شاءت الذكرى ان تصادف هذا العام عشية استحقاق مفصلي في تاريخ لبنان، هذا الوطن الذي أحبه وأراده بلداً نهائياً لجميع أبنائه، بلداً سيداً حراً مستقلاً لا وصاية تتحكم فيه وبقراره ولا احتلال ينتهك أرضه.
تحل ذكرى البطريرك مار نصرالله بطرس صفير فيما اللبنانيون على أبواب محطة سترسم مستقبلهم في السنوات المقبلة، بين لبنان الذي يعرفوه بنظامه السياسي وحرياته واقتصاده الحر وبين لبنان الذي يحاولون أن يرسموه لهم على طريقة اقتصاد كوبا وأنظمة الدول المتخلفة سياسيا وثقافيا، لمقتضيات مصلحة المحور الايراني ومشروعه التوسعي في المنطقة.
فكيف لا نستذكر سيد بكركي صاحب الكلمة الحق كالسيف في الأوقات الصعبة، وهو الذي قال لا للوصايات وقال لا للمتكبرين في الداخل الذين عاثوا فساداً حتى في حضرته، وها هم انفسهم عادوا ودمروا البلد وسيتركوه بعد أشهر قليلة جهنم مهجورة لا حياة فيها ولا كرامة، بعدما دفع لبنان الفاتورة غالية جدا في ظل هذا العهد الرئاسي وتغطيته لمحور الممانعة وكل الأذية التي ألحقها بالبلد.
نستذكر بطريرك المصالحة، فيما الجبل يعيش بكرامة ومحبة وعز ووئام وحياة مشتركة بين جميع ابنائه، وما كان ذلك لو لم يقف البطريرك صفير الى جانب رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، شابكا الايدي وعاقدا العزم من أجل لبنان الغد لا لبنان الحروب والفتن.
وبوصية البطريرك صفير يسير الجبل في هذا الاستحقاق الكبير بعد أيام، وبوصية البطريرك صفير تشكلت لائحة "الشراكة والارادة" رافعة صوت العقل وارادة الحياة بوجه كل العبثيين والالغائيين.. كي يبقى الجبل ويبقى لبنان.
فطيف البطريرك صفير سيكون حاضراً يوم الأحد كما في كل يوم في ذاكرة اللبنانيين وأهل الجبل.. ستبقى كبيراً كما هذا البلد وكما هذا الجبل.
الصور من أرشيف المصوّر وسام حميدان.