Advertise here

قفران نحل مسرح لجريمة بشعة.. تسميم مشبوه والنتائج الإثنين

21 شباط 2022 18:02:14

في جريمة بيئية غير مسبوقة، تعرّض نهاية الأسبوع الماضي منحل بين بلدتي الجاهلية وسرجبال في قضاء الشوف، الى اعتداء بشع، بعدما أقدم مجهولون على تسميم مشبوه لحوالى 300 قفير نحل.

الحادثة تعتبر مجزرة بحق الطبيعة بكل ما للكلمة من معنى، وبحق الانسان بعد ما خلفته من خسائر كبيرة، فهذا المنحل هو مصدر للرزق والاعتداء عليه بهذا الشكل هو تصرّف لا أخلاقي ولا يمتّ للانسانية بصلة.

القضية لا تزال تتفاعل، وقد علم موقع mtv أن القوى الأمنية تحركت وحضرت الى المكان وقامت برفع البصمات والأدلة وبدأت بالتحقيقات اللازمة.

وقد أعلن مدير محمية أرز الشوف نزار هاني في اتصال مع موقع mtv أن المحمية تتابع القضية من الناحية العلمية والبيئية، وأن فريقاً متخصصاً من المحمية توجّه الى المنحل وقام بأخذ عينات ونقلها الى مختبر متخصص لفحصها ومعرفة ماهية المواد المستخدمة.

وأكد هاني أن فرضية التسميم هي شبه محسومة، خاصة وأن رائحة القفران المتعرضة للاعتداء كانت تدلّ على ذلك ايضا، مستبعداً فرضية الخطأ التقني، الأمر الذي أكده بدوره صاحب المنحل الشيخ نبيل العياص، وهو نحّال عريق ومحترف ويمارس هذه المهنة منذ عقود ويمتلك حوالى 900 قفير نحل، ويعدّ من أكبر منتجي ومصدري العسل في لبنان. 

وفيما أعلن هاني أن نتيجة الفحوصات للعينات ستصدر يوم الاثنين المقبل، أشار الى أن ما حصل هو اعتداء وهذه الفرضية أيضاً شبه مؤكدة، والتي ستحسمها نتائج الاثنين وطبعاً تحقيقات القوى الأمنية، لافتاً الى أن نتائج فحوصات المختبر سوف تكشف الكثير من التفاصيل حول طبيعة الموادة السامة المستخدمة ومصدرها الأمر الذي سيساعد في التحقيقات.

وعمّا اذا تشكل هذه الحادثة أي خطر على انتاج العسل في المنطقة، أكد هاني أنه تم فوراً حرق كل القفران التي تعرّضت للاعتداء وذلك حفاظاً على النحل السليم وكي لا يأكل من القفران المسممة. 

هذه الحادثة وإن تكشف عن تدني وانحدار أخلاقي غير مسبوق في الاعتداء على أرزاق الناس، لكنها تثير مجدداً ملف المبيدات الزراعية السامة وضرورة ملاحقة هذه القضية من قبل وزارة الزراعة بشكل حازم وجادّ واليوم أكثر من أي وقت مضى، خاصة وأن الأزمة التي يمر بها البلد هي أحوج ما تكون الى حماية الزراعة والمزارعين وبالتالي حماية الانتاج اللبناني.

وعلى أمل أن لا تمرّ هذه الحادثة مرور الكرام وأن لا يتم تجهيل الفاعيلن، فهذه الجريمة بحق البيئة والطبيعة هي قبل كل شيء جريمة بحق الانسان، واعتداء فردي بحق صاحب المنحل، ولا يقلّ توصيفها عن جريمة قتل متعمدة.

هذا في البيئة، على أمل ألا تكون الحادثة تحمل رسائل أخرى، كما حمّلتها بعض المواقف السياسية من محاذير.