تزداد الحياة صعوبة وتعقيداً في لبنان يوماً بعد يوم، وخاصةً مع تعاظم الهموم المعيشيّة لدى المواطنين، وتحليق أسعار المحروقات لتشهد الأسواق حالياً، ومع بدء شهر رمضان، ارتفاعاً جنونياً في أسعار السلع الغذائية، والخضار تحديداً، علماً أنّ هذه المنتجات تشكّل مادةً أساسية بالنسبة لأطباق الإفطار، والتي لا يبدو أنّها متوفرة في متناول الجميع هذا العام، فما هي الأسباب المباشرة لذلك؟ وماذا عن الاحتكار؟
رئيس تجمّع فلّاحي ومزارعي البقاع، ابراهيم ترشيشي، رفض أيّ اتهامات موجّهة للتجار متعلقة بالاحتكار ورفع الأسعار، مؤكداً أنّ ارتفاع أسعار بعض الأصناف ليس سوى دليلٍ على انقطاعها، وعدم توفّر كميّاتٍ كبيرة منها في السوق.
وطمأن ترشيشي في حديثه لجريدة "الأنباء" الإلكترونية أنّ الأسعار ستشهد انخفاضاً بدءاً من منتصف الشهر الحالي، حينما تبدأ المواسم بعد نضج المزروعات.
ولكن رغم تطمينات ترشيشي، فإنّ جمعيّة حماية المستهلك كان لها رأيٌ مغاير، إذ ربط رئيس الجمعيّة، زهير برّو ما يحصل بوجود سياسات اقتصاديّة تخدم التجّار بالدرجة الأولى مقابل إهمالٍ تام للزراعة، والصناعة، والاقتصاد المنتِج بشكلٍ عام.
وفي حديثه لجريدة "الأنباء" الإلكترونية، حمّل برّو مسؤوليّة الوضع الحالي الذي يعيشه لبنان للمستوردين الكبار، وللنظام الاقتصادي التجاري المصرفي، المهيمن على البلد بالدرجة الأولى.
حالياً، يبدو أنّ الأسعار غير ثابتة. وبصرف النظر عن أسباب الارتفاع الكبير الحاصل بالأسعار، وعن التساؤل عن الجهة المسؤولة عن هذا الغلاء الفاحش، فإنّ النتيجة واحدة، ألا وهي أنّ المواطن هو الوحيد الذي يدفع الثمن، ويتحمّل كافة الأعباء، على أمل أن تحمل الأيام القادمة تحسّناً، وتشهد الأسواق استقراراً في أسعارها.