Advertise here

المستشفيات في وضع كارثي والمرضى يدفعون الثمن.. لا حل

09 آذار 2022 16:54:22

 تواصل أسعار المحروقات تحليقها نتيجة الأزمة الأوكرانية-الروسية، وشهدت بين أمس واليوم ارتفاعاً جديداً، حيث أصبح سعر صفيحة المازوت 460000 ليرة لبنانية. صحيح ان ارتفاع أسعار هذه المادة يؤثّر على أسعار سائر السلع والخدمات الأخرى، لا سيما الحيوية منها، إلا أن الانعكاسات على القطاع الاستشفائي لا تقتصر على زيادة التعرفات بل تهدّد المستشفيات بالإقفال، بعد أن تراكمت الأثقال عليها على كلّ المستويات، خصوصاً لجهة الكلفة الاستشفائية الملتهبة مقابل شحّ السيولة وتوقف تسديد الجهات الضامنة للسلفات التي لا تزال تحتسب على سعر صرف 1500 ل.ل. للدولار.   

وفي السياق، يشرح نقيب أصحاب المستشفيات الخاصة سليمان هارون لـ "المركزية" أن "بعد رفع الصرخة الأسبوع الماضي بسبب ارتفاع أسعار المازوت، لم تستجّد أي أمور إيجابية. سعر الألف ليتر من المازوت اقترب من الـ 1100$، ما يجعل كلفة المادة اليومية للمريض الواحد 45$، ومن غير المتوقّع أن يحصل مازوت المستشفيات على دعم والدولة ليست في وارد تخصيص مبالغ لهذه الغاية"، متخوّفاً من "ارتفاع إضافي في الأسعار يجعل المستشفيات عاجزة عن شراء المازوت لأن الكلفة مرتفعة جدّاً ويجب تسديد ثمن المادة نقداً في حين أن لا سيولة متوافرة لدى المستشفيات، ولا يمكن حتّى للمريض تحمّل أكلاف إضافية".      

ويلفت إلى أن "بقاء الأمور على هذه الحالة يؤدي إلى كسر المستشفى، إذ نتحدّث عن فاتورة بمليارات الليرات شهرياً، فبعض المستشفيات يستهلك في حدود الـ 4000 ليتر يومياً من المازوت، ما يوازي كلفة شهرية بحدود الـ 90 مليون ليرة في ظلّ السعر الحالي، أي نقترب شهرياً إلى الـ 3 مليار ليرة فقط ثمن مازوت وهذا رقم خيالي، من غير الممكن بأي شكل تحمّله". 

ويعتبر هارون أن "ما بين أسعار المازوت والزيادات التي طرأت على الأجور ما عدا الزيادات المرتقبة، تجد المستشفيات نفسها في ظروف من الصعب عليها أن تواصل نشاطها وسطها، خصوصاً وأن الجهات الضامنة الرسمية لا تحتسب الأسعار على أساس السعر الحقيقي للدولار، اما المواطن فلا يمكنه تحمّل المزيد من الفروقات. باختصار الدولة والمستشفيات والمواطن في حالة تعب والوضع بمجمله مهترئ".   

أما في ما خصّ المستجدات بالنسبة إلى توقف الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي عن تسديد السلفات الشهرية للمستشفيات وما نتج عنه من اتّخاذ الأخيرة قرارا بوقف استقبال مرضى الضمانبدءاً من الأسبوع المقبل باستثناء الحالات الحرجة، إلى جانب الطلب من مرضى غسيل الكلي والأمراض السرطانية تسديد فواتيرهم كاملة ليستردوا المبالغ التي دفعوها فور تسديد السلفات من قبل الضمان، فيشير هارون إلى أن "النقابة قالت ما عندها والكرة باتت في ملعب مجلس إدارة الضمان لاتّخاذ الإجراءات المناسبة".