Advertise here

برودة إيران وحزب الله تجاه روسيا: الاتفاق النووي أهم

02 آذار 2022 08:20:18

جاء عدم حماسة إيران وحزب الله للحرب الروسية على أوكرانيا، لافتة في التوقيت والمضمون. ففيما كان كثر من مؤيدي المحور الإيراني يتحمسون للخطوات العسكرية الروسية في أوكرانيا، ووصفوها بمعركة إسقاط الأحادية القطبية، جاءت مواقف مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي وأمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله، في موقع الرفض لتلك الحرب. وهما توجسا من تداعياتها أو مخاطرها. فأشار خامنئي إلى أنّه "يعارض الحرب في أوكرانيا، ولا يدعم قتل الأبرياء وتدمير البنى التحتية في أي مكان بالعالم"، وأوضح قائلاً: "ندعم إيقاف الحرب في أوكرانيا".

ومن جهته قال نصر الله إن "تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية كبيرة وخطيرة على العالم. وهناك مخاوف جادة من ذهاب الأمور إلى أبعد من صراع روسي- أوروبي. فما يجري خطر جدًا ومفتوح على كل الاحتمالات". 
واعتبر نصرالله أن "اميركا هي المسؤولة عما يجري في أوكرانيا الآن. فهي التي حرضت ولم تساعد على إيجاد حل ديبلوماسي، ولم تفعل شيئًا لوقف الحرب، بل دفعت باتجاهها. وفي النهاية من سيدفع الثمن هو الشعب الروسي والأوكراني".

حسابات إيران 
يقف حزب الله وإيران إذًا على حدّ السكين جراء ما يجري في أوكرانيا. ولا حماسة لديهما للحرب الروسية. وقد حذرا من مخاطرها. ويبدو أن هناك مخاوف حقيقية لدى إيران وحزب الله من تداعياتها. فقناعة الحزب عينه تشير إلى أن خسارة روسيا في هذه الحرب، أو استدراجها إلى مستنقع طويل الأمد واستنزافها، ستكون آثارهما عميقة على الوضع في العالم. وقد تعيدان الوضع في الشرق الأوسط إلى ما كان عليه  قبل اجتياح العراق سنة 2003، والذي استفادت منه إيران إلى حدود بعيدة في المنطقة.

وهناك حسابات أخرى تتعلق بموقف إيران وحزب الله هذا: خوفهما من أن استدراج روسيا إلى المستنقع وإغراقها فيه، يوجه الضغط التالي ضد إيران. وهذا ينعكس على المنطقة كلها، وتحديدًا على حزب الله. وتقول وجهة نظر قريبة من الحزب إياه وإيران، إنه لا يمكن الاندفاع في تأييد الحرب الروسية، حرصًا على الاتفاق النووي، الذي تريد إيران الاستفادة من الوقائع القائمة حاليًا، للنفاذ إلى توقيعه والانتقال إلى وضعية جديدة.

والعقل الإيراني البارد متنبّه ولم يتحمس، لئلا يكون ذلك مبررًا مستقبليًا للهجوم على إيران. لذلك يحمّل الإيرانيون وحزب الله مسؤولية ما يجري للأميركيين، الذين سيستفيدون على حساب روسيا والاتحاد الأوروبي، وتتكرس قواعدهم العسكرية في كل مناطق العالم. ومن يعترض على ذلك يكون مهددًا بالحرب.

الغرب وجهة إيران
لا شك في أن إيران هي أشد الدول قلقًا في هذه المرحلة. فشعور الأوروبيين بالمخاطر الروسية، تبرز شراستهم في المرحلة المقبلة، فيندفعون في وجهة سياسية جديدة. لذا تحاول طهران اتخاذ موقف بارد يشبه الموقف الصيني المحايد الذي ظهر في مجلس الأمن الدولي.

ولا يمكن لعلاقة إيران بروسيا أن تحملها على قطع سبل إنجازها الاتفاق النووي، الهادف إلى التقرب من الغرب. ولا يمكن لروسيا أن تفتح طريق إيران إلى الغرب.

وعلى وجه الإجمال، موقف إيران إلى جانب روسيا، في ظل هذه الهجمة الدولية عليها، خاسر وليس مربحًا.