تدخل ترشيحات الانتخابات النيابية مرحلة الحسم على صعيد دائرة "جبل لبنان الرابعة" (الشوف - عاليه) انطلاقاً من ثلاثة تفرّعات، يتّخذ أولها بُعداً سيادياً تحت ظلال "أرز الجبل" بين كلّ من الحزب التقدمي الاشتراكي و"القوات اللبنانية" وحزب الوطنيين الأحرار. وتشير معلومات "النهار" إلى ملامح توافق شبه كامل تظهّرت بين التقدمي و"القوات" بعد زيارة حديثة للنائبين أكرم شهيّب ومروان حماده إلى معراب. وجرى التفاهم على أن تتولّى الماكينة "القواتية" تسمية المرشّح عن المقعد الأورثوذكسي في عاليه، بحيث التوجّه قائم لترشيح رئيس مصلحة المهندسين في "القوات" نزيه متى (ابن بحمدون). وحصل اتفاق على تبنّي التقدمي دعم ترشيح راجي السعد (ابن شقيق النائب والوزير السابق فؤاد السعد) عن المقعد الماروني في عاليه وانضمامه إلى كتلة "اللقاء الديموقراطي". وتُستَكمل المشاورات بهدف اختيار المرشّح عن المقعد الماروني الثاني في عاليه، مع الإشارة إلى أن الأصوات التفضيلية الحزبيّة على صعيد القضاء ستصبّ بطبيعة الحال لمصلحة السعد ومتى. وكان التقدمي حسم ترشيح النائب أكرم شهيّب عن المقعد الدرزي الأول في عاليه، مع التوجه نحو ترك المقعد الدرزي الثاني شاغراً في القضاء. وتلفت الدراسات الاحصائية التي واكبها التقدمي حديثاً إلى ارتياح أكبر على صعيد تكثيف الأصوات التفضيلية ونتائج المعركة الانتخابية في عاليه.
وفي ما يخصّ المشاورات الانتخابية القائمة لناحية قضاء الشوف، تؤكّد المعطيات حسم ترشيح حبوبة عون (ابنة المشرف) عن إحدى المقاعد المارونية في الشوف. وكان حُسم في وقت سابق ترشّح كلّ من النائبين تيمور جنبلاط ومروان حماده. ويأتي ذلك الى جانب تبلور غالبية الأسماء على صعيد اللائحة التحالفية الثلاثية مع "القوات" والأحرار في الشوف، لجهة ترشيح النائب جورج عدوان عن المقعد الماروني. كما حُسم ترشيح مفوّض الأحرار في الشوف فادي المعلوف عن المقعد الكاثوليكي. وتأكَّد ترشّح المحامي سعد الدين الخطيب (ابن برجا) عن إحدى المقاعد السنية في إقليم الخروب. كما إعادة ترشيح النائب بلال عبدالله (ابن شحيم) عن المقعد السنيّ في الاقليم. وبذلك، تكون اللائحة الـ14 آذارية الطابع في توجّهها الاستراتيجي قد حسمت أسماء 10 مرشّحين من أصل 12 مرشّحاً ستضمّه اللائحة، في وقت يُنتَظر التوافق على إسم المرشّح عن المقعد الماروني الثالث في الشوف والمرشّح عن المقعد الماروني الثاني في عاليه. وتجدر الإشارة إلى أنّ الحواصل الانتخابية شبه المحسومة على صعيد دائرة "جبل لبنان الرابعة"، وفق الاستراتيجية المنبثقة من الدراسات التي واكبها التقدمي، تشمل ثلاثة حواصل على الأقل في الشوف وحاصلين على الأقل في عاليه. وتلفت المعطيات إلى اتجاه نحو الإعلان الرسمي عن أسماء اللائحة التحالفية بين التقدمي و"القوات" والأحرار في "جبل لبنان الرابعة" يوم الأحد المقبل.
إلى ذلك، يشمل التفرّع الثاني على صعيد اللوائح الانتخابية "التيار الوطني الحرّ" وأحزاب حليفة في 8 آذار. وتؤكّد معلومات "النهار" اتجاه "التيار" نحو اختيار مرشّحَيْن من حملة البطاقات الحزبية في الدائرة، للتركيز على صبّ الأصوات التفضيلية لمصلحتهما في الشوف وعاليه. وقد حُسم خيار إعادة ترشيح النائب سيزار أبي خليل عن مقعد ماروني في عاليه والوزير السابق غسان عطالله عن المقعد الكاثوليكي في الشوف. ويحتكم "التيار" إلى اعتماد استراتيجية قائمة على صبّ أصواته التفضيلية لمصلحة مرشّح حزبي واحد في كلّ قضاء، بما يرفع أرجحية فوزهما ضمن اللائحة. وبات تحالف "التيار البرتقالي" مع عدد من الأحزاب محسوماً في المنطقة، بما يشمل ترشيح النائب طلال ارسلان في عاليه الذي تبدو حظوظه غير مضمونة بالكامل، في وقت تتجه أصوات "الثنائي الشيعي" التفضيلية لمصلحته. وتأكّد ترشيح النائب فريد البستاني في الشوف. وتتضاءل حظوظ ترشيح النائب ماريو عون لدورة جديدة وفق آخر المعطيات. وعُلم أن الاتجاه هو لاختيار المرشّح طوني عبود عن الدامور كإسم جديّ. ويَنتَظر "التيار" استكمال المشاورات القائمة مع الوزير السابق ناجي البستاني قبل حسم إسم المرشح عن المقعد الماروني الثالث في الشوف. كما تستمرّ المفاوضات مع الوزير السابق وئام وهاب. وعلى صعيد ترشيحات إقليم الخروب، تأكّد ترشيح اللواء علي الحاج حتى الساعة. ولن يرشّح "التيار" الوزير السابق طارق الخطيب لاعتبارات متعلّقة بحصر الترشيحات الحزبية بمرشح واحد في كلّ قضاء. وهناك تواصل قائم بين "التيار" وكلّ من الجماعة الاسلامية والأحباش وشخصيات من آل عويدات في الإقليم، قبل التوجه إلى حسم إسم مرشح المقعد السنيّ الثاني. ويتجه "التيار" إلى إعلان ترشيحاته الحزبية الأحد المقبل على صعيد الدوائر كافة قبل استكمال التفاوض حول تحالفات إضافية، علماً أن ثمة إمكاناً لإبقاء بعض المقاعد شاغرة في الشوف وعاليه.
وعلى صعيد قوى المجتمع المدني والأحزاب الناشئة التي انبثقت بعد انتفاضة 17 تشرين، لا تزال النقاشات قائمة في سبيل الترشّح من خلال لائحة واحدة. ولم تصل المشاورات إلى خواتيمها على أن تحسم في غضون أيام، بما يبطِئ إعلان أي أسماء نهائية للمرشحين، مع الإشارة إلى مفاوضات قائمة تشمل كلّ من حزب "تقدّم" (يتجه إلى ترشيح نجاة صليبا ومارك ضو) والناشطين حليمة القعقور ولؤي غندور ومحمد حسني الحجار وميشال أبو سليمان وتنظيم "لحقي"، على أن تتظهر نتائج المداولات المستمرّة قبل نهاية الأسبوع الجاري. ويتظهّر أن المعركة الانتخابية ستتركّز بشكلٍ خاص على صعيد مقعدين مارونيين ومقعد سنيّ في الشوف، في وقت تبدو أربعة مقاعد شبه محسومة على صعيد عاليه. ويبقى السؤال حول شكل اللوائح الاضافية وعددها التي ستنبثق على صعيد القوى المحسوبة على الانتفاضة والحظوظ الممكنة لها على صعيد دائرة "جبل لبنان الرابعة".
