Advertise here

لقاء سينودسي في جامعة الحكمة شدد على المواطنة.. عبد الساتر: الحوار بقبول الآخر بعيدًا من الإستقواء

25 شباط 2022 18:29:47

نظّمت أبرشيّة بيروت المارونيّة وأبرشيّة بيروت البطريركية للسريان الكاثوليك واللجنة الأسقفيّة للحوار المسيحي الاسلامي، لقاء سينودسيًّا في جامعة الحكمة فرن الشباك، بعنوان "كنيسة تتحاور وتصغي"، تحدث فيه المفتش العام للاوقاف الاسلامية في دار الفتوى الشيخ د. اسامة حداد، ورئيس مركز حوار الأديان والثقافات في لبنان السيد د. علي السيد قاسم، والمسؤول في المكتب الإعلامي في مشيخة العقل الشيخ عامر زين الدين، برعاية وحضور راعي أبرشيّة بيروت المارونيّة المطران بولس عبد الساتر، ورئيس اللجنة الاسقفية للحوار المسيحي الاسلامي المطران شارل مراد، ووفد من "اللقاء الروحي" في لبنان ضم: الشيخين اياد عبدالله ونظام ابو خزام والاب ايلي كيوان، ومستشار البنك الدولي عضو لقاء ابناء الجبل الدكتور منير حمزة ولفيف من الآباء والاداريين والاكادميين وطلاب الجامعة وأبناء وبنات الأبرشيّة. 


 

حداد

افتتح اللقاء الأب د. غي سركيس بكلمة حول مفهوم السينودس وأهميّة السير معًا، من ثم تحدث الشيخ حداد عن "رسالة الإسلام التي تدعو إلى العيش المشترك وحوار الأديان وتنبذ التطرف والتعصب الذي يحاول البعض إلصاقه بالإسلام، ومهمة دار الفتوى في نشر الوسطية والاعتدال وقبول الآخر". واستشهد بنماذج مطبوعة في كتاب التعليم الديني المعتمد في مدارس الأوقاف، وتجربته في إدارة التعليم الديني". مركزا على "أهمية المواطنة التي بدأت من المدينة المنورة والقدس الشريف، والتضامن والتعاون لحماية قيمنا المشتركة، والعمل جميعا لتربية الأجيال على هذه الاهداف ومواجهة التطرف والإرهاب".
 
قاسم

ولفت السيد قاسم الى "العلاقة المعنوية للإنسان بأخيه، وحمّلتها الرسالات السماويّة بُعدًا إلهيّاً قائمًا على مبدأ الإستخلاف في الأرض، فجدت ألوانا متعدّدة لملكية وسيادة الإنسان على أبناء جنسه، فكان أسلوبًا إلهيًّا ليقود حركة المجتمع والطبيعة، إنطلاقاً من قبوله حمل الأمانة وتفعيلها". ودعا إلى "تكريس القيم المشتركة التي نادت بها الرسالات السماوية والعمل على تعزيز المشتركات وتنظيم المختلفات، انطلاقًا من وثيقة الأخوة الانسانية  التي أكد عليها الكبار والمصلحون ومنهم الامام الصدر الذي قال: "الطوائف نعمة والطائفية نقمة".
 

زين الدين

بدوره دعا الشيخ زين الدين للحفاظ على "وطنِ الرسالة" الذي يسير حد السيف نحو الكارثة طالما انه محكوم بحقول من الألغام البشريةِ المختلفة، بافضع من انفجار المرفأ وصراخ اطفال عين الرمانة". شاكرا اهتمام البابا فرنسيس، وسائلا: "هل قدر المؤمنين الاستسلام وفقدان الأمل؟ او التبصّر بما يعيدنا إلى أصالة هويتنا وانتمائنا الإيماني وتأدية رسالتنا الوحدوية؟ مع ثقافة جديدة وتحريك لقيم الدّين والتسامح، والى قادة ورجال سلام حقيقيين، والى مؤمنين يخرجون من مراكزهم الدينيةِ باتجاه البشرِ لأجل الإنسانيَّة، وتطمين بعضهم بما اكدت عليه وثيقة "الاخوة الانسانية".
 مشيرا الى "دور الاعلام ووجوب مراعات شبكات التواصل الاجتماعي للقيم الاجتماعية والاخلاقية، وعدم المس بالسلم الإجتماعي، واهمية ضبط الخطاب الديني".
 
عبد الساتر

وختامًا تحدّث المطران عبد الساتر منوّهًا بأفكار المحاضرين، وقال: "إن الحوار الحقيقي يبدأ بقبول الآخر وبالحقيقة التي فيه، بعيدًا عن أي استقواء أو تعصب أو شعبوية، لأن كل إنسان له كرامته وهو قوي بالله الذي خلقه وبإيمانه. و"قبول الآخر" لا يعني التعايش معه أو السماح له بالوجود كمواطن من المرتبة الثانية. هذه العبارة إنّما تعني أنّنا جميعًا متساوون بالكرامة والمواطنة والحقوق والواجبات". وتابع المطران عبد الساتر قائلًا: "إنّني كمواطن لبنانيّ لا أعتمد مقولة التعايش الاسلامي المسيحي وأفضّل عليها مبدأ العيش المشترك بين مواطنين متساوين ساهموا في بناء هذا الوطن ويعملون لأجله. وأنا أصلّي ليزيد عدد الأشخاص أمثالكم الذين يبشرون بالمواطنة وبقبول الآخر ومحبّته واحترام حقيقته".