Advertise here

"طلسم" تحالف الضاحية وبعبدا

09 آذار 2022 17:57:42 - آخر تحديث: 24 آذار 2022 13:28:54

تعالَوا نحاول اكتشاف السر، أو "السحر"، الذي يربط برباط متين "حزب اللّه" ب"العهد وتيّاره"، برغم كل الخلافات العلنية المعلنة، وبعضها استراتيجي في الأيام الأخيرة.

فنصراللّه وجّه إهانة مباشرة، بالصوت والصورة، إلى "العهد"، واتهمه بالرضوخ لسياسة واشنطن، وبأن بيان إدانة الغزو الروسي لأوكرانيا كُتب في السفارة الأميركية في عوكر، فضلاّ عن رفضه موقف "العهد" في ترسيم الحدود البحرية...

خلافان استراتيجيان خطيران، تخلّلهما توبيخ وتأنيب، و لم يمنعا إصرار الضاحية وضاحيتها على التحالف الانتخابي.
فأين يكمن إذاً سر هذا "التحالف" الذي لا يهزّه أي خلاف، ولو كان عميقاً واستراتيجياً، ولا يُضيره أي عتب أو غضب أو شغب؟

في الجواب على هذا السؤال هناك احتمالان:

- إمّا أن نصراللّه يعلن غير ما يُضمر، أي أنه راضٍ عن بيان الخارجية والرضوخ للقرار الأميركي في التصويت أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وللتراجع عن الخط 29 في مفاوضات الترسيم، وذلك تماشياً مع السياسة الإيرانية الموعودة باتفاق ?يننا مع الأميركيين، بدءاً بتبادل المسجونين.

- وإمّا أن نصراللّه لا تهمّه كل أوراق الاعتماد وخطب الودّ، التي يقدّمها عون ووريثه لواشنطن بهدف رفع العقوبات وتسهيل الوراثة الرئاسية، طالما أنهما يؤمّنان له غطاءً لسلاحه ومشروعه وفقاً للبند العاشر من "ورقة التفاهم" المعقودة قبل 16 سنة ونيّف.

"ورقة"  تعادل عنده، بل هي أثمن وأأمن، من كل أوراق الاعتماد والألعاب السياسية التي يحتاج إليها "حليفه".

ولعلّ " العهد" قدّم خدمة ثمينة ل"حزب اللّه" من خلال إيهام الداخل والخارج بأن هذا الأخير مسكين ومظلوم، لا يهيمن على الدولة وسياستها كما يتّهمه خصومه.

ومع كلّ هذه الحالات والاحتمالات، يعتبر نصراللّه نفسه رابحاً في السلب والإيجاب، ولا تزعجه مناورات "شقّه التوأم"، طالما أنها مجرّد سحابة ستُمطر في خراجه.

نعم، إنّ السر يكمن هناك في تلك "الورقة السحرية" ببندها العاشر.

ولا فكاك من "دهرية" هذا التحالف إلّا بفكّ طلسم هذا البند وكمّاشة هذا الغطاء.