Advertise here

حديفه: المشهد الاقليمي يرتبط بسيناريو واحد.. والمطلوب تجنيب لبنان التداعيات وتنفيذ خطة التعافي

21 شباط 2022 10:47:52

أشار مفوض الإعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي صالح حديفه إلى أن "المنطقة تركن على صفيح من النار، فالأزمات المتنقّلة في كل الأرجاء كفيلة بأن تحوّل المشهد إلى متفجّر بأي لحظة، وقد نذهب نحن في لبنان ضحيته"، مشدّدا على أن "المطلوب في مقابل ذلك البحث داخلياً في لبنان عمّا يوفر ظروفاً وطنية تسمح بمواجهة الأزمات المتراكمة والخروج تدريجياً مما نحن فيه من تعقيدات".

وفي حديث لـ"العربية - الحدث"، لفت حديفه إلى أنّ "المطلوب هو فكفكة العقد بهدف التخفيف من الأزمات"، لكنه لم ينفِ أن كثيراً من الأمور في المنطقة مرتبطة بمشهد المفاوضات على الاتفاق النووي في فيينا بين إيران والدول الغربية، بالإضافة إلى المشهد المحتدم في شرق أوروبا في ظل الصراع الروسي – الأوكراني، داعياً في ضوء هذه التطورات إلى العمل من أجل تجنيب لبنان تداعيات كل ذلك، وأضاف: "اللبنانيون لا يحتملون أن يكونوا من جديد ورقةً ضمن أوراق المساومات بين الدول الكبرى"، مذكّراً في هذا السياق بما يدعو إليه رئيس "التقدمي" وليد جنبلاط الذي لطالما حذر من "لعبة الأمم" وهو يشدّد على وجوب العمل من أجل "تنفيذ خطة تعافي اقتصادي لإخراج اللبنانيين من محتنهم ولمنع تفجير الوضع المعيشي والاجتماعي، بموازاة العمل على منع أي توتر أمني، إذ إن لبنان واللبنانيين بالكاد يستطيعون معالجة هموهم، في الوقت الذي لا توفّر فيه إسرائيل أي فرصة لانتهاك سيادة لبنان والاعتداء المستمر عليه".

وإذ أكد حديفه أن أحداً ليس بمعرض تبرير اعتداءات إسرائيل التي تنتهك كل المبادئ والقوانين الدولية، لكن "يجب ألا نجر أنفسنا إلى مواجهة غير محسوبة النتائج وغير قادرين على تحمّل تبعاتها وما يمكن أن تجره من الويلات". وتابع حديفه: "نأمل ألا يذهب المشهد إلى التفجير، رغم انه للأسف المعطيات تشير إلى عوامل جاهزة لتحويل المشهد في المنطقة إلى متفجر، وقد يكون ذلك مرتبطاً لدى البعض محلياً بالانتخابات النيابية المقبلة في أيار، وخارجيًا بالمفاوضات النووية في فيينا، فإذا ما وصلت الأخيرة إلى مشهد مسدود ربما ينفجر المشهد الإقليمي، وعندئذ لبنان لا شك سيتأثر".

ولتفادي أي تبعات سلبية للأحداث الخارجية على الداخل اللبناني، شدّد حديفه على أن "الأمر مرهون بإرادة وطنية مشتركة، ويبقى الرهان على الدولة أو ما تبقى منها لمنع هذه الاحتمالات السلبية"، إلّا أنه لفت إلى واقع "يتخطّى الدولة ولا يأتمر بها، ومشهد المُسيّرات لا ينفصل عن هذا الواقع الذي يورّط الدولة بأزمات تفوق طاقتها، ومنها الأزمة مع دول الخليج، حيث يستمر لبنان في التعرض للمزيد من التعقيدات بسبب هذه التصرّفات".

ورداً على سؤال، رأى حديفه أن "المشهد في لبنان واليمن والعراق يرتبط بسيناريو واحد متكامل يتحرك وفق ايقاع ما يجري بين إيران والدول الغربية، فإذا عُقد اتفاق في فيينا قد تذهب المنطقة إلى مشهد هادئ قليلاً، لكن في حال لم يحصل الاتفاق قد تتفلّت الأمور وتتفاقم. وسنبقى نتطلع إلى وجود حاضنة عربية تتلاقى مع إرادة لبنانية وطنية للعمل على مواجهة كل الاحتمالات، خصوصاً وأن الشعوب لطالما كانت ضحية لعبة الأمم، لذلك بقدر ما نستطيع إبعاد لبنان عن أن يكون مسرحاً للمساومات الدولية بقدر ما نتمكن من تحييده عن المشكلات".