Advertise here

نقص الدولارات... ومرحلة حرجة جدًّا قريباً!

18 آذار 2022 12:32:21

شهد سعر صرف الدولار ارتفاعاً ملحوظاً بعد أن كان قد استقرّ على حوالى الـ20 ألف ليرة، ليصل إلى حوالى الـ25 ألفاً ويعود وينخفض إلى حوالى الـ22 ألفاً. أمرٌ يدعو للشكّ والقلق والتساؤل. لماذا الآن؟ وما السبب وراء ذلك رغم أنّ مصرف لبنان لا يزال يتدخّل في السوق؟ 


يعتبر الخبير الاقتصادي والمالي جاسم عجاقة، في حديثٍ لـ"الأنباء" الإلكترونيّة أنّ "السبب الأساسي وراء الارتفاع في سعر الصرف هو ارتفاع الأسعار العالمية الأمر الذي دفع التجار إلى شراء الدولارات أكثر من السوق وبالتالي ارتفع الطلب على الدولار. وقد يكون أيضاً هناك نوع من أنواع الأجندة السياسية من ورائها خصوصاً أن السلطة السياسية مأزومة من ناحية تأمين المواد الغذائية وبالتالي يكون ذلك باباً لإلهاء الرأي العام عن المشكلة الأساسية وهي غياب الدولارات من السوق". 

إذاً هذه أبرز الأسباب وراء الارتفاع الذي شهده سعر الصرف. ولكن، يُظهر ذلك حتماً أنّ أي توقّف لمصرف لبنان عن ضخّ الدولارات سيودي إلى كارثة بكلّ ما للكلمة من معنى. فهل "المركزي" قادر على الاستمرار وإلى متى؟ 

يُجيب عجاقة: "مصرف لبنان بحسب تصريحه الأخير أكّد أنّه مستمرّ في تأمين الدولارات عبر منصة صيرفة وهذا الاستمرار يعني أنّ لديه القدرة لتأمين حاجة السوق المتوقّعة". ليبقى السؤال: إلى متى؟ "إذا لم يتمّ التوصّل إلى اتفاق وساءت الأحوال العالميّة أكثر خصوصاً على صعيد الأغذية وارتفعت الأسعار فمن المؤكّد أنّ استمرار مصرف لبنان بهذا الأمر غير ممكن إلا لبضعة أشهر" يقول عجاقة، مضيفاً: "أمّا إذا حصل اتفاق مع صندوق النقد ودخلت الدولارات إلى السوق اللبناني فمن المؤكّد أنّ ذلك يحسن الوضع ويستمرّ بالتالي مصرف لبنان بهذه العملية". 

ويُشدّد الأخير على أنّه "يجب أن نعرف أنّ المشكلة الجوهرية متعلقة بنقص الدولارات في لبنان فالاقتصاد اللبناني يستهلك بحوالي 11 مليار دولار ولا يصدّر سوى 3,6 مليارات دولار وبالتالي هناك نقص كبير في الدولارات في السوق. كذلك، تستهلك المالية العامة دولارات ولا تنتج دولارات ومثال على ذلك الكهرباء"، ويُتابع: "هناك نقص في الدولارات وذاهبون إلى الأسوأ ويجب ألا ننسى أنّ الدولارات لم تعد تصل إلى لبنان بشكل كافٍ منذ أن أعلنت حكومة الرئيس حسان دياب وقف دفع سندات اليوروبوندز ما يعني الإفلاس". 

ويختم عجاقة: "نقص الدولارات في السوق سينقلنا إلى مرحلة حرجة جدًّا خلال فترة ليست ببعيدة". 

يبدو أنّ لجهّنم دركاً أعمق لم نصله بعد ولم نخبر لهيبه، عسى أن يكون الله مع اللبنانيين لأن مسؤوليهم في خبر كان.