Advertise here

تيمور جنبلاط... رؤية متجددة

23 آذار 2022 15:22:36

"الانتخابات مرحلة وبتقطع. الشغل بعد الانتخابات". قالها النائب تيمور جنبلاط قبل الاستحقاق الانتخابي الفائت وكان يعني ما يقول. فليس في حساباته الربح والخسارة، بل العمل الجاد والدؤوب، وأنّ الأهم دائماً وأبداً الناس وهمومهم؛ وهذا ما شدّد عليه مؤخراً في جميع أحاديثه.

كانت انتخابات 2018، وانطلق من بعدها للعمل النيابي الحقيقي مبادراً بتقديم العديد من اقتراحات القوانين بعيداً عن الحسابات الضيّقة، فكانت  تغطي جميع الأصعدة الحياتية الاجتماعية، والتعليمية، الاقتصادية، الصحيّة، والبيئية والسياسية، وأبرزها: قانون خفض سن الاقتراع، والتعليم الثانوي المجاني، وفرض ضريبة على الثروة، وفرض ضريبة لحماية الصناعة المحلية، وإعطاء المرأة اللبنانية الجنسية لأولادها، والصندوق السيادي، وحماية القطاع الاستشفائي في لبنان، وإنشاء محمية طبيعية باسم "محمية مرج بسري".

لم يعتد المجتمع اللبناني على دور النائب التشريعي - لأسباب عديدة، منها الظروف السياسية الصعبة التي مرّ بها لبنان، والوصايات والنظام السياسي- واتّخذ البعض منها حجة، فكان الهجوم الدائم على تيمور جنبلاط بغية التقليل من دوره تارة، والكسب الجماهيري تارة أخرى، وبحججٍ واهية غير آبهين بالعمل والدور الذي يقوم به تيمور جنبلاط، ويهاجمونه بالمجالس قائلين إنّ لا أحد يراه، ولا يتكلم، ولا يصرّح، ولا يظهر في البرامج الإعلامية فكيف لناسه أن تعرفه، متناسين أنّه في كل خطوة كان إلى جانب الناس جميعاً، وفي كل أزمة يكون السند للجميع وأنّ دار المختارة لم، ولن، تقفل بابها بوجه المناصرين والمعادين، ومتناسين أنّه لطالما كان جمهور المختارة من زمن المعلّم كمال جنبلاط، ومع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، وسيظل مع النائب تيمور جنبلاط، جمهوراً مدركاً، واعياً، وحراً، يرى جيّداً دور الدار وعمل أصحاب الدار، لا تعميه شعارات واهية رنّانة، فهمُّه الأول والأهم هو الإنسان وبناء لبنان وطن حقيقي.

ولأجل ذلك أبى الشباب إلّا أن يكونوا في صلب وأساس الحشود في الذكرى الـ 45 لاستشهاد المعلّم، حيث ملأوا قسماً كبيراً من المشهدية، مؤكّدين على أنّ الحزب مستمرٌ، فهُم مستقبله وحاضره، مستمدّين من الماضي قوة ورزانة، رافعين رأسهم بتعاليم المعلّم وانتصارات الوليد، محافظين على وجه لبنان العربي، ووصية الوليد محفورة في أذهانهم مع تيمور حيث قال في الذكرى الأربعين مخاطباً تيمور والشباب من خلاله: 

"سِر رافع الرأس، واحمل تراث جدّك الكبير كمال جنبلاط، واشهِر عالياً كوفية فلسطين العربية المحتلة، كوفية لبنان التقدمية، كوفية الأحرار والثوار، كوفية المقاومين لإسرائيل أيّاً كانوا. كوفية المصالحة والحوار، كوفية التواضع والكرم، كوفية دار المختارة. واحضن أصلان بيمينك وعانِق داليا بشمالك، وعند قدوم الساعة ادفنوا أمواتكم وانهضوا".

وفي ضوء ذلك فإن الحزب التقدمي الاشتراكي والمختارة باقيان ما بقي أحرار في هذا البلد، يتحصنان بالوعي لكي يتحصن الوطن. وما قاله تيمور في هذا اليوم التاريخي رسم خارطة طريق تستكمل مشوار أكثر من 70 عاماً من النضال، لعل البعض يقرأ كلماته بعيداً عن الحقد والأنانية، ويعي أهميته فيعودون للإنسان والإنسانية كما طلب. معه سنبني الوطن الذي نريد ويريد، وطن الحرية والسيادة والعدالة الاجتماعية، ومعه سنسير لغدٍ أفضل بالتأكيد.

وفي الختام لعل الذاكرة خانت البعض، عاد وقالها بالأمس تيمور موجّهاً كلامه للحشود: "لو شو ما صار بالمستقبل. لو ظل العهد أو طار. لو ظل النظام السياسي أو طار. لو خسرنا مقعد بالانتخابات أو ربحنا مقعد بالانتخابات. لو شو ما صار بالحياة هالدار حيضل مفتوح للكل. هالدار حيضل داركم".

 
هذه الصفحة مخصّصة لنشر الآراء والمقالات الواردة إلى جريدة "الأنبـاء".