Advertise here

العودة الخليجية تقود عبد اللهيان إلى بيروت.. والخط السيادي يقطع طريق "السيناريو الممانع"

26 آذار 2022 05:25:00 - آخر تحديث: 26 آذار 2022 05:40:22

في وقت يستمر فيه الصراع القضائي- المصرفي لأسباب سياسية، تأخذ الأزمات اللبنانية بالتوسّع أكثر فأكثر، فأزمات المحروقات أصبحت قابلة للتجدّد بشكلٍ متتالٍ، فيما لا حلول أو تسويات تلوح في الأفق. 

وبينما تتركز الجهود على ملف الانتخابات من خلال السعي إلى تشكيل اللوائح، والإعداد للمعارك الإنتخابية، لا يزال يشتد الصراع الإقليمي حول لبنان. إذ أنّه استباقاً لعودة السفراء الخليجيين إلى لبنان، جاءت زيارة وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، إلى لبنان حيث تركزت على مجموعة نقاط، بحسب ما أشارت مصادر سياسية عبر جريدة "الأنباء" الإلكترونية.

النقطة الأولى كانت واضحة بعدم التنازل لصالح السعودية ودول الخليج في لبنان، وهذا يتأكّد من بيان حزب الله الأخير.

النقطة الثانية تتعلق بسعي عبد اللهيان إلى ترتيب وضع كل حلفائه على  الساحة اللبنانية، وطمأنتهم بأنّ الاتّفاق مع أميركا لن يؤدي إلى تخلي إيران عنهم، بل إلى تعزيز دورهم على الساحة اللبنانية. 

النقطة الثالثة، نصح عبد اللهيان بالتهدئة السياسية في هذه المرحلة بانتظار حصول الانتخابات النيابية طالما أنّ حزب الله يقوم بحسابات تشير إلى أنه قد يفوز بهذه الانتخابات.

النقطة الرابعة، أبلغ عبد اللهيان الرئيس نجيب ميقاتي بأنّ إيران جاهزة لأن تستثمر في قطاعي الكهرباء والنفط في لبنان، وأنّ إيران جاهزة لبناء معامل الكهرباء، وأنّها جاهزة للمساعدة في عملية التنقيب عن النفط. وتؤكّد معلومات "الأنباء" الإلكترونية أنّ ميقاتي قال لعبد اللهيان إنّ لبنان يرحّب بهذا الطرح، ولكن حالياً لا يمكن توقيع أي اتّفاق بسبب العقوبات على إيران، ولكن بعد رفع العقوبات يمكن تحقيق ذلك.

 وفي هذا السياق، أشارت مصادر سيادية عبر "الأنباء" الإلكترونية إلى أنّ حزب الله قد بدأ يتحضر لكل الاستحقاقات والاحتمالات في المرحلة المقبلة بعد الانتخابات النيابية، حيث يعتبر أنّه في حال تمكّن من الفوز بالانتخابات، وحصل على الأكثرية النيابية، سيضع كل خصومه أمام احتمالٍ من اثنين: فإمّا أن يهدّدهم بالذهاب إلى انتخاب جبران باسيل لرئاسة الجمهورية، وإمّا أن لا يكون هناك انتخابات رئاسية، ويتم تأجيل كل الاستحقاقات بانتظار تسوية إقليمية ودولية، وحينها سيتمكن من فرض شروطه المتعلّقة بتعديل الدستور وتغيير النظام. وعليه تشدّد المصادر على أهمية توحّد الخط السيادي للفوز في الانتخابات، والحصول على الأكثرية النيابية، وقطع الطريق على هكذا سيناريو ممانع سيعمّق أزمات البلد ويزيد من انهياره.

وتعليقاً على عرض إيران لمساعدة لبنان، أشار عضو كتلة الجمهورية القوية، النائب جوزيف اسحق، إلى أنّ إيران غير قادرة على مساعدة نفسها، وهي تعاني أزمات كثيرة من نفط وكهرباء وغيرها، فكيف لها أن تساعدنا؟

وأضاف في حديث لجريدة "الأنباء" الإلكترونية: "ما من دولة تعاملت مع إيران إلّا واجتاحها البؤس والفساد والانهيار، وفنزويلا نموذجاً، وبالتالي ما من شيء جيّد بالتعامل مع إيران".

وفي هذا السياق، لفت إلى أنّه، "لا يمكن العودة إلى لبنان الطبيعي باقتصاده، وسياسته، وسيادته، إلّا من خلال استقلاله عن المحور الإيراني واعتماده مبدأ الحياد، على أن ينسج أفضل العلاقات مع الدول العربية، وفي هذا الإطار، فإنّ عودة سفراء دول الخليج تعيد التوازن إلى لبنان".

وختم اسحق حديثه معتبراً أنّ الوزير الإيراني قدِم إلى لبنان لإبلاغ حلفائه بمستجدات تطورات فيينا وإعطائهم الأوامر.

وفي ظل هذا المشهد، الترقّب الأهم هو للموقف العربي من لبنان بعد الاتّصالات الأخيرة والتي أدّت إلى عودة خليجية إلى بيروت بدءاً من عودة سفيرَي السعودية والكويت، والاتّجاه لتقديم المساعدة على أكثر من صعيد، لا سيّما المساعدات الإنسانية.