Advertise here

أطلقت 14 آذار يوم كان غيري متردداً وصمدنا رغم القتل.. وأيعقل أن يضعوننا اليوم بالخانة نفسها مع النظام السوري وحلفائه؟

جنبلاط: لن نستطيع الحديث عن انتخابات واصلاح من دون بلد سيّد مستقل.. مستحيل

15 آذار 2022 14:42:13 - آخر تحديث: 18 آذار 2022 19:18:25

أكد رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط أنّ لبنان سينهض، وسيبقى الأمل بأن تتحقق السيادة"، وفي حديث ل ICI Beyrouth، قال: "لن نستطيع الحديث عن انتخابات وإصلاح من دون بلد سيّد مستقل. فهذا يناقض ذلك".

وفيما يلي نص الحوار:

- بعد 17 عاماً على اليوم التاريخي لـ14 آذار. ماذا بقي من روحية ذلك اليوم؟

جنبلاط: إنّه بعيد بعيد جداً. منذ 17 عاماً لم يبقَ شيء اليوم. يجب أن نكمل بطريقة أخرى. لكن يجب أن نبقى متفائلين وليس علينا فقدان الأمل. وهذا البلد سينهض، وسيبقى الأمل بأن تتحقق سيادة هذا البلد.

- هذه الحركة حملت في طياتها الكثير من الأمل، إلى أي درجة خرجت عما كان مرسوماً؟ والأخطاء التي ارتُكبت، هل كان من الممكن تفاديها؟

جنبلاط: حصل أخطاء نعم. لا أعرف ما الذي حوّل مسارها، لكن في النهاية ذاك النهار لم يكن يتوقعه أحد. لا أحد. حتى قادة الغرب لم يرَ إمكانية لهذا التجمّع الكبير، وهذا ما حصل وأعطى أملاً كبيراً، وفيما بعد الظروف تغيرت جداً، فمَن كان يتوقع في عام 2008 احتلال بيروت؟ وكان هناك رهان على المحكمة الدولية... لكن بنهاية المطاف ستسير الأمور، وقد صدر قرار بحق المشتبه بهما منذ أيام، فهذا جيّد رغم الوقت الطويل من الانتظار . لكن في هذا الوقت، المعطيات الإقليمية والعربية والدولية تغيّرت.

 

-14 آذار هل نُصب لها كمين، أم كانت ضحية حسابات خاطئة من قبل قياداتها؟

جنبلاط: ليست قضية حسابات خاطئة. برنامجنا كان إخراج السوريين، وهذا ما حصل فقد خرج الجيش السوري، لكن كان هناك تحالف دولي يومها. وكان هناك حسني مبارك، والملك عبدالله، وجاك شيراك، وبوش. لكن لم نكن نفكّر أنّ السوريين مع حلفائهم سوف يكملون عمليات القتل. أكملوا. وبعدها جاء غزو بيروت، وحوصرنا في المنزل. وهذه قصة طويلة. لكن هل قمنا بخطأ برغبتنا في إنهاء شبكة الاتصالات لحزب الله؟ ربما.

 

- قادة 14 آذار الذين اعتُبروا في حينها كأبطال، فيما اليوم باتوا متّهمون بأنّهم جزءٌ من الطبقة السياسية الفاسدة. كيف ترون ذلك؟

جنبلاط: شعار "كلّن يعني كلّن" لم يأتِ من فراغ، بل جاء من وسائل الإعلام الكبرى وبعض المحرّضين. حسناً، ولكن وُضع الجميع في خانة واحدة. وهذا غير صحيح، وسنترك الحكم للتاريخ في هذا الموضوع. كيف "كلّن يعني كلّن"؟؟ هل نحن من تجرّأنا على تحدي الموت يتم وضعنا مع النظام السوري وحلفائه؟ أيعقل أن يضعوننا اليوم في نفس الخانة مع نصراللّه وحلفائه وبشار أحدهم؟ هذا لا يصدق. 

 

- ما هي العلاقة بين 14 آذار بـ 17 تشرين؟

جنبلاط: لا علاقة بينهما، 17 تشرين بدأت بحركة عفوية، ثم تحولت إلى شغب، ولا رابط بين الاثنين. لقد بدأت على قاعدة بعض المطالب الاقتصادية ولإدانة الطريقة التي تدار بها البلاد اقتصادياً، وهنا كانوا بشكلٍ أو بآخر محقين، ولكن لم يكن الجميع مسؤولون عن ذلك.


 

- من سيمثّل روحية 14 آذار في الانتخابات؟ وهل سيكون هناك تحالفات بين المكوّنات السابقة لهذه الحركة؟

جنبلاط: توقفت حركة 14 آذار في نفس السنة. في ذلك العام (2005) كانت القمة، ثم بدأت بالهبوط، وفيما بعد كان غزو بيروت بداية ليس كل بيروت بل لقسمٍ منها متمثلٌ بساحة رياض الصلح. هذا ما أوقفها. وقد صمدنا بالرغم من القتل وواجهنا الظروف. وبعدها جاء اجتياح بيروت كلها وقسم من الجبل. ثم كان أيضاً اتفاق الدوحة. الآن كل طرف يكمل بطريقته، ونحن الآن ضعفنا كثيراً، وأيضاً في نفس الوقت لن نستطيع الحديث عن انتخابات وإصلاح من دون بلد سيّد مستقل. لا نستطيع، فهذا يناقض ذلك. مستحيل. الانتخابات نعم، ولكن ايضا مثالٌ كبير على ان أحد قادة 14 آذار خارج المعادلة الانتخابية، هو سعد الحريري.

 

- ما هي أجمل ذكرى من تلك الحقبة، أو ذلك النهار؟

جنبلاط: هناك العديد من الذكريات وكان لدينا الكثير من الآمال. وظنّنا أنه بإمكاننا من خلال خطاب عالي السقف أننا سنقلب العالم أحياناً. في علم السياسة الوضع مختلف قليلاً. وفي لبنان الوضع مختلف، ولكن المغامرة كانت تستحق العناء.

 

- على ماذا تندم؟

جنبلاط: لا أندم على شيء. بل على العكس، لقد اندفعت حتى النهاية وأطلقتُ هذه الحركة وذهبت فيها عميقاً. واليوم أرى بعض الشخصيات الفذّة يدعون أنّهم هم من أطلقوا حركة 14 آذار، وهذا غير صحيح. فأنا من أطلق هذه الحركة وأطلقتُ النداء يوم اغتيال الحريري بعد ظهر اليوم نفسه، في بيت رفيق عندما أدنت النظام اللبناني- السوري، فيما كان غيري متردداً أو خائفاً.

 

- لو كان لهذه الحركة أن تعاد مرةً أخرى، ماذا كنتم تغيّرون؟

جنبلاط: لا نستطيع إعادة كتابة التاريخ.