Advertise here

وليد جنبلاط في "صار الوقت": أسرار الكواليس

19 كانون الأول 2018 22:30:00 - آخر تحديث: 22 كانون الأول 2018 22:30:40

لم تكن حلقة "صار الوقت" الأخيرة التي إستضاف فيها مارسال غانم، رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي  وليد جنبلاط، كغيرها من الحلقات. فقد تفوقت على سابقاتها من حيث نسب المشاهدة، إصغاء الحضور، والتفاعل العالي عبر شبكات التواصل الإجتماعي. فبالرغم من معرفتنا الشاملة للتميّز الدائم الذي يطغي على كافة حوارات مارسال غانم، إلا أن حلقة وليد جنبلاط لم تكن عاديّة إن بسيرورة النقاش على الهواء، أو بواقع الحال في الكواليس.

منذ إنطلاقة "صار الوقت" في الرابع من تشرين الأول 2018، كان لي شرف المشاركة بالجمهور الشاب الذي أضاف نكهة إستثنائية للبرنامج. في كل حلقة، كنت وغيري نتفاعل مع الضيف في أوقات الفواصل الإعلانية. تحدّثنا مع البعض، ضحكنا مع غيرهم، ولم تتسن لنا فرصة التحدث مع من كان يخرج من الإستديو لأخذ إستراحة بعيدًا من ضجيج الحضور والكاميرات. كما وسمحت لنا الظروف أحيانا، بأخذ الصور مع الضيف الذي جال في الإستديو. ولكن، كل ذلك لم يحدث في حلقة وليد جنبلاط!

إنتهى الفاصل الإعلاني الأول، فدخل وليد جنبلاط على وقع التصفيق الحاد ووقوف جميع الحضور الذي تخطى ال180 مشاركا. ليأتي تعليق مارسال غانم عن محبة الجمهور لجنبلاط. إنته المحور الأول، وأتى الفاصل الإعلاني الثاني عامة، والأول من حيث وجود جنبلاط في الإستديو. وقتذاك، حاول البعض إلتقاط الصور أو الإقتراب من طاولة الحوار حيث يجلس جنبلاط. ولكن، سرعانا ما إكتشفنا جميعا أن وليد جنبلاط ليس كغيره من الزعماء الذين سبقوه الى "صار الوقت".

جلس جنبلاط بمفرده في حضرة القلم وإزدحام الأوراق. يقرأ ويكتب، ويراجع الملفات الموجودة معه. لم يستخدم هاتفه إلا قليلا، فكان منشغلا بالتحضير لمحاور الحلقة وتدوين بعض النقاط. بهدوء حضّر وتمعنّ. أما نحن فراقبناه عن بعد، والأفكار تدور في عقولنا على وقع الإختلافات التي تجعل من وليد جنبلاط زعيمًا إستثنائيًّا!

عدنا للهواء وكل الإصغاء مع وليد جنبلاط وحديثه الذي ربط الحاضر بالماضي، فقدّم تحليلا للمستقبل، ذاكرًا أدق تفاصيل محطات تاريخية غابت عن ذاكرة اللبنانيين، ليقدّم مسحًا تاريخيا يتخطى المئة وخمسين عاما: من عام 1861 حتى 2018. عندها، قطعنا شوطا كبيرًا في تحليلنا لتصرفات وليد جبلاط خلال الفواصل الإعلانية. فهذا الزعيم لم يكن كغيره من ضيوف الصف الأول حتى في تفاعلهم مع الإستراحة. وليد جنبلاط، كتب وقراء ولم يغادر مكانه بل حضّر كأنه على أبواب إمتحان...

هكذا هو وليد جنبلاط، يقرأ ويتصفح المقالات ويضع تدويناته. وهذا ما يميزه عن غيره. ففي الوقت الذي يظن فيه بعض الزعماء أنهم هم الحدث واللحظة السياسية، يتعامل وليد جنبلاط مع السياسة كأنه خارجها أو كأنها جديدة عليه. ليسقط غيره في اللعبة السياسية ويبقى هو الحكم والحدث لأنه ما تكبّر يوما على القراءة أو المتابعة، بل حجز لنفسه عبرهما مقعده السياسي الأبدي وقدرته على تلقف حركة الأمم ونبض الشارع اللبناني على حد سواء