مع تصاعد حدّة التوتر بين روسيا وأوكرانيا، وتوسّع رقعة الاشتباكات بين الطرفين لتتعدّى حدود أقاليم الانفصاليين المدعومين من موسكو، عادت قصّة الطلاب اللبنانيين في الخارج إلى الواجهة من بوابة أمنهم وسلامتهم، خصوصاً أولئك المتواجدين في أوكرانيا وفي المناطق الحدودية الروسية.
في هذا السياق، كشف رئيس جمعية الطلاب في الخارج سامي حميه أن "عدد الطلاب اللبنانيين في أوكرانيا يبلغ 1250 طالباً، وأحوالهم مقلقة في ظل التصعيد ووقف حركة الطيران وإقفال الحدود"، لافتاً إلى أن "عدداً قليلاً منهم عاد، فيما العدد الأكبر لا زال موجوداً هناك".
وفي حديث لجريدة "الأنباء" الإلكترونية، أشار حمية إلى أن "السفارة اللبنانيية في كييف لم تتخذ أي إجراءات ولم تعد أي برامج إجلاء في حال تطوّرت الأمور، أما وزارة الخارجية اللبنانية فاكتفت بالتحذير وطلب أخذ الحيطة والحذر، وهذا يدل على تقصير لبناني وإهمال للبنانيين في الخارج".
وذكر حمية أن الطلاب المتواجدين حالياً في المناطق غير الآمنة يتوجّهون نحو زملاء لهم في مناطق أخرى أقل تأثّراً بالمستجدات العسكرية، لكنهم يريدون العودة إلى لبنان بغالبيتهم".
في الإطار، كشف الأستاذ الجامعي اللبناني في أوكرانيا وسام شرف الدين أن "الوضع مأساوي، خصوصاً لجهة الأمن الغذائي، فمختلف المقيمين في أوكرانيا تهافتوا على المتاجر لتخزين المنتجات حتى باتت هذه المحلّات فارغة ما يهدّد الأمن الغذائي، كما أن المصارف أغلقت أبوابها وبات اللبنانيون غير قادرين على سحب أموالهم المرسلة من لبنان أو الموجودة أساساً في المصارف لتأمين الأساسيات".
وفي حديث لجريدة "الأنباء" الإلكترونية، أشار إلى أن "القوات الروسية اجتاحت منطقة خاركوف، وهي أكبر تجمّع للطلاب اللبنانيين في أوكرانيا، واستطاع بعضهم الخروج منها في وقت سابق فيما البقية متواجدة في المنطقة، علماً أن بعض المناطق الأخرى آمنة ولم تطلها العملية العسكرية".
ولفت إلى أن "السفارة اللبنانية في أوكرانيا لا تتابع أحوال الجالية هناك، فيما المطارات مقفلة والحدود البرية مغلقة، وبالتالي ما من سبيل للخروج إلّا في حال نظّمت دول أوروبية رحلات إجلاء"، مشيراً إلى أن مختلف دول العالم تابعت أحوال رعاياها وساعدتهم بالخروج من أوكرانيا في حال رغبوا، باستثناء السفارة اللبنانية.