على إثر غرق مركب "الموت" أمام سواحل طرابلس، والذي كان يحمل 60 شخصاً، صدر عن القادة السياسيين مواقف حول ما حصل.

وتابع رئيس الجمهورية ميشال عون منذ ليل أمس التفاصيل المتعلقة بالحادثة، وطلب من الأجهزة القضائية والعسكرية المعنية فتح تحقيق في الملابسات التي رافقت غرق الزورق.

ميقاتي: أنا حزين

من جهته، تابع رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي مع قائد الجيش العماد جوزاف عون ملف البحث عن ركاب الزورق الذي غرق ليل أمس قبالة طرابلس والتحقيقات الجارية في الحادثة.

وقد أبدى ميقاتي "حزنه الشديد للحادثة المؤلمة"، مقدّماً "العزاء لذوي الضحايا الذين قضوا في الحادث"، ومتمنياً "للمصابين الشفاء والعودة السالمة للذين لا يزالون في عداد المفقودين".

وقال: "إن الإسراع في التحقيقات لكشف ملابسات الحادث مسألة ضرورية لمعرفة حقيقة اسباب الحادث المؤلم".

كما تمنّى ميقاتي على "المواطنين الشرفاء ألّا يقعوا ضحية عصابات تستغل الأوضاع الاجتماعية لابتزازهم بمغريات غير صحيحة وغير قانونية".

بري: السلطة التنفيذية تتحمل مسؤولية صوت أهالي طرابلس
 
من جانبه، توجه رئيس مجلس النواب نبيه بري بأحر التعازي من ذوي الضحايا الذين قضوا غرقاً ليل أمس قبالة شاطئ طرابلس متمنياً للجرحى الشفاء العاجل داعياً السلطات الأمنية والقضائية المختصة "لإجراء تحقيقاتها بسرعة وشفافية مطلقة وكشف ملابسات هذه الجريمة المتمادية بحق أبناء الشمال وعاصمتها الفيحاء طرابلس ، وإنزال أقصى العقوبات بحق المرتكبين لا سيما انها ليست الجريمة الأولى التي ترتكب ويدفع ثمنها اللبنانيون غالياً على متن قوارب الموت وعلى أيدي المجرمين من تجار الأزمات".

وأضاف بري: "إن العزاء الحقيقي في هذه اللحظات الحزينة أن يسمع جميع المسؤولين في لبنان على مختلف مواقعهم خاصة من هم في السلطة التنفيذية والوزارات المعنية لصوت أبناء طرابلس والشمال المفجوعين بفلذات أكبادهم من أجل مقاربة حقيقية تضع حداً لحرمان هذه المنطقة العزيزة من لبنان وإنقاذ ابنائها الشرفاء والطيبين من مصيدة الموت المجاني هذه".

وختم بري: هي لحظة يجب أن تكون وطنية جامعة ويداً واحدة لمؤازرة أبناء طرابلس .
 اقرأ أيضاً: خاص "النهار"- تسع ضحايا في "رحلة الموت" وناجون يروون تفاصيل المأساة... الجيش يكشف ملابسات غرق الزورق والبحث مستمر عن مفقودين (فيديو)

الحريري: أصبحنا في دولة ساقطة

بدوره، أشار الرئيس سعد الحريري إلى أن "عندما تصل الأمور بالمواطن اللبناني اللجوء إلى قوارب الموت هرباً من جهنم الدولة، فهذا يعني أننا أصبحنا في دولة ساقطة".
 
وأضاف في تغريدة عبر "تويتر": "طرابلس اليوم تعلن بلسان ضحاياها هذا السقوط. والشهادات التي صرح بها ضحايا قارب الموت خطيرة ولن نقبل بأن تدفن في بحر المدينة".

جعجع: زورق الموت قبالة طربلس هو نتيجة اليأس

وعلّق رئيس حزب" القوات اللبنانية" على ما تشهده مدينة طرابلس عبر حسابه على "تويتر، فقال: "زورق الموت قبالة طربلس هو نتيجة اليأس والحرمان والتهميش الذي يطال المدينة وأهلها. على القضاء والاجهزة الامنية التحرك سريعاً لتوضيح ملابسات هذه القضية ومحاسبة المرتكبين من اي جهة كانت".
 
وشدّد على أن "المطلوب تحقيق سريع يكشف الملابسات ويحدد المسؤوليات… وخلاف ذلك لنا كلام آخر".

سلام: شهداء سقطوا هرباً من جهنم 

كما غرد الرئيس تمام سلام على حسابه على "تويتر" قائلاً: "رحم الله الشهداء الذين سقطوا في زورق الموت في بحر طرابلس هرباً من جهنم، والعزاء كل العزاء لعائلاتهم المفجوعة".

ريفي: السلطة السياسية تتحمل مسؤولية وصول شعبها لمرحلة اليأس

وفي الإطار، حمّل اللواء أشرف ريفي "‏السلطة السياسية مسؤولية وصول شعبها لمرحلة اليأس الكامل". 

وقال: "أتوجه بالتحية لقيادة الجيش التي قامت بعملٍ جبار لإنقاذ من يمكن إنقاذه من ضحايا غرق الزورق".

كما أعرب عن "الثقة التامة من أن العماد جوزيف عون الذي نثق بوطنيته وشفافيته سيوعز بإجراء تحقيق شفاف لوضع كل مسؤول عن هذه الفاجعة أمام مسؤوليته".

البعريني: للعمل وإلا سنكون أمام مشهد شبه يومي لحوادث أخطر وأكثر فظاعة

وسأل النّائب وليد البعريني: "أما آن الأوان لأن تستيقظ ضمائر المسؤولين في وطن بات شعبه يختار الحياة عبر زوارق الموت، على البقاء في بلد منكوبٍ مُتهالك ومجهول المستقبل؟" 

وأكد وقوفه إلى جانب أهالي الضحايا والمفقودين في حادثة الزورق قبالة طرابلس، متمنيًا إتمام عمليات الإغاثة لإنقاذ المفقودين، وداعيًا بالشفاء العاجل لكل الذين تمّ إنقاذهم. 

وناشد البعريني جميع اللبنانيين "التكاتف والتعاون لإنقاذ الوطن"، كذلك دعا المسؤولين "العمل على الفور وبشكل جدّي لوضع حد لنكبات البلد المتتالية، وإلا سنكون أمام مشهد شبه يومي لحوادث أخطر وأكثر فظاعة لشعبٍ ما عاد يرى بصيصًا للحياة إلا في خِيارات الهلاك والموت، بعدما أُقفلت جميع أبواب الأمل في وجهه، في بلد بات يفتقر لأدنى مقوّمات العيش".

حبيش: وصمة عار على جبين كل من أوصل الوضع إلى ما نحن فيه عبر رهن البلد ومقدراته لأجندات خارجية 

أما النائب هادي حبيش، قفال إن "مرة جديدة تدفع عكار ثمن الإهمال الرسمي وما وصلت إليه الحالة العامة في البلاد وخاصة عكار، ما دفع عائلات من قرى مشتى حسن ومشتى حمود العزيزتين بركوب البحر غير آبهين بالمخاطر التي قد تحصل لهم، وهذا إن دل على شيء إنما يدل على الحالة الصعبة التي وصلت إليها الناس".
 
وأضاف: "إنها وصمة عار على جبين كل من أوصل الوضع إلى ما نحن فيه عبر رهن البلد ومقدراته لأجندات خارجية ضاربا بعرض الحائط مصالح شعبه ومواطنيه".
 
ونتمنى السلامة لجميع الركاب الذين كانوا على متن المركب كما نتوجه بالتعزية لأهل الضحايا.

بهية الحريري: أما آن لمآسي اللبنانيين أن تنتهي؟

وفي السياق، قالت النائب بهية الحريري "أما آن لمآسي اللبنانيين أن تنتهي؟ وكأنه لا يكفيهم ما عانوه من كوارث ومآس وأحزان حتى تلاحقهم وهم يطلبون النجاة من الغرق في لجة الأزمات في دولة حرمتهم من أدنى الحقوق في العيش الكريم، ساعين وراء حياة أفضل لأبنائهم، فإذا بالغرق يدركهم في الطريق اليها ويختطف حياة  فلذات الأكباد". 
 
وأضافت في بيان: "لم يعد مقبولاً السكوت وغض النظر عن رحلات قوارب الموت ومن يقف وراءها. المطلوب تحقيق وتحديد مسؤوليات ومحاسبة.. قلوبنا مع أهلنا في طرابلس والشمال في مواجهة هذه الفاجعة، وكل التعازي لعائلات الضحايا، وكل التضامن معهم ومع عائلات الناجين والتمنيات بالشفاء العاجل للجرحى. وحفظ الله طرابلس ولبنان".

الجماعة الإسلامية: كارثة مدوية يتحمل مسؤوليتها كل مسؤول من رأس الهرم إلى أدناه

وبدورها، اعتبرت "الجماعة الإسلامية" في طرابلس والشمال في بيان أن "الكارثة المرعبة التي حدثت أمس لأهلنا وأبنائنا الذين قضوا غرقا وفقد منهم من فقد، لم تكن لتحدث لولا تقصير الساسة والمسؤولين في هذا البلد، وهي كارثة مدوية يتحمل مسؤوليتها كل مسؤول من رأس الهرم إلى أدناه، فهم من جعل الناس يتسابقون ويتهافتون على الهجرة، وإن كانت غير شرعية، وذلك للخلاص من فساد السلطة وانهيار البلد المدوي الذي أوصلونا إليه".
 
وسألت: "إذا كان ركاب الزورق قد خالفوا القانون، وركبوا البحر غير آبهين بما قد ينتظرهم من أخطار بسبب الأوضاع المأساوية التي يعيشونها، فهل يكون جزاؤهم القيام بعملية متهورة لإغراق الزورق ومخاطبتهم بلغة الجلاد الذي لا يرحم؟ وكأنهم ارتكبوا جرما غريبا أو هم من تسببوا في الانهيار الكامل في لبنان؟"
 
كما طالبت بفتح تحقيق شفاف مع من اعترض الزورق، وشكرت كل من سارع وساهم في عملية الإنقاذ، خاصة جهاز الإغاثة والطوارىء.
 
وختمت مقدمة العزاء لكل من "آل دندشي وآل الجمل وآل السماك وآل السبسبي بأبنائهم الذي قضوا في هذه المأساة".

حزب الله: ما جرى يجب أن يكون بمثابة صرخة إنذارٍ لكافة المسؤولين

من جهته، اعتبر "حزب الله" أن "فاجعة طرابلس مظهر مأسوي للغاية من مظاهر الأزمة الاقتصادية والاجتماعية المستفحلة في البلد نتيجة السياسات الخاطئة"، لافتاً إلى أن "ما جرى في عرض البحر يجب أن يكون بمثابة صرخة إنذارٍ لكافة المسؤولين في البلد".

وأضاف في بيان: "هذه المأساة كسواها تستدعي إجراء تحقيق قضائي سريع وشفاف ونزيه وعادل لكشف حقيقة ما جرى ومحاكمة المتسببين".