Advertise here

برود إيراني بالمنطقة.. ونشاط سعودي بلبنان: انتخابات حبس الأنفاس

16 نيسان 2022 07:38:19

يسيطر الجمود السياسي على لبنان، باستثناء حركة الأفرقاء الانتخابية اليومية. وربما المرة الأولى منذ عقود لا يتصدر الشرق الأوسط الاهتمام الدولي. فما يجري في أوكرانيا جذبت حرارته المرتفعة جدًا أميركا وأوروبا والصين. وحتى الآن لم تنعكس تأثيراته الحادة على البلدان العربية أو الشرق أوسطية. لذا تظهر المنطقة وكأنها في منأى عن المواجهات الدولية المباشرة. فيبحث كل طرف إقليمي عن لحظة لالتقاط أنفاسه السياسية.


برود إيراني
دوليًا، يظهر برود في الملف النووي الإيراني وتبعاته المتعلقة بحضور إيران في الإقليم. ليس بالضرورة أن يكون هذا البرود سلبيًا. ولكن الحرب في أوكرانيا جعلت الملف النووي الإيراني أقل احتدامًا وضجيجًا. بمعنى آخر، تراجعت حدة المواجهة بين الخليج وإيران، ولا سيما في اليمن. إيران تتأثر حتمًا بالضربات التي تتعرض لها روسيا. فطهران تعتبر موسكو أحد أهم أجنحتها، أو العكس. ووضع روسيا المأزوم في المشهد الدولي، يدفع طهران إلى البحث عن صيغ للاندماج تقوم على تسويات، بدلًا من استمرارها في المجابهة والمشاكسة.

لذا، تراهن قوى عدة على ليونة إيرانية بدأت في اليمن بالهدنة القائمة. وكذلك باستعداد طهران لتجديد مفاوضاتها مع السعودية. وقد تكون الهدنة اليمنية مصلحة أميركية- إيرانية مشتركة، لا إيرانية فحسب، فتنعكس تهدئة على الواقع العام في المنطقة.

تدافع التسوية والتدهور
لا يمكن فصل ذلك عن العودة الخليجية إلى لبنان مجددًا. وكأن هذه العودة تنطوي على أمر ما قيد التحضير والإعداد: تهيئة الوضع اللبناني للبحث عن صيغة تسووية، مهما طال أجلها. فحزب الله لم يبدِ تصعيدًا كبيرًا حيال العودة السعودية، على الرغم من بعض المواقف التي أطلقها أمينه العام قبل أيام. فسقف موقفه منخفض قياسًا بالتصعيد السابق. وكأنما الأمر ينطوي على ضبط أو لجم للحملات الشرسة.

في المقابل، تستمر الحركة الديبلوماسية في لبنان فعّالة وفاعلة: لقاءات السفير السعودي وليد البخاري الكثيرة. لكن هناك تقديرات تقول إن العودة والتحركات تنطوي على نوع من ذهاب الوضع اللبناني إلى تدهور كبير. وذلك في ضوء التنسيق الفرنسي- السعودي لإطلاق صندوق المساعدات.

النشاط السعودي
ويتحضر السفير السعودي للقيام بجولات على مناطق مختلفة، منها البقاع وطرابلس، لتحفيز الناس على المشاركة في العملية الانتخابية. وسط قناعة بأن حسن إدارة العملية الانتخابية والواقع السياسي، قد يحدثان تغييرًا كبيرًا في نتائج الانتخابات. وهذا بخلاف الأجواء السائدة: اكتساح حزب الله المجلس النيابي. وهذا ما كان لمّح إليه حسن نصر الله، في قوله إن كل الاستطلاعات في العام 2009 كانت تشير إلى فوزه مع حلفائه، ولكن الموازين انقلبت آنذاك. وكان نصر الله واضحًا في التحذير من سيناريو مشابه اليوم. لكن الأهم هو كيفية إدارة المعركة الانتخابية. فحزب الله يفعّل محركاته بقوة استثنائية من خلال آليات الدعم التي قدمها، ولا سيما في عكار وطرابلس مثلًا.

في المقابل لم تظهر حتى الآن نتائج ملموسة للعودة السعودية. وهناك معلومات تشير إلى وجود خطة واضحة، لكن ملامحها لم تظهر بعد، وقد تنجلي في الأيام القليلة المقبلة.