Advertise here

ضهر البيدر الطريق - الفضيحة: "ما في دولة"

06 أيار 2022 08:45:45

طريق ضهر البيدر، أو بالأحرى طريق الموت، هي خير مثال على حال البلد ووجهه البشع وما وصل اليه من إهمال ولا مبالاة بسلامة الناس وحياة أولادهم ومن ذلّ لا ينتهي، والأهم حجم الخطر على جميع عابريها.

منذ انتهاء فصل الشتاء بدأت المعاناة على طريق ضهر البيدر، الحفر في كل مكان، لا مجال للهرب منها وإلا سيكون نصيبك أن تقع في أخرى. تماماً كما العام الماضي قبل "ترقيعها" بمساعدة أحد نواب البقاع. فالمشهد أخطر بكثير من وصفه وبات يستدعي رفع الصوت بوجه المسؤولين الذين على ما يبدو ينتظرون مكرمة من أحدهم "ترقّع" غيابهم عن القيام بمسؤولياتهم بحجة انهيار الدولة وأن لا أموال في وزارة الأشغال.
الخبير في إدارة السلامة المرورية كامل ابراهيم يحذّر من خطورة الوضع على طريق ضهر البيدر، مؤكداً أنه من المعيب ان يكون طريق دولي أساسي ويربط محافظة البقاع بمحافظتي جبل لبنان وبيروت على هذه الحال، خصوصاً انه شريان حيوي في حين أن وضعه مأساوي على مختلف المستويات.

لا بديل عن هذا الطريق لا سيما في ظل الازمة الاقتصادية الكبيرة التي يعيشها اللبنانيون، وفق ابراهيم، ففي ظل ارتفاع سعر صفيحة البنزين لن يكون من الممكن استبداله بطريق آخر أطول، هذا إضافة إلى أن المواطنين غير قادرين على تحمّل تكاليف الأضرار من إصلاح لسياراتهم أو تغيير للاطارات. 
وعن سبب وصول طريق دولي كضهر البيدر الى هذه المرحلة، اعتبر ابراهيم عبر موقع mtv أن السبب الأساسي هو الادارة الخاطئة لصيانة الطرق، مشيراً الى أن الحكومات المتعاقبة كما وزراء الأشغال كانوا يعملون دائماً على تأهيل الطرقات التي تخدم حزبياً ومناطقياً، أو ما يعرفه اللبنانيون بالزفت الانتخابي، وبالتالي فإن السبب الأساس هو الاهمال وسوء الإدارة بتوزيع الأموال عبر الخدمات الحزبية بدلاً من توجيهها لجميع المواطنين من خلال إصلاح وصيانة الطرق الأساسية التي يستعملها جميع اللبنانيين، وبالتالي وصلنا الى هذه النتيجة.

واعتبر ابراهيم أن الدولة تتخلّى عن مهامها، ودائماً تكون الحجة، كما اليوم في زمن الانهيار، أنه ليس لديها أموالاً، لافتاً الى ان طريق ضهر البيدر لم يصار الى تأهيله بمواصفات علمية وهندسية تراعي السلامة المرورية، لا بل على العكس في كل عام يقوم أحد المسؤولين بترقيعه أو إصلاح الانارة عليه، في حين أن هذا الطريق تحديداً بحاجة لمواصفات عالية الجودة بسبب العوامل الطبيعية من ثلوج وجليد، معتبراً أن وزارة الاشغال لم تقم يوماً بواجباتها إن لجهة صيانة الطرق أو على مستوى النقل العام.
ودعا ابراهيم وزارة الأشغال الى ضرورة إيجاد حل، مطالباً وزير الأشغال بإيجاد هذا الحل مع جهات مانحة وجهات دولية أو أقلّه إيجاد حلّ للأجزاء الأكثر خطورة من الطريق. 
هذه السطور تلامس وجع قسم كبير من المواطنين الذين يضطرون مكرَهين لسلوك طريق ضهر البيدر يومياً أو أسبوعياً، ورغم الصرخات المتكررة على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي لم يتغيّر شيء. 

وأما سخرية القدر في هذا البلد أن تكون الحفر على طريق خطر الى هذه الدرجة أكثر من صور المرشحين للانتخابات على اللوحات الاعلانية على جانبيها.. كم كانوا كسبوا حسن دعاء، وربما أصوات، لو طمروا حفرة بثمن صورهم؟