Advertise here

أبو الحسن من عين وزين: سنخوض الانتخابات من أجل وطن حر سيد مستقل عربي الهوية والإنتماء

18 آذار 2022 17:24:34 - آخر تحديث: 19 آذار 2022 07:45:02

بمناسبة الذكرى الـ 45 لاستشهاد المعلم كمال جنبلاط، أقامت منظمة الشباب التقدمي- خلية عين وزين حلقة حوارية مع أمين سر كتلة اللقاء الديمقراطي النائب هادي أبو الحسن تحت عنوان "على خطى المعلّم" بحضور مشايخ، ووفد ممثلاً مؤسّسة العرفان التوحيدية، عضوَي مجلس قيادة الحزب التقدمي الإشتراكي د. وليد خطار، والمحامي نشأت الحسنية، وأمين عام منظمة الشباب التقدمي نزار أبو الحسن، وأعضاء من الأمانة العامة، ووكيل داخلية الشوف د. عمر غنام، وأعضاء من جهاز وكالة الداخلية، ومعتمدي الشوف الأوسط والشوف الأعلى، والمعتمدية الثانية د. بسام البعيني ووليد الأشقر، وممثلة جمعية الخريجين التقدميين في الشوف د. ميادة أبو عجرم، وأمين سر مكتب الشوف في المنظمة وليد قانصو، وأعضاء من المكتب، وأمين سر خلية المنظمة في عين وزين روني الحسنية، ورئيس بلدية عين وزين شادي الحسنية، ومدير فرع "التقدمي" في عين وزين سمير الحسنية، مفوض منطقة الشوف الأولى في جمعية الكشاف التقدمي رامي الحسنية، ومديرة المدرسة الرسمية في عين وزين هناء الحسنية، وفعاليات حزبية، ووجوه اجتماعية وأهلية وتربوية، وحشد من الشباب ومن أهالي بلدة عين وزين والبلدات المجاورة.

الحسنية

بداية اللقاء كانت مع النشيد الوطني اللبناني، وتلاه نشيد الحزب التقدمي الإشتراكي، وكلمة منظمة الشباب التقدمي ألقتها رينا الحسنية، واستهلتها بالقول "الحياة في أصالتها ثورة، فكن ثائراً على الدوام". هذا منكَ، ومنكَ تعلّمنا معنى الثورة. فلن نبالغ إن قلنا بأنّنا، وفي هذه الأيام تحديداً، نراكَ في وجه كل ثائر، ونرى قبضتك، ونسمع صوتك يصدح من كل حنجرةٍ تصرخ "ثورة"".

وتابعت، "نلتقي اليوم في ذكرى اغتيال حلم لبناني. نلتقي اليوم ليس بخطاب شعبي، بل بحوارٍ سياسي بحت لإجابة كل من لا زال يسأل ماذا بقي من مبادئ إشتراكية كمال جنبلاط. نلتقي اليوم وبعد 45 عاماً على الرحيل لنقول أنّ الفكر لم يمت، وأنّ الزمن لم يمحُ اسم المعلم، وأنّ التاريخ لا يزال شاهداً على نضالاته.


أبو الحسن


بعدها، حيّا النائب هادي أبو الحسن أعضاء منظمة الشباب التقدمي، ورحّب "بالشباب التوّاقين إلى التغيير، وإن كانوا من خارج الإطار التنظيمي لمنظمة الشباب التقدمي، وهم كُثُر في هذا اللقاء". وقال: ندعو دائماً إلى الحوار، وإلى الانفتاح، وإلى تلاقي الأفكار من أجل إيجاد المساحة المشتركة بين كل الشباب.

ووجه تحية الى ابناء عين وزين والى البلدة التي خرج منها المجاهدون والمقاومون والمناضلون، عين وزين التي حاولت الصحافة الصفراء والأقلام السوداء المسمومة النيل منها ومن تاريخها وهي ستبقى ارفع وامنع من تلك المحاولات وستبقى البلدة الشوفية والعصية على كل من يحاول تشويه صورتها وتاريخها. 

وقال: "عندما نتحدث عن فكر كمال جنبلاط، نعود إلى هذا الإرث التاريخي الغني الذي يشكّل كنزاً ثميناً بالنسبة إلينا، فتجربة كمال جنبلاط في تاريخ لبنان الحديث هي تجربةٌ فريدة من نوعها.

أضاف: "كمال جنبلاط بدأ مثلكم، شاباً يانعاً واعداً، متطلعاً نحو التغيير الحقيقي. كمال جنبلاط درس كل الفلسفات، وقرأ في كل الرسالات السماوية، وتعمّق في الثورات، وفي حلقات التغيير لدى الشعوب في كل العالم، واستنبط فكراً خالصاً شكّل القاعدة الأساسية، والميثاق والفكر والمبادئ والقيم".

وشرح أبو الحسن: "عندما حاول كمال جنبلاط ضمن إطار المنتديات الشبابية أن يُحدث تغييراً وجد استحالةً لهذا الأمر في مجتمع سياسي - اجتماعي كالمجتمع اللبناني. فذهب في اتّجاه فكرة اخرى، فكان الحزب التقدمي الإشتراكي الذي أعلن تأسيسه في الأول من أيار عام 1949 مع رفاقه الأوائل من كل الشرائح اللبنانية. وكانت البداية مع انطلاقة هذا الحزب، وكانت تلك المبادئ الراقية والمتقدمة والجديدة في ذلك العصر المليء بنظام المحاصصة الطائفية".

وذكّر بنضالات الحزب عبر العقود منذ "الثورة البيضاء"، ومحاولات التغيير الحقيقي المتكررة، وفي نصرة القضايا العادلة، ومنها قضية فلسطين.

وأضاف: "عندما أدرك كمال جنبلاط عقم نظامنا السياسي اللبناني القائم على  الامتيازات الطائفية، ذهب إلى التغيير الجذري، فقام مع رفاقه في الحركة الوطنية اللبنانية بصياغة البرنامج الإصلاحي المرحلي للحركة الوطنية، وحاول جاهداً أن يغيّر النظام سلمياً. ولكنه اصطدم بعائقَين: العقلية اليمينية التي كانت عصية على التغيير، ونظام الوصاية السوري الذي رفض أن يسمح لكمال جنبلاط بالمضي قُدُماً في عملية الإصلاح السياسي.

وعندما حاول أن يُحدث التغيير ملوّحاً بالقوة  في المرحلة الأولى كي يفرض شروطه، وجد كمال جنبلاط نفسه بين خيارين: إمّا أن يمضي قُدُماً في سياسة التغيير والتطوير وإصلاح النظام السياسي في لبنان مهما كانت الكلفة، أو أن يكون لاعباً أو زعيماً ضمن بيئة ضيّقة، فاتّخذ القرار الصعب، بل الأصعب، ومضى في تصميمه وإصراره،  وفي مواجهة كل محاولات رفض التغيير الداخلية والخارجية، فصار شهيد القرار الوطني اللبناني المستقل. استشهد كمال جنبلاط، وبقي مشروعه الذي سيبقى ويستمر وسينتصر".
 
وتوقّف عند تفاصيل المرحلة اللّاحقة قائلاً: تولّى الرئيس وليد جنبلاط هذا الحلف الوطني الكبير، وتحمّل الكثير، وعمل وفق الوصية على أن يكون القائد، والسياسي الذي له عينٌ على الثوابت وعينٌ على الواقع. ومضى في سياسته الواقعية حافظاً للأمانة والوصية، حامياً لهذه الشريحة الوطنية الكبيرة التي تمتد من الناقورة إلى عكار، ومن بيروت إلى عرسال، مروراً بالجبل والإقليم رغم كل محاولات الإلغاء والتحجيم. ولكنّه صبر، وانتصر، وسينتصر بإرادة الأوفياء والشرفاء. هذا وعدُنا اليوم، وهكذا سيبقى، وهكذا سيكون في الخامس عشر من أيار".
 
وأجاب الشباب على هواجسهم: "قد يقول بعض الشباب اليوم تحدثوننا دائماً بالتاريخ كي تشدّوا العصب الانتخابي. قد يكون هذا الكلام منطقياً لدى البعض، ولكنني سأقول وبكل صراحة مَن ليس له تاريخ، ليس له حاضر، ولن يكون له مستقبل. فنحن فخورون بتاريخنا، وبنضالنا طيلة كل تلك السنوات والعقود من أجل وحدة لبنان، وسيادة لبنان، واستقلال وعروبة لبنان.

نفتخر بأنّنا كنا في مقدّمة الثورات، وبأنّنا دفعنا الغالي والنفيس بدءاً من المعلّم الشهيد كمال جنبلاط ورفاقه في السادس عشر من آذار، مروراً بالحرب المؤلمة التي كلّفتنا 2,500 شهيداً وأكثر من 5,000 جريحاً، وسنبني ونضيف على هذا التاريخ المشرّف".
 
وقال: عندما استلم وليد جنبلاط دفة القيادة، كان همّه حقنَ الدماء وتأكيد اللحمة، والحفاظ على العيش المشترك، ومواجهة المؤامرات. فكان الاجتياح الإسرائيلي الأول عام 1978، بما يحمل في طيّاته من مؤامرات لتفتيت لبنان، ولوضع اللبنانيين في مواجهة بعضهم البعض. وكان الاجتياح الثاني عام 1982، ومحاولات التفتيت مجدداً، والصراع حول هوية لبنان. فوقف هذا الجبل بكل مكوّناته وبكل قواه الوطنية، وخضنا النضال معاً، واستطعنا أن نحافظ على لبنان واحداً موحّداً، حراً عربياً، عزيزاً مستقلاً. وتوصّلنا لاحقاً إلى اتفاق الطائف الذي شكّل وثيقة الوفاق الوطني التي انبثق عنها الدستور الجديد، والتي انتجت مرحلة ما بعد الحرب".
 
وأوضح أبو الحسن، "يتّهمنا البعض بأنّنا ننتمي إلى مرحلة ما قبل الثلاثين سنة الماضية. هذا صحيح. لقد شاركنا في النضال منذ العام 1949، وحتى العام 1990. في مراحل كثيرة كنا مبادرين من أجل تصحيح النظام السياسي، ولكن في مراحل أخرى كنا في موقع الدفاع عن النفس، وعن لبنان وهويته ووحدته وعروبته واستقلاله، والدفاع عن الثالوث المقدس، عن الأرض والعرض والكرامة. وهذه ليست بنقيصة، بل هي فضيلة نعتز ونفتخر بها.

وشدّد أبو الحسن قائلاً: لم نكن يوماً أمراء حرب، بل كانت لدينا الشجاعة بأن نقف عندما عزّت الرجال وغلت التضحيات. وفي فترة المصالحة وإعادة البناء واللحمة لم نتخلَّ عن دورنا الوطني الأساسي، ولهذا السبب انخرطنا وبكل شجاعة في العمل الوطني لإعادة إرساء الجو الوفاقي في البلد، وخضنا المسيرة لإعادة الشريك الغائب إلى ربوع هذا الجبل".
 
وأردف، "صحيح أننا كنا موجودين في الثلاثين السنة الماضية في الحياة السياسية، ولكنّنا لم نكن موجودين في السلطة خلال مجمل هذه السنوات. وأذكّركم أنّه وخلال وجودنا في السلطة فقد تحملنا المسؤولية، وبكل شجاعة وبكل أمانة. لقد بدأنا بالصدام الفعلي مع السلطة منذ العام 1998، عندما حاول النظام السوري وحلفاؤه أن يجدّد الوصايه السورية بأدوات لبنانية، وأن يأتي بإميل لحود في مواجهة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، رمز الطائف وباني لبنان الحديث، ورمز الاعتدال في هذا الوطن."

وأكمل: "أرسلوا برسالة مزدوجة الأبعاد إلى وليد جنبلاط ورفيق الحريري، وحاولوا قتل مروان حمادة، الشهيد الحي، الذي بقي صامداً صابراً في مواجهتهم حتى هذه اللحظة. واستمرينا في مواجهة النظام الأمني المشترك، وفي مواجهة محاولات استتباع لبنان إلى الوصاية الجديدة بعدما خرجت الوصاية القديمة، فكانت ذروة الصراع السياسي على مشارف 2006 و 2007 و 2008، فقرأنا الرسالة، ووقف جنبلاط مع حزبه وحيداً، دون أن ننسى أننا وفي العام 2005، خضنا وإياكم الثورة الرابعة في 14 آذار عندما وقف وليد جنبلاط وحدّد المسار، واتّخذ القرار "دخلوا على دماء كمال جنبلاط، فليخرجوا على دماء رفيق الحريري".
 
وقال للمشكّكين: "لن نيأس، وسنبقى نرفع الصوت داخل المجلس النيابي وخارجه، وفي السياسة والانتخابات إلى أن تأتي اللحظة المناسبة ونُحدث التغيير المرجو. وسنصل إلى هذا اليوم المجيد عندما يعود القرار الوطني اللبناني المستقل، وينعتق لبنان من قيود الوصاية والعبودية".

وأردف: "نؤمن بالديمقراطية وبحق الآخرين في التعبير عن آرائهم، لكن دون المساس بكرامات الناس وبتاريخهم ونضالاتهم وبالهامات الوطنية، فلا يزايدنّ أحد علينا لا بالوطنية ولا بالتضحيات".
 
وقال: "نحن أمام مرحلة خطيرة ودقيقة وحساسة جداً. إنّها مرحلة مفصلية. فكلنا مهدّدون بلقمة عيشنا، بعملنا، بمستقبلنا وبمستقبل أبنائنا، وبقدرتنا على الاستشفاء، وذلك لسببين: الأول، نظام سياسي عنيد، تسقط معه عملية المحاسبة والإصلاح، والثاني سلاح يصادر هيبة الدولة وقرار الدولة ويمنع أية عملية إصلاح حقيقي".

ورأى أنّ الحل، "بكسر القيد الطائفي، والنضال من أجل استعادة القرار السياسي والأمني إلى الدولة اللبنانية. ومن هنا  تأتي أهمية التصويت وأهمية الانخراط في هذه المعركة من أجل لبنان الذي نريده وطناً منفتحاً، سيادياً، ذي هوية عربية. لبنان المتنوّع، الحر والديمقراطي". 

وختم: علينا تقع مسؤولية الخيار والاختيار، سعياً لفوز الخط السيادي في المواجهة الانتخابية. واعلموا أنّ معركتنا هي معركة بقاء لبنان وهويته واستقراره".
 
بعدها فُتح باب النقاش والحوار، وأجاب النائب أبو الحسن على جميع تساؤلات واستفسارات الحاضرين.