Advertise here

خطة دولية للإنقاذ: اقتناع حزب الله أو اختناق لبنان

07 نيسان 2022 07:44:23

تطورات حرب روسيا على أوكرانيا تظهر انعكاساتها جلية على المنطقة. فحيال تدهور روسيا وظهور هشاشتها العسكرية، يبرز سعي إيراني لاستيعاب المرحلة وللتفاهم مع أميركا. وهذا ما قد يترجَم في اليمن بالمحادثات المفتوحة بين اليمنيين، وصولًا إلى حل سياسي أو تسوية. وهذا يعني أن المجابهات تضيق، إفساحًا لإرساء بعض تفاهمات، وخوض تجربة سلمية تمهيدًا لتسوية سياسية.


تنحية الإيديولوجيا والقوة العسكرية
من الواضح أن إيران في حاجة إلى شراكة وتعاون مع السعودية ودول الخليج في لبنان، كما في المنطقة كلها، للانتقال من صراعات عسكرية وصدامات إلى مرحلة جديدة: البحث عن مساحات استثمارية تفترض حضورًا غربيًا وخليجيًا ضروريًا، يغير شيئًا في الواقع القائم اليوم. إذا حصل ذلك، يضع حزب الله في حال تراجع تحت ضغط توازن القوى الدولية. فنهاية النفق اللبناني لن تُبلغ إلا بانسجام وتفاهم مع المجتمع الدولي.
ولا قدرة لأي طرف على إنقاذ لبنان من دون تدخل دول الخليج، التي تحضر لاحقًا في إبرام التسوية، وعلى طاولة فرض الشروط، بعيدًا من القوة الإيديولوجية والعسكرية. فهذه انتهت وظيفتها، بعدما تعززت في سوريا والعراق واليمن. أما اليوم فتُنحى جانبًا نسبيًا، وقد يستمر تجنيبها لاحقًا في حال نجاح التسويات.

لبنان وحزب الله: تغيير الوظيفة 
لدى حزب الله- مثلًا- رؤيته العسكرية الواضحة في خوض المعارك. لكنه لا يمتلك رؤية سياسية أو استثمارية أو اقتصادية لإنقاذ لبنان. أما الحديث عن التوجه شرقًا، فكلام من لا يمتلك خطة فعلية للنهوض. فيما المعبر الأساسي لحلّ الأزمة هو التفاوض مع صندوق النقد الدولي وانتظار المساعدات الدولية. وهذا يفرض تبدلًا في وظيفة القوة.

عليه يصير لبنان وحزب الله أمام خيارين: إما الاقتناع بتغيير الوظيفة وانتهاج سياسة تتلاءم مع المجتمع الدولي، وإما توقع المزيد من الانهيارات وحالات الاختناق التي تؤدي إلى مزيد من التدهور الاقتصادي والمالي والاجتماعي. لذا على حزب الله حسم خياراته: إما زوال الصيغة اللبنانية بسبب تشبثه بمشروعه وإصراره عليه، وإما الاقتناع بأحكام الواقعية وبضرورة البحث عن صيغة تسووية.

برنامج سعودي- فرنسي- فاتيكاني 
هذه الوقائع مطروحة في سياق الاهتمام الدولي بلبنان. وتقول مصادر ديبلوماسية إن شطرًا أساسيًا من المناقشات التي تناولت الوضع اللبناني، طرحت معظم هذه الأفكار والاحتمالات، تحضيرًا لوضع خطة سياسية- اقتصادية شاملة للبنان، شرط أن يلتزم اللبنانيون بها ويكون لديهم نية واضحة في السعي للخروج من المأزق الذي يتآكلهم. وهذا ما يتركز عليه التنسيق بين الفرنسيين والسعوديين. وينعكس في مواقف علنية تصدر عن دول الخليج مع إعلانها موعد عودة سفرائها إلى لبنان. وهناك نية واضحة في وضع برنامج مساعدات تبدأ إنسانية، وقابلة للتطور لاحقًا، سياسيًا واقتصاديًا، حسب مدى التجاوب اللبناني.

لا يبدو الفاتيكان بعيدًا من هذه التطورات، فهو يواكب عن كثب تفاصيل الوضع اللبناني ديبلوماسيًا. وزيارة البابا في حال ثبوتها وتحديد موعدها، تأتي في هذا السياق: مواكبة المساعي الدولية لإنقاذ لبنان، شرط أن يسعى أبناؤه لإنقاذ أنفسهم. وهذا ما يؤكده البطريرك الماروني في مواقفه. وهناك تأكيدات فاتيكانية على الانسجام المطلق بين الفاتيكان والبطريركية المارونية.