Advertise here

هذا قدر المختارة... "كنا هون ورح نبقى"

02 أيار 2019 08:29:47

ليس الهجوم الذي يتعرّض له وليد جنبلاط اليوم هو الاول من نوعه. قالها رئيس اللقاء الديمقراطي تيمور جنبلاط قبل سنة تماماً، مهما تعرّضنا لمضايقات ومحاصرات "كنّا هون ورح نبقى هون". هو قدر المختارة في مواجهة الحملات. يقف وليد جنبلاط موقفه طالما حجارة القصر على شموخها، صلب لا يتراجع مهما عصفت الرياح بأغصان الشوح والسنديان والسرو والأرز. ومن لا تقتلعه عواصف، لا تهزّه ريح.

هو الذي يكون كما هو، لا كما يراد له أو يولّى عليه. هذه ميزة وليد جنبلاط، الذي يقول كلمته ويمشي. قوة الكلام برمزية ما يحدثه من وقع على السامعين. بكلمة واحدة حرّك وليد جنبلاط أركان محور بأكمله. تفاعلت معها سفارات وأمم تسأل وتعيد النقاش في مسألة أريد لها أن تدفن، أو تسلّم بصمت كما سلّم الجولان.

ومن شدّة تداعي ذلك المحور بأكلمه، يلجأ بعض أركانه إلى الدعوات بعزل وليد جنبلاط، او بدعوته إلى اعتزال العمل السياسي. هو الحلم الذي لطالما سعى خلفه كثيرون، حاولوا تحقيقه في الإنتخابات النيابية ففشلوا، حاولوا أكثر من مرّة جسدياً وباءت محاولاتهم بالفشل، وستبقى محاولاتهم دائمة ومستمرة، لكنها لن تمرّ. لأن جنبلاط لا يمثّله نفسه او شخصه، يمثّل دوراً ودار، عبرة وفكرة، وطناً ومواطن.

أضعف ما في خصوم وليد جنبلاط، أنهم يقعون في أفخاخ رغباتهم. ينصبون الفخ ويقعون في شركه، يرفعون الإتهام ويسارعون إلى تبنّيه، وليس أصرح وأوضح من الدعوة إلى الإعتزال، وماذا لو لم يتحقق هذا الإعتزال؟ هل يترجم بالإغتيال، أو بالتصفية الجسدية بعد فشل التصفية السياسية؟

الأكيد أن الخصوم والمتربصين، لا يعرفون جنبلاط جيداً، يظنّونه كمن يتهرّب من معركة الحق، بينما هو يخوض معركة الحياة. يسعون إلى تشبيهه بأنفسهم، فيخطئون الحساب، لان ليس لديه ما هو مخفي أو مطمور، لا في الكسارات ولا في المرامل، ولا في المجاهل وأحراجها، ولا في المطامر وجوارها. ليس وليد جنبلاط لحظة المواجهة من ينزوي في خلفية المنزل، هو صاحب الدار، بصدرها المفتوح، وهو البوابة والمسار.

ولأن التاجر المفلس، يبحث دوماً في دفاتر غيره القديمة، ثمة من يريد الإستقواء بعضلات غيره، ينتهز فرصة غياب الأسد عن أشباله، فيغيب عن بالهم أن هذا الشبل من ذاك الأسد، وليس على شاكلة أسد الركام والنيام. مشكلة هؤلاء، انهم لا يعرفون وليد جنبلاط، فيستستهلون الإتهام والتخوين، وهو رفيق أبو عمّار، حارص القضية والرمز، هو عنق الكوفية، وتاج الحرية. فليقولوا ما أرادوا، نفاثات الأرض لا تطال عباب السحاب. ووليد جنبلاط، باق على موقفه، قبلة للسياسة والسياسيين، حارساً للبنان واللبنانيين، كما كانت المختارة على مرّ السنين.