Advertise here

إرادة اللبنانيين أقوى من خطاب التخوين.. الفريق الممانع لاحق لا سابق في المقاومة

18 نيسان 2022 18:14:48

من الطبيعي، وفي سياق الدعاية السياسية التي يواظب السياسيون عليها في فترة الإنتخابات، ويرفعون من وتيرة حدّتها، الإضاءة على مكامن قوّة المشروع الذي يحملونه، ومكامن ضعف المشروع الذي يواجهونه، والتركيز على الخط الإستراتيجي، والعناوين العريضة التي يرفعون لواءها، وقنص الثغرات والأخطاء التي يرتكبها الخصم، لجذب الجماهير، وهذا ما يتحدث عنه علم السياسة وفن الدعاية، ويدخل ضمن العملية الديمقراطية.

إلّا أنّ في لبنان، تركن أطرافٌ إلى سياسة تعمية، وغالباً ما تخبّئ خلفها ضعف الحجج، فيكون هدفها شد العصبين الطائفي والحزبي، وتوجيه الجماهير في سياقٍ واحد دون تشريح القضايا والملفات وتفصيلها. 

ولطالما كان التخوين والاتهام بالتبعية إلى الخارج عماد هذه السياسة التي انتهجها فريق الممانعة للتصويب على خصومه، خصوصاً وأنّ مشروعه السياسي والاقتصادي فشل، وما هو الواقع الذي يعيشه اللبنانيّون إلّا خير دليل بعد تسلّم هذا الفريق السلطة لسنوات.

وفي هذا السياق، علت الأصوات في الآونة الأخيرة على المنابر وهي ترمي بالشهادات الوطنية يميناً ويساراً، فتصف حليفاً بالوطني القومي، وخصماً بالعميل والخائن والتابع للخارج. ويلتحق بهذا الخطاب مباشرةً اتهامات تمويل السفارات للتحركات والنشاطات والمهرجانات، فيشكّل هذا النسق خطاباً دعائياً تحريضياً يتعدى بطبيعته السياسة والانتخابات.

لكن للمفارقة، فإن هذا الفريق الممانع نفسه اعترف بشخص قادته ومسؤوليه أنّ تمويله الكامل مصدره إيران، وقد يكون التركيز على اتهام الخصوم بالعمالة هدفه التغطية على الدعم الخارجي الذي يتلقاه هذا الفريق. كما أنّ فشل نموذج الحكم الخاص فيه على كافة الصعد يدفعه إلى اعتماد لغة التخوين بدل صب الاهتمام على الإصلاح والتنمية.

إلّا أنّ من الضروري أن يفقه هذا الفريق أنّ الأطراف التي يلقي عليها تهم العمالة والارتهان إلى الخارج دفعت دماً للحفاظ على لبنان الكيان العربي، الغني بتنوعه وتعدديته، منذ الحرب الأهلية مروراً بثورة الأرز، وصولاً إلى انتفاضة 17 تشرين، وهو لاحق في الحفاظ على السيادة وليس سابقاً، علماً أن محاولاته إلحاق لبنان بأحلاف أقليات تقودها إيران واضحة المعالم، وهي تناقض خطابه "السيادي".

إنّ إرادة الشعب اللبناني في مواجهة خطاب التخوين والعمالة والارتهان كانت أقوى من رصاص هذا المحور ومتفجراته، وستبقى الأقوى والكلمة الفيصل، خصوصاً مع اقتراب الانتخابات النيابية، فالفرصة أمامنا، إمّا نختار خطاب التنوّع والتعدّد، وإمّا التخوين والعمالة.