Advertise here

آذار.. اغتيال جسد وتقمص فكر

14 آذار 2022 12:00:00 - آخر تحديث: 14 آذار 2022 14:49:30

طال ارتحالك ما عوّدتنا أن نكون وحيدين حائرين تائهين. طال ارتحالك ما عوّدتنا وجعاً، وفقراً، وحيرة. 

معلّمي، نصرخ بحرقةٍ كبيرةٍ ووجعٍ أكبر. إعتدنا دوماً أن نكون الناطقين الأولين بالحق والحقيقة، فعلى مشارف الاستحقاقات النيابية شعاراتنا واحدة وموحّدة. 

شعاراتُكَ يا معلّمي باتت حقيقة واضحة ينادي بها الجميع، الموالي والمعارض، وينادي بها اليوم مَن كان معارضاً لحقيقة ما رأيتَهُ منذُ آلاف السنين، وينادي بها من خاف من فكرك وقلمك ونهجك... ينادون بها لتكون وسيلة الخلاص الأخيره لموتنا البطيء.

فلو كان كمال جنبلاط اليوم حياً لما كان هناك وجود لهذا البطش القمعيّ بحقنا. ولو كان كمال جنبلاط اليوم لما كانت هذه المشاهد المبكية على أبواب المستشفيات، وما كان هناك مزارعٌ يبكي من حرقتهِ على أرضه ومصدر رزقه. فهذه الشعارات ليست بشعارات جديدة لأنّك أنتَ من حملتَ شعلة الدولة العلمانية، وأنتَ من كُنتَ المقاتل للدفاع عن تعب الفلاحين، ومَن كنتَ المقاتل في صفوف المظلومين.

خافوك فقتلوك ولكن إن طالت الحقيقة فستظهر على سكان الأرض، وسيقبل بها القاصي والداني.

خافوك فقتلوك، ولكن لم يُدرِكوا أنّك لم تكن عابر سبيل وحسب، ولكنّ فكرَكَ يجعلنا اليوم نكمل ما قد بدأت.

يجعلنا اليوم أن نقفَ وقفة عزٍ، وبِكُلِّ فخرٍ أن نقول وإن قُتِلَ المعلّم كمال جنبلاط من أجل الحق والحقيقة فنحنُ أتينا رافعين أعلام المثابرة للوصول إلى الحقيقة.

فإذا كنتم تُفكّرون أنّ كمال جنبلاط رَحَلَ، فهو رَحَلَ جسداً فقط، وليس فكراً.

 
هذه الصفحة مخصّصة لنشر الآراء والمقالات الواردة إلى جريدة "الأنبـاء".