الذكرى للتاريخ الذي يتكرر، ولا يتوقف...
والاسم محفور في العقول وفي القلوب: كمال جنبلاط...
والاول من أيّار عيده الذي رفع فيه علم الحزب التقدمي الإشتراكي وأهداه الى تلك الكوكبة من الرفاق الذين أقسموا يمين الولاء للوطن، وللشعب الذي يبني، ويحمي...
ومعه رفعوا الصوت بالنشيد عالياً:
هلّلي للخير يا دنيا الغد
يا هدى التائه يا غيث الصدى
هذه روحي فدى هذه يدي
فالدنى تبدو لنا
للاماني مجتنى
وابسمي للنور يا أرض الفدا
هان في ليل الظلامات الردى
نحن لن نرضى بأن نستعبدا
إنما الكون بنا
قوة تطوي الفنا
وإذ وقف كمال جنبلاط ليلقي كلمة إعلان ولادة الحزب وضع نظارة على عينيه، واستهل كلمته بـ "يوم اول ايار المبارك. يوم العمال، وبينهم الفلاحون الذين يستقبلون بصدورهم شمس الحياة، وبينهم الصنّاع وأرباب الحرف القابضون بأيديهم، والمسيطرون على القوى الهائلة الكامنة في صميم الكون...".
ثم أضاف: في هذه الساعة الكبيرة من حياتنا التي اتفق لنا فيها شرف قيادة حركة التحرير والسعي في سبيل هذه العدالة، وهذه الاخوّة، وهذه المساواة، الجوهرية بين البشر، نرحب بكم باسم الحزب التقدمي الاشتراكي الذي اولانا فضل تمثيله إعلانا للحركة، وإذكاء للصراع العقائدي المرتقب، وإيذاناً ببدء انتظام جماهير رجال الفكر، والعمال، والفلاحين في صيرورته...".
جرى ذلك الاحتفال البسيط في منزل كمال جنبلاط، وكان شقة في بناية ملك المحامي الدكتور ادمون رباط في بيروت - شارع الجيش - بالقرب من المتحف الوطني. وكان عدد الحضور لا يزيد عن خمسة عشر شخصاً، بينهم أربعة صحافيين يمثلون صحف "النهار" و "تلغراف" و "الاوريان" و "البيرق"، وكنت الصحافي الخامس غير المعلن.
سبعون سنة في مسيرة حزب، وقائد، واركان قيادة، وجماهير شعب من العمال، والمثقفين، والمهن الحرة، والكادحين، وافواج من الفتوة النسائية، ومن طلبة الثانويات، والجامعات، وكادرات النقابات، ونخب من اهل الفن، شعراء، ورسامين، ونحاتين، وابطال رياضة، واهل فلاحة، وزراعة، وصناعة، وايدي إنتاج خيرات، وبركات، وأهل نخوة، ونضال، وكفاح، وعزم، وشجاعة وإقدام على الشهادة...
أولئك هم اليوم أهلك ورفاقك، وأبناؤك، وأحفادك، يا حضرة الرئيس.
ولك الهناء، والطمأنينة، والرخاء والسلام على روحك...
وعلينا الوفاء...