أولاً، وأصواتاً من دير القمر ثانياً، علماً أنّ المؤشرات الأولية في المنطقة تخفّض من المنحى التصاعدي للأصوات التفضيلية التي نالها ناجي البستاني في الدورة الانتخابية الماضية لمصلحة فريد البستاني لاعتبارات سياسية وذاتية. ولا يعني ذلك ضمان المقعد الماروني الثاني لأيّ جهة حتى اللحظة. ويبدو اتجاه عمل كلّ فريق في قوى 8 آذار بمفرده في غياب المناسبات الانتخابية المشتركة أو احتفال إعلانيّ عن اللائحة. ويتظهّر ذلك بوضوح على مقلب قوى 8 آذار الدرزية خصوصاً. وإذا كان المقعد الدرزي الثاني هو الأضعف بين مقاعد عاليه الخمسة، فإنّ المؤشرات تلفت إلى محاولات واضحة لحشد أصوات تفضيلية من الأحزاب "الممانعة" لتركيز مقعد طلال أرسلان الذي لا يعتبر مضموناً.

على مقلب القوى التغييرية الناشئة، تنشط الزيارات التي تقودها لائحة "توحّدنا للتغيير" إلى القرى في الشوف وعاليه. وتشير الاستطلاعات الميدانية المناطقية إلى حضور تتمتع به هذه اللائحة، خصوصاً على صعيد فئات من الجيل الجديد الذي يقترع للمرة الأولى. ويرجح أن تستفيد من أصوات اعتراضية على مقلب بعض المناصرين السابقين للأحزاب التقليدية على تنوّع الاتجاهات والمشارب السياسية والمناطقية. وعلى عكس هذه اللائحة، لم تستطع اللوائح الأخرى المحسوبة على المجتمع المدني أو القوى الناشئة ترسيخ حالة حضورية في دائرة "جبل لبنان الرابعة". ويستثنى من هذه الصورة أصوات الجماعية الاسلامية في الاقليم التي ستذهب باتجاه مرشّحها على لائحة "سيادة وطن"، التي لا تبدو حظوظها ظاهرة لناحية إمكان الخرق، وفق ما يُستَنتج من استطلاعات مراكز الأبحاث الاحصائية الجديّة.

في حديث الترجيحات الرقمية وفق معطيات "النهار"، تنطلق الحسابات الاستطلاعية التي باتت واضحة على أوراق مسوّدات ماكينات انتخابية بارزة ومراكز أبحاث جدية حيال نتائج المعركة الانتخابية في دائرة "جبل لبنان الرابعة" (الشوف، عاليه) من معادلة (7 - 3 -1)، لجهة 7 حواصل مرجّحة لمصلحة لائحة "الشراكة والإرادة"، و3 حواصل يرجّح أن تنالها لائحة "الجبل"، وحاصل واحد شبه مضمون للائحة "توحدنا للتغيير". وكلّ الاحتمالات تبدو مفتوحة لجهة كيفية توزّع المقعدين المتبقيين على لائحتين أو حتى على لائحة واحدة. وتدور المنافسة على مقعدين اثنين في الدائرة حيث كلّ من اللوائح الثلاث تريد تحسين حظوظها في لعبة الكسر الانتخابي. وتلعب المعركة الانتخابية لعبتها في ترجيح كيفية صبّ المقعدين المتبقيين. وتتميز الدائرة بكثرة مقاعد موضوعة على حلبة المنافسة، بما يصعّب إمكان التركيز على مقعد معيّن. وتشمل المقاعد المعتبرة محلّ تنافس ولا يمكن تصنيفها في خانة شبه المضمونة، كلّاً من: المقعد الماروني الثاني في الشوف. المقعد الماروني الثالث في الشوف. المقعد السني الثاني في الشوف. المقعد الدرزي الثاني في عاليه. المقعد الكاثوليكي في الشوف. وتعني هذه التفرّعات أنّ دائرة الشوف - عاليه تعد بتشويق متصاعد في انتظار صدور النتائج.