أصبحت الإضرابات في لبنان أمراً طبيعيّاً اعتدنا عليه، حتى أنّه بات عدّ القطاعات غير المضربة سهلاً وعلى أصابع اليد. الأزمات تتالى من دون توقّف وتجرف معها قطاعات نحو الإقفال، أو التعثّر، أو التوقّف القسري، أو الاستمرار بشقّ الأنفاس. ولكن، عندما تتوقّف مراكز أساسيّة كالمعاينة الميكانيكيّة، وهيئة إدارة السير، والآليّات والمركبات، تحلّ الكارثة.
رفع نقيب مستوردي السيارات إيلي قزّي الصّوت، وعبّر عن استيائه ممّا يحصل، فالوضع بات لا يُحتمل ويؤثّر مباشرةً على القطاع. فماذا يقول لـ"الأنباء" الإلكترونيّة؟
يؤكّد قزّي أنّه "لا يوجد أسوأ من الوضع الحالي، فالنافعة مقفلة منذ أسبوعين ولم يتحرّك أي مسؤول في الدولة، لا نائب، ولا وزير، ولا مدير عام".
ويشرح: "سكّروا لأن ما بقى عندن لا وراق ولا حبر"، مضيفاً: "قطاع مثل النافعة يُدخل إلى خزينة الدولة المليارات يوميّاً لا تزال ميزانيته على الـ1500 ليرة، وهي لم تعد تكفي لشراء أوراق وحبر ودفاتر وأقلام وإيصالات. وكلّ الإيرادات التي تدخلها النافعة تأخذها وزارة المالية، ما يجعلها غير قادرة على التصرّف بهذه الأموال. ولن أدخل في السياسة لكن أعتقد أنّ الأمور "أكبر من هيك" فرغم الوضع السيّء الذي نعيشه المحاصصة لا تزال قائمة".
كيف يؤثّر ذلك على قطاع السيارات؟ نسأل قزّي، فيُجيب: "كافة أعمال ومعاملات المواطنين متوقّفة ونحن كمستوردي السيارات، "كنّا عم نبيع كم سيارة، وقّفولنا كل شغلنا" إذ لن يقبل أي مواطن بشراء سيارة من دون تسجيلها فوراً، وبما أنّ النافعة مقفلة كلّ أعمالنا أصبحت بحكم المعطّلة، وبالتالي نحن نخسر الكثير. لا يكفي كم تأثّرنا بفعل الأزمة الاقتصادية، وارتفاع سعر الصرف، وحجز الأموال في المصارف. أتى هذا الإقفال ليُضيف إلى معاناتنا. وبالنهاية هناك عددٌ من العمال والعائلات التي تعتاش من هذا القطاع، ونحن مسؤولون عنها".
ويكشف قزّي لـ"الأنباء" أنّه "حصل اجتماع في وزارة المالية بين مسؤولة في النافعة ووزير المال ومختصّين، وقد وُعدنا جديّاً بأنّه سيتمّ تأمين ميزانية النافعة، وأنّها ستفتح أبوابها بعد عيد الفطر وتحديداً في 5 أيّار".
ويختم قزي: "نحن سنمهلهم حتى الخامس من أيّار بما أنّنا وُعدنا، ولكن في حال الإخلال بهذا الوعد سنضطرّ إلى التصعيد، إذ لا يجوز أن توقف الدولة معاملات المواطنين، وسنقوم بتحرّك كبير أمام النافعة".
القطاعات تعاني، والمواطنون في مأساة حقيقيّة، و"اللّامسؤولون" لا يسمعون بأيٍ ممّا يحصل، فهل يكون لنا قيامة؟