Advertise here

تجمع الجمعيات النسائية في الجبل في ذكرى كمال جنبلاط: لبنان المصلوب على خشبة الطائفية ينتظر علمانيتك كي يسلك درب الخلاص

18 آذار 2022 20:00:00 - آخر تحديث: 18 آذار 2022 22:27:11

صدر عن "تجمع الجمعيات النسائية في الجبل"، البيان التالي:

"في ذكرى الشهادة، نحاول نسج الحروف، رصف الكلمات، لكن روح المعلم كمال جنبلاط المشع يأبى الحلول في جسد الكلام لأن بعده الروحاني المنفتح على الكون يتألق خارج الدوائر المغلقة. نتريث، فتنهمر القيم فوق السطور وتستنبت اللغة أجنحة تشد بها الى شاهق لتبلغ منابع شمس فكره. فماذا نقول عن قامة يتلاقى فيها النور بالنور، عن زعيم وطني أنصت الى جلجلة التاريخ مبشرا" بميلاد جديد، عن شفيع الوطن الذي نادى بالطهارة الثورية ورفع العلمنة الى قدس الأقداس وجعل حياته رحلة اسراء الروح الى مساقط النجوم؟.

في ذكرى استشهادك نخاطب روحك ونقول: "ايها الرؤيوي الذي تصعد رؤياه من معاناة الناس والى الخلاص البشري تتجه، لقد امنت ان الكون كله في سفر منذ فجر التكوين، فلم تخف الموت، بل سقطت شهيداً ولا تزال شمس جبينك في بداية تسلقها. لقد دعوت الى قيامة حق الفقراء والى قيام جنة القلوب المتضامنة في العيش، المتساندة في العسر التي تكسر بينها كسرة الخبز". 

ايها الموحد المأخوذ بشخصنة المثل في البشر، وبتجسيد الروح التوحيدي في المجتمع، وطالبت اللبنانيين أن ينظروا الى الاديان بعين الله، وأن لا يحولوا الدين الى حزب، واضعاً بذلك الأديان في خدمة الأوطان. وايها المثالي الذي اكتنز عقلك كسنابل وتوقد قلبك كنجمة صباحية فأبصر، مكتفياً من الدنيا بشهوة الشمس، فأطاعك الجسد واستكان. 

يامن غصت في حقول شتى المعارف، فجاء جنى كتاب العمر مثقلاً بشهد المعرفة، فكان الكتاب شغلك الشاغل ما بين الولادة والشهادة، وحين سقطت أيها المعلم شهيدا"، كان الكتاب أول من بكاك وما عرفت اليأس يوماً، لأنك كنت مدركا" أن خلف كل موجة تتكسر على الشاطئ هناك موجة أخرى تتشكل وتندفع، زارعا" بذلك الأمل الذي لا ينطفئ في صدور كل الوطنيين في هذه المرحلة القاسية والعصيبة من تاريخ الوطن. 

ونختم ايها المعلم الشهيد بالقول: ان الارض التي تحسست حاجتها الى الروح العاقل ما زالت باردة تشتاق الى دفء ايمانك بالإنسان، والوطن الكليم بحاجة الى جمار فكرك ونقاوة نضالك وثورتك البيضاء كي يتعافى، ولبنان المصلوب على خشبة الطائفية ينتظر علمانيتك وفكرك المبدع ومسلكك الشريف كي يبرأ ويسلك درب الخلاص. فيا سيد الشهادة، لا نقول لك وداعاً، بل نفول لك الى اللقاء مع تفتح حقول الاقحوان المرتوية بدمك الطاهر التي تبشر بعودة الحياة في اذار كل عام. ولأنك كنت تقدس الصمت، فبعض الصمت قد يقول كل الكلام".