Advertise here

مواقف أكدت على إستكمال النضال من أجل حرية وسيادة وعروبة لبنان في وجه الإستتباع للوصايات

الذكرى الـ45 لإستشهاد المعلم كمال جنبلاط تحوّلت الى إستفتاء بشري إستثنائي

19 آذار 2022 16:13:57 - آخر تحديث: 19 آذار 2022 16:42:08

 تحوّلت الذكرى الـ45 لإستشهاد المعلم كمال جنبلاط الى مناسبة جماهيرية ضخمة، حيث بلغ مدّها الشعبي نطاق قصر المختارة وساحاته الداخلية والخارجية وصولاً الى الطرق المؤدية الى الضريح، ليشكل البساط البشري الواسع استفتاءً مؤثراً وإعلان وفاء إستثنائي للمسيرة التي بدأها صاحب الذكرى ويكملها من بعده رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط، ورئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط. وذلك مع مشاركة عشرات الآلاف الذين قدموا من مختلف مناطق الجبل وراشيا وحاصبيا ووادي التيم والجنوب والشمال وبيروت إحياءً للذكرى، وهم يحملون الأعلام اللبنانية والحزبية. ولم يحل الطقس الممطر دون سير المشاركين مسافات طويلة تحت اللافتات التي إحتلت الشوارع الرئيسية وإزدانت بها أسطح وشرفات المنازل والتي تحمل مواقف ورؤى المعلم، كما حال ساحات قصر المختارة التي غطّتها اللافتات والأعلام وصور كمال ووليد وتيمور جنبلاط.         
   
فمنذ ليل السبت والصباح الباكر بدأت الوفود الرسمية والشعبية تتقاطر الى قصر المختارة من خلال نقاط محددة تولاّها المنظمون تسهيلاً لوصولهم، وعبر مواكب سيارة تحمل المكبرات الصوتية لبث الأغاني والأناشيد الوطنية والثورية، لتتحلق حول النائب تيمور جنبلاط الذي دخل الساحة تحيط به داليا جنبلاط ووالدتهما السيدة جيرفت، إضافةً الى نواب اللقاء الديموقراطي الذين حضروا على رأس وفود شعبية كبيرة من مناطقهم، والمرشحين للإنتخابات النيابية المقبلة، وقيادة الحزب التقدمي الإشتراكي ومؤسساته من إتحاد نسائي ومنظمة شباب وكشاف تقدمي، الى جانب مجموعات من "ثوار 1958" وفاعليات روحية وإجتماعية وسياسية وحزبية مختلفة.

وتقدّم المشاركين في المناسبة سماحة شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي أبي المنى، على رأس وفد كبير من مشايخ الطائفة، ورئيس المحاكم الدرزية وعدد من القضاة ورؤساء لجان وأعضاء من المجلس المذهبي والهيئتين الإدارية في المجلس ومشيخة العقل.

الى جانب ممثلين عن كرسي المطرانية المارونية في بيت الدين، والروم الملكيين الكاثوليك في دير القمر، وعدد من قضاة الشرع في المجلس الإسلامي الأعلى والأوقاف الإسلامية الى جانب أئمة مساجد في إقليم الخروب، ورجال دين من اللقاء الروحي في لبنان والطوائف الإسلامية والمسيحية. كما حضر رئيس مؤسسة العرفان التوحيدية الشيخ نزيه رافع على رأس وفد من المشايخ من إدارة وموظفي المؤسسة، وحشد غفير من مشايخ طائفة الموّحدين الدروز.  

 

شيخ العقل

ولدى وصوله الى قصر المختارة وإثر لقائه بالنائب تيمور جنبلاط تحدث شيخ العقل بالمناسبة أمام رجال الدين والفاعليات المشاركة قائلاً:

"بسم الله الرحمن الرحيم
في هذه الدار العريقة تاريخ مشرّف من العز والإباء والعنفوان، في هذه الدار العامرة محطات لمواقف وطنية وعربية مشرّفة، ولهذه الدار إرث واسع من كرم وسخاء توّجها كمال جنبلاط بفكره ولاحقاً بدمه، فكان إستشهاده تأكيدًا على نهج العطاء والوطنية والعروبة والمواقف الوطنية. من هنا فهو يستحق الوفاء منّا شيوخاً وشباباً ومن كل أبناء الجبل وطوائفه ومكوّناته، يستحق الوفاء من جبل المصالحة والعيش المشترك لكي يبقى هذا النهج عنواننا ويبقى جبل كمال جنبلاط، يبقى جبل المصالحة جبل البطريرك صفير، الجبل الذي نعتز به وبانتمائنا اليه".

وأضاف سماحته: "إن تأكيدنا على أهمية هذه المناسبة وهذا النهج هو تأكيد أيضاً على الإنتماء للوطن كله. فنحن وطنيون كما كان كمال جنبلاط، وكذلك عروبيون متنوّرون، متمسكون بايماننا وانتمائنا العربي والإسلامي وبالوطنية والعيش المشترك، من هنا جئنا للمشاركة بإحياء هذه الذكرى، ولتحية روح كمال جنبلاط، وتحية القائد الملهم وليد جنبلاط، ولنقف الى جانب تيمور بك جنبلاط في مسيرته نحو المستقبل والتقدّم والتغيير، واعلاء شأن الوطن وبناء الدولة. حيّاكم الله ولتبقى هذه الذكرى خالدة في قلوبنا جميعا".

بعدها ألقى رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب تيمور جنبلاط كلمة أمام الحشود.

للإطلاع على نص الكلمة، الرابط مرفقاً أدناه:

https://anbaaonline.com/news/158870

مسيرة

بعد ذلك توجه النائب جنبلاط وشيخ العقل أبي المنى ورجال الدين والنواب والفاعليات المشاركة في مقدمة مسيرة من القصر باتجاه الضريح، وقد شقّت طريقها بصعوبة لقراءة الفاتحة ووضع الزهور. حيث وضع النائب جنبلاط زهرة على ضريح جده المعلم كمال جنبلاط وزهرتين على ضريح رفيقيه الشهيدين فوزي شديد وحافظ الغصيني وفعل مثله باقي المشاركين.

 

تصاريح 

وأكد سماحة شيخ العقل في حديثٍ خاص لـ"الأنباء" الإلكترونية على أن هذه "مناسبة عظيمة في لبنان، ومناسبة عظيمة لجبل كمال جنبلاط ولجبل لبنان، فهذا جبل العيش المشترك وجبل المصالحة".

وأشار إلى أنَّ "كمال جنبلاط كان رجل الفكر والحوار والإنسانية، وهذه المناسبة تحمل بالمعنى الإلتزام بنهجه في التلاقي والحوار وفي بناء الوطن الحر والمستقل".

شهيب

بدوره، إعتبرَ عضو كتلة اللقاء الديمقراطي النائب أكرم شهيب أنَّ "اليوم هو يوم الوفاء لكمال جنبلاط والوفاء لوليد جنبلاط، وهو يوم الأمل والوفاء مستقبلاً لتيمور جنبلاط".

وأكّد شهيب في حديثٍ مع "الأنباء" أنَّ "هذا الحزب له جذوره وتاريخه وموقعه ودوره وشهدائه ومناصريه لم يُلو ذراعه في الماضي ولن يلوى مستقبلاً والنصر دائم لهذا الحزب، حزب كمال جنبلاط حزب الكادحين، حزب الفلاحين والمثقفين والأحرار الذي سيبقى وينتصر".

أبو الحسن

هذا وإعتبر أمين سر كتلة اللقاء الديمقراطي النائب هادي أبو الحسن "أنه يومٌ كبير، يوم تجديد الولاء، ويوم تجديد الوفاء لخط الشهيد المعلم كمال جنبلاط الذي غاب عنا منذ 45 عاماً واليوم بعد 45 عاماً صحيح خرج الطغاة لكن الوصاية ما زالت مستفحلة".

وأضاف: "اليوم هذه المحطة أساسية نستكمل فيها النضال السياسي السلمي الديمقراطي للتأكيد على حرية لبنان ووحدة لبنان وسيادته وعروبته وإستقلاله ولنرفع شعار "نكون أو لا نكون" ولنرفع شعار "أي لبنان نريد" هل نريد لبنان السيد الحر والمستقل أم نريد لبنان المستتبع الرهينة في يد الوصاية الإيرانية وغير الإيرانية؟".

وختم بالقول: "اليوم هو إستفتاء وطني وشعبي كبير، الأوفياء سيقولون كلمتهم والنصر دائماً حليف هذا الخط الوطني العريض والمتجسد في قيادة وليد جنبلاط وتيمور جنبلاط".

عبدالله
من جهته، قال عضو كتلة اللقاء الديمقراطي النائب بلال عبدالله: "نأخذ من كمال جنبلاط إرادة الصمود والتحدي والحياة والمواجهة وعدم التسليم لكل غاشم وظالم، ونحتكم كما إحتكم كمال جنبلاط إلى إرادة الشعوب ومحبة الناس وإيمانهم بهذا الفكر المشع، هذا الفكر الإشتراكي الإنساني".

ورأى في حديثٍ مع "الأنباء" أنَّ "الناس جاءت لتقول لوليد جنبلاط وتيمور جنبلاط سنتصدى لكل محاولات تحجيم هذا الخط الوطني العربي التقدمي".

وختمَ لافتاً إلى أنَّ "قوى الظلام ذاتها التي حاصرت كمال جنبلاط تحاصر اليوم وليد جنبلاط، ولكن سنقاوم بالناس ومحبتهم ووفائهم والتضحيات والصمود، كما وبالمواجهة السلمية الديمقراطية، وبعقيدة وفكر كمال جنبلاط المتنور الإنساني المترفع".


بامكانكم متابعة مجريات هذا اليوم الطويل عبر فايسبوك الانباء على هذا الرابط:

https://www.facebook.com/alanbaaonline/videos/3026699644261934/ https://anbaaonline.com/news/158868