Advertise here

في الذكرى لـ70 لتأسيس الحزب: دروس وعبر!

30 نيسان 2019 22:40:00 - آخر تحديث: 30 نيسان 2019 23:22:23

بعد إنقضاء هذه المدة من النضال والإنغماس في مشاكل وتعقيدات هذا الوطن لا بد من التأكيد بأن الفترة السابقة منذ تأسيس الحزب والنخب التي ساهمت وشاركت في تأسيسه والتي كانت تشمل مختلف الشرائح الطائفية والمذهبية في هذا البلد مما يعطيه صبغة وطنية تقدمية وعلمانية تضيف نكهة وقيمة للعمل السياسي في لبنان إضافة لذلك صفة العروبة التي تميز بها حزبنا فهي أساسية في تاريخ نضالنا وهي إرتبطت بشكل قوي بمسألة القضية الفلسطينية والدفاع عن فلسطين وحقوق شعبه.

لقد ركز المعلم الشهيد كمال جنبلاط الذي كان المحور الأول ونقطة الإرتكاز لنضال الحزب التقدمي الإشتراكي في مختلف المجالات على صعيد الوطن من حيث تغيير النهج البالي الْمتبْع في إدارة البلاد آنذاك من حيث محاربة الفساد والهدر وتحسين كافة الإدارات عبر إنشاء مؤسسات جديدة لخدمة المواطن على سبيل المثال الضمان الإجتماعي ومجلس الخدمة المدنية الذي كان للحزب ولرئيسه بالمشاركة مع الرئيس فؤاد شهاب آنذاك اليد الطولى في تأسيسهما وهذا الإنجاز ترجم عمليا في تحسين الأداء في الإدارات العامة وتحسين المكتسبات على الصعد الإجتماعي والإقتصادي والإداري.

بالإضافة إلى إنجازات مهمة على صعيد التربية والإقتصاد والزراعة والصناعة والبيئة والسياحة والعمل كل هذا بفضل مشاركة الحزب في الحكومات من خلال المعلم كمال جنبلاط وبعض الوزراء من قبل الحزب الذين كان لهم الباع الطويل في تصويب أمور الدولة على كافة الصعد .

أما على الصعيد السياسي فحدْث ولا حرج الصولات والجولات التي قام بها المعلم كمال جنبلاط و خاض مسار طويل في المجلس النيابي في سن القوانين والتشريعات الجديدة والتي تفيد الوطن والمواطن كما عمل دائما على مراقبة ومحاسبة الحكومات في حال الأداء السيء فعمل على لجمها من خلال تأييده ومناصرته الحركة الطلابية آنذاك على صعيد الثانويات والجامعات حيث أصبح لها وزن بفضل قيادات طلابية منصفوف الحزب التقدمي الإشتراكي والتي وصلت الى مراحل متقدمة بالتعاون مع الأحزاب الوطنية وغيرها من الأحزاب اليمينية حيث جرى العمل على توحيد العمل المطلبي بعيدا عن الإنتماءات السياسية وبالفعل نجحت في إنشاء الكليات التطيبقية في الجامعة اللبنانية حيث كانت حكرا على الجامعات الخاصة وبالتالي التعليم الجامعي في تلك الإختصاصات كانت حكرًا على أبناء الطبقة الميسورة في هذا البلد.

بعدها ساهم المعلم من خلال علاقاته مع الدول الإشتراكية في الحصول على منح من كافة هذه الدول وقد أدى ذلك الى إرتفاع نسبة المتخرجين من كافة الإختصاصات في كل القرى والبلداتعلى إختلاف طوائفها ومذاهبها مما سمح للحزب والهيئات الإجتماعية والمدنية عبر هؤلاء فسح المجال في خدمة الإنسان والتخفيف من أعبائه والإسهام في إعمار هذا البلد وتطوير صناعته والزراعة فيه وغيرها من المجالات المفيدة والتي تفسح في المجال ايجاد فرص عمل جديدة.

أما بعد لن أدخل في تاريخ حقبة الحرب الأهلية والتي فرضت من الخارج وعمل الحزب جاهدا لثلافيها بقيادة المعلم  وعمل على لملمة جراحها القائد الوليد وما زال الحزب بقيادته يعمل على إقفال الملف.

وفي هذه المناسبة لا بد أن نستذكر ونحيي شهدائنا الأبطال من كافة المناطق الذين دافعوا وأستشهدوا في سبيل العزة والكرامة ووحدة الوطن والوجود فيه كما نحيي أهلهم وعائلاتهم ونشد على أيديهم ونقف بجانبهم هكذا علمنا كمال جنبلاط وهكذا يستمر الوليد .

في الحقيقة الذي سردته نبذة صغيرة عن نضالات الحزب وتضحياته في مجالات عدة على صعيد البلد وعلى صعيد المؤسسات وعلى صعيد المجتمع الأهلي وفي كافة صفوف الجمعيات والقطاعات المهنية الرديفة للحزب من خلال تواجد رفاقنا في النقابات المهنية والحرة هناك مشاريع وإنجازات مهمة ساهم في تحقيقها حيث وجدنا.

وهنا لا بد من الإشارة إلى مناقبية الغالبية من المنتسبين في هذا الحزب الذين يتحلون بإيمانهم بالعقيدة والمبادىءولديهم القناعات الذاتية مما ساهم في إنتاجية الحزب والى المزيد من النضال والتضحيات حتى الإستشهاد من هنا تميز حزبنا عن غيره من الأحزاب كما وأنه ليس لدينا الكثير من الإنتهازيين ومستغلي الفرص في بعض المراحل لأن نسبة الأخيار أكثر فلا يلبث الكثير منهم الى مغادرة صفوفه وبالتالي تنقية أجوائه وهو الحزب الذي يتجدد دائما بالشباب والشابات في الإنضمام الى صفوفه لقيادة وريادة النضال على مختلف الصعد وفي اماكن مختلفة .

علينا الحفاظ على ما ورثناه من نضالات وتضحيات وإنجازات وتحقيق مشاريع لصالح الناس والى المزيد من النضالات في سبيل الإصلاح السياسي والإجتماعي والإقتصادي والمطلبي والبيئي والعمل على تطوير المؤسسات ومحاربة الفساد بكل أنواعه والهدر وترشيد الإنفاق في سيل مجتمع أفضل من حيث تحقيق مستوى العيش الكريم لكافة شرائح المجتمع وتأمين مساكن للأجيال الجديدة باسعار مقبولة وتوفير فرص العمل عن طريق تنفيذ مشاريع جديدة في كافة المجالاتوفي كافة المناطق خاصة والعمل على إنماء القرى والبلدات النائية والفقيرة وفي الوقت نفسه سن وإقرار قوانين جديدة لمواكبة وتسهيل تحقيق ذلك.

هنا لا بد من الإشارة بأن هذه المسائل والقضايا التي طرحتها هي مشاريع سوف يعمل الحزب على المطالبة في تحقيقها وفي الواقع اليوم حزبنا يقدم أفضل ما عنده من خلال أداء وممارسات وزرائنا  الذين يعملون على تحسين الواقع الإداري وتصويب كافة المسائل والقضايا التي تتعلق بصحة وحياة المواطن ومصالحه ومصلحة البلد.

كما يجب أن لا ننسى نضالات وزراء. ونواب الحزب الذين يتحملون وزر ملفات شائكة ومعقدة على صعيد الكهرباء وعلى المستوى الصناعي ومشاكله ومسائل معيشية وحياتية تخص ألمواطن بالصميم  بالإضافة الى مواضيع انمائية وتطوير الخدمات وهذه الممارسات اعادت الثقة للمواطنين ببلدهم وبجزء من مؤسساتهم فإلى المزيد من العطاءات والممارسات الصحيحة والأداء الجيد ليس فقط من بعض الوزراء بل من كل الوزراء لرفع مستوى الأداء الحكومي ونحن نفخر كحزب في أخذ المبادرة بدعم من رئيس الحزب وليد جنبلاط .

وأخيرا أريد القول كفى مراهنات على الخارج والإستقواء به يكفينا عرقلة الأمور وإيقاف عجلة الحياة السياسية والإقتصادية والسياحية والأمنية والإنمائية واللعب بمصير البلد نتيجة الخلافات السياسية الحادة بين قوى سياسية وشخصيات تفضل مصالحها الشخصية والمكاسب الفئوية والحزبية الضيقة على مصلحة ومصير ووجود الوطن أعود وأذكر بأن البلد محاط ببركان من الويلات والصراع والحروب الإثنية والطائفية والمذهبية حيث اليوم يسود الحقد والتوتر الديني والفئوية والعصبية الطائفية، من هنا يجب أن نعي أهمية دور حزبنا مع الأحزاب المعتدلة والشخصيات المؤمنة بوجود لبنان المتنوع أن تهب لإتمام عملية التسوية التي تخلص البلد وبها نصل الى شاطىء الأمان  هكذا كمال جنبلاط كان يشجع لتحقيق التسوية السياسية كما الآن يعمل على ذلك وليد جنبلاط حامي السلم الأهلي وامل مستقبل الأجيال تيمور جنبلاط.