Advertise here

استغلال انتخابي لمشروع سد بسري.. حبوبة عون: نرفض السدود بأماكن غير مناسبة

06 آذار 2022 14:37:42 - آخر تحديث: 06 آذار 2022 14:45:52

عاد سد بسري إلى الواجهة من جديد، بعد محاولة مجلس الوزراء إحيائه عبر اتخاذ القرار بإعادة التواصل مع البنك الدولي بخصوص التمويل المرصود لتنفيذ هذا المشروع. ويبدو أنّ البعض منشغل بحربه الانتخابية إلى حدّ استئناف مشاريعه الاستنزافية لخزينة الدولة، والمشوّهة للبيئة والطبيعة والإنسان. هذا البعض الذي من المفيد تذكيره بسياسة السدود التي انتهجها طوال سنوات وجرى تنفيذها، وكلّفت نحو المليار دولار، وكانت مثالاً للفشل والهدر، فأي صفقةٍ يريدها من خلال إعادة طرح مشروع سد بسري؟


ويبدو أنّه مع مرور الوقت "تناسى" البعض ما سيُلحق هذا المشروع من ضرر في المنطقة، وآثاره البيئية والإيكولوجية، وبأنّ المناطق المتعلّقة بسد وبحيرة بسري هي مُصنّفة موقعاً طبيعياً محمياً بموجب القرار الوزاري رقم 131 لسنة 1998 (وزارة البيئة)، ضمن تصنيف نهر الأوّلي من المنبع إلى المصبّ طولاً، بما فيه حرم النهر الذي يشمل جميع الأراضي المصابة. هذا بالإضافة إلى المرسوم رقم 2366 الصادر في 20 حزيران 2009 تحت عنوان "الخطّة الشاملة لترتيب الأراضي اللبنانيّة"، حيث تمّ تصديق تصنيف نهر الأولي، وخاصة "البارك" المناطقي لنهر بسري (ثروة طبيعية وطنيّة) أي كمنطقة خضراء طبيعية محميّة. هذا بالإضافة إلى ما تتميز به منطقة بسري من تنوّع بيئي نادر غير متوفر في أي من المناطق اللبنانية الأخرى. كما ويؤثّر المشروع في مساوئه أيضاً على أهم المعالم الأثريّة في المنطقة.

وتعليقاً على الموضوع، أشارت مرشحة الحزب التقدمي الإشتراكي في الشوف، الدكتورة حبوبة عون، إلى أنّ "كل الدراسات في العالم، وليس فقط في لبنان، تؤكّد أن السدود التي تمنع وصول المياه السطحية إلى المياه الجوفية، وتغيّر من نوعية وجودة المياه الجوفية، هي ضرر على البيئة".

وقالت عون في حديثٍ لـ"الأنباء" الإلكترونية: "هناك الكثير من الدراسات التي أنجزت حول مشروع سد بسري وتبيّن أنّه لا يصلح إنشاء سدٍ في المكان. ونحن نخسر من البيئة الخاصة بنا، ونخسر كل المقومات التابعة لصحة البيئة مقابل "باطون" وتجميع مياه بطريقةٍ لا توافي الشروط البيئية، فمن السيّء جداً إعادة التفكير بتمرير مشروع سد بسري، كما وكل السدود".

وأكّدت أنّه، "لا يمكننا أن نمنع التوازن الطبيعي القائم على تغذية المياه الجوفية بحصر المياه في سدود. وفي عدد كبير من البلدان ضمن دراسات الأثر البيئي الخاصة بها، توصي بأنّه ليس لمصلحة أحد إنشاء سدود، فبالعكس يجب الحفاظ على البيئة الخاصة بنا وصحّتها والعناصر التي تؤمّن وتوفّر هذه الصحة، ونحن بحاجة للحفاظ على المياه، لكن ليس عبر بناء سدود بأماكن غير مناسبة".

ورداً على سؤال قالت عون: "نحن نعلم أنّ لبنان موجود على خط الزلازل، وعند حصول أي هزةٍ أرضية نشعر بها، فمن غير الضروري أن نضيف إلى الخلل البيئي لدينا، وأن نسرّع بالعوامل التي تؤدي إلى تآكل العناصر البيئية التي نحن بأمَسِّ الحاجة إلى تغذيتها للحفاظ على البيئة. وبالحفاظ على البيئة نحافظ على صحة الإنسان". 

واعتبرت عون أنّ، "كل القرارات التي يجب أن تتّخذ لكي تكون إلى مصلحة المحافظة على المياه في لبنان يجب أن تكون قائمة على دراسات موثّقة وأن تساعد".
وأضافت: "لدينا مشكلة كبيرة جداً هي أن الإنتاج الزراعي متأثر بالتغيّر البيئي الحاصل، ويجب معرفة أنّه علينا دراسة كل العناصر، وأن لا نأخذ قرارات غير مدروسة من كل الجوانب".

وتابعت بالقول: "نريد المحافظة على مياه الشتاء وأن لا تذهب هدراً، ولكن لا نريد أن نلحق أذى على البيئة عبر بناء سدود تمنع الأرض من امتصاص المياه وتغذية كل التربة، وبعدها تصل إلى المياه الجوفية مكرّرة وتغذي الينابيع وتغير مجرى المياه الجوفية، الذي من شأنه أن يحدث خللاً بيئياً كبيراً".

وختمت عون بالقول: "يجب التفكير بالحلول السليمة التي تحافظ على البيئة، وتؤمّن المياه من دون إلحاق أي ضرر في البيئة".