Advertise here

في ذكرى الإنسحاب السوري: لن تعود عقارب الساعة إلى الوراء!

27 نيسان 2019 11:44:20

في 26 نيسان 2005 خرج آخر جندي سوري من الأراضي اللبنانية عبر بوابة المصنع بعد وصاية إستمرت لأكثر من ثلاثين عاماً.

الجيش السوري دخل إلى لبنان سنة 1976 بناء لدعوة من الجبهة اللبنانية آنذاك لقلب موازين القوى ولضرب الحركة الوطنية اللبنانية والثورة الفلسطينية.

وسرعان ما حقق الجيش السوري هذا المخطط الذي نال غطاءً غربياً وإسرائيلياً، فقتل المعلم كمال جنبلاط وإنقض على القرار الوطني اللبناني المستقل متغلغلاً إلى كل مفاصل الحياة الوطنية والسياسية اللبنانية، ومحولاً لبنان إلى أشبه بولاية ملحقة بنظام البعث في دمشق.

"السجن العربي الكبير" الذي رفض كمال جنبلاط الدخول إليه دفع حياته ثمناً لمحاولة إسقاطه، وبعد مرور عقود من الزمن تحققت رؤية كمال جنبلاط وانسحب الجيش السوري من  لبنان بعد إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وكانت المقولة الشهيرة لرئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط: "دخلوا على دم كمال جنبلاط وخرجوا على دم رفيق الحريري".

من حق اللبنانيين أن يحتفلوا بانسحاب الجيش السوري، فمفهوم السيادة لا يتجزأ، والسيادة إما أن تكون مكتملة أو لا تكون. ليس هناك ما يسمى نصف سيادة أو سيادة مجتزأة، فكما إنسحب الجيش الإسرائيلي سنة 2000 من لبنان وتحرر الجنوب بعد عملية مقاومة تراكمية نضالية بدأت مع الأحزاب والقوى الوطنية وفي مقدمها الحزب التقدمي الإشتراكي الذي فتح طريق المقاومة إلى الجنوب وأكد على عروبة لبنان والتزم بقضية فلسطين، بالإضافة إلى أحزاب أخرى أكملت هذه المسيرة. 

كذلك، في العام 2005 حصل الإنسحاب السوري وأضاف لبنان مدماكاً جديداً إلى مسيرة الإستقلال والحرية والسيادة.

من نافل القول أن الإستقلال لم يكن ناجزاً لأن النظام السوري رفض الانصياع لفكرة هزيمته في لبنان وخروجه منها بالطريقة التي خرج منه سنة 2005، وأصر على مواصلة التدخل في الشؤون اللبنانية الداخلية  مباشرة أو عبر بعض صغار حلفائه الذين يرتضون للأنفسهم لعب هذا الدور. 

ولا يمكن للبنانيين أن ينسوا أن هذا النظام، في أوج أزماته وحربه الداخلية الذي افتعلها بانقضاضه على الثورة السلمية والديمقراطية، أرسل المتفجيرات إلى طرابلس مع ميشال سماحة لضرب السلم الأهلي في لبنان واللعب على الوتر الطائفي والمذهبي.

أخيراً، ستبقى ذكرى 26 نيسان ذكرى مضيئة تضاف إلى المحطات المفصلية في تاريخ لبنان المعاصر على درب جلجلة لتحقيق إستقلال هذا الوطن.