Advertise here

في اليوم العالمي لسرطان الأطفال... أزمة الدواء تهدد حياة الأطفال في لبنان

15 شباط 2022 17:29:07

يأتي اليوم العالمي للسرطان في هذا العام فيما يواجه أطفال لبنان من مرضى السرطان تحديات غير مسبوقة لا في مواجهتهم للمرض فحسب، إنما أمام ما يتعرضون له من ضغوط جراء أزمة الدواء التي لم تتأت الحلول الجذرية البعيدة المدى لها بعد. فوفق ما توضحه مؤسسة جمعية Chance لمعالجة الأطفال مرضى السرطان وطبيبة أمراض الدم والأورام لدى الأطفال الدكتورة رولا فرح أن أطفال لبنان أمام ضغوطات يصعب على أي كان تحملها مع انتشار الوباء والظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة وانقطاع الأدوية، مع ما يترتب على ذلك من تداعيات خطيرة على صحتهم النفسية والجسدية.

 
في اليوم العالمي لسرطان الأطفال 2022 أصدرت الـ CCI بياناً مع الـ SIOP، شددت فيه على الدور الأساسي لمقدمي الرعاية الصحية في تحسين فرص العيش ونوعية الحياة للأطفال والمراهقين من مرضى السرطان حول العالم، فيما أشارت فرح فيه إلى التحديات الكبرى التي يواجهها هؤلاء في لبنان وأيضاً أهل الأطفال المرضى، يومياً في ظل الارتفاع العائل في تكاليف العلاج في المستشفيات التي زادت فواتيرها بمعدلات هائلة، إلى جانب الصعوبات في توفير العلاجات للأطفال المرضى مطلقة صرخة تدعو فيها إلى التدخل الطارئ في هذا المجال في هذه الظروف الصعبة.

مقدمو الرعاية الصحية جزء أساسي من العلاج

وفق ما تشير إليه فرح إن مقدمي الرعاية الصحية يقدمون حالياً تضحيات كبرى لا بد من تقديرها كونهم يعملون تحت الضغوط وفي ظروف استثنائية وفي أوضاع نفسية ومعنوية ومادية سيئة. هذا فيما زادت الأعباء عليهم أكثر بعد انفجار مرفأ بيروت وبعد ما تسبب به من أضرار في مستشفياتت المنطقة. يضاف إلى ذلك أن نسبة 30 في المئة أو أكثر من مقدمي الرعاية الصحية قد غادروا البلاد، ما زاد من الأعباء على من مكثوا فيها، ويعلم الكل أن تضحياتهم هذه لا يقابلها التقدير المادي الملائم. "العنوان الذي نضعه في هذا العام لليوم العالمي لسرطان الأطفال هو Through Your Hands تقديراً لتضحيات الجسم الطبي في البلاد وكونهم يشكلون جزءاً أساسياً من علاج المرضى وفرص شفائهم. فعلاج الأطفال وتعافيهم يرتبط بأطراف متعددة بدءاً من الجسم الطبي وأيضاً أهالي الأطفال الذي يتعرضون أيضاً إلى الكثير من الضغوط في ظل التحديات الكبرى التي يواجهونها في المرحلة الحالية".

 
أزمة الدواء لا تزال مستمرة

وكأن الإصابة بالسرطان لا تكفي وحدها ليواجهها الطفل حتى تأتيه كل التحديات الأخرى في هذه المرحلة الصعبة. فإضافة إلى الوباء وتكاليف المستشفيات يبدو الخطر الأكبر لفرح في انقطاع العلاج الخاص بالمرضى الذي يمكن أن يهدد حياتهم. ففيما يعتبر العلاج حقاً لكل مريض ولا يسمح أن يُحرم منه أي كان، من المعيب أن يتحمل أهالي الأطفال والمرضى كل هذه الأعباء الناتجة من عدم توافر العلاجات. وتقول فرح: "تأمين العلاج ليس من مسؤولية الطبيب الذي عليه أن يركز على وصف العلاجات للمرضى ومتابعتهم، فيما ألقيت علينا هذه المسؤولية وأصبحنا نبحث عن الأدوية لمرضانا. كما أنها ليست من مسؤولية الأهل أيضاً، فمن واجب الدولة أن تعمل على إيجاد الحلول الجذرية المستدامة لهذه الأزمة بما أن الحلول الموقتة ليست مجدية أبداً في مثل هذه الحالة وعلى كل جهة أن تتحمّل مسؤولياتها".

في الفترة الماضية، استطاعت Chance أن تؤمن علاجات الأطفال المرضى والأدوية اللازمة لهم من خلال علاقاتها واتصالاتها ومن المتطوعين ما سمح لها بتخطي هذه الأيام الصعبة وحماية الأطفال من أي ضرر يمكن أن ينتج من انقطاع أدويتهم وتأخير علاجاتهم. في الوقت نفسه، تؤكد فرح أن ما يحصل الآن لا يعتبر حلاً جذرياً وهذا لا يكفي في مثل هذه الحالات الدقيقة التي لا تحتمل أي تأخير أو تهاون، واصفةً الوضع بالمتعب لكافة الأطراف نتيجة التوتر المستمر الذي تعيشه.

خطر كبير على حالة كل طفل

يشكل انقطاع أدوية الأطفال من مرضى السرطان خطراً كبيراً عليهم نظراً للتأخير الذي يحصل في توفير علاجاتهم. فأي تأخير لأسباب غير طبية، كالأسباب المادية أو الإدارية أو بسبب انقطاع الدواء يعرض حياة المريض للخطر، فيما يعتبر العلاج العامل الأول في زيادة نسبة شفاء المريض. وتعتبر التداعيات أكثر خطورة بعد في بعض أنواع السرطان كاللوكيميا التي تعتبر من أنواع السرطان الأكثر شيوعاً بين الأطفال. ففي حالات اللوكيميا العالية الخطورة يشكل انقطاع الدواء والتأخير في العلاج خطراً أكبر على حياة الطفل المريض ويزيد ذلك من احتمال عودة المرض.

أما الأدوية البديلة فقد تكون أحياناً مقبولة إذا كانت حائزة على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأميركية ومعترفاً بها عالمياً، وأجريت عليها الدراسات، أما في ما عدا ذلك، فتشير فرح إلى أنه لا يمكن المخاطرة واعتمادها ما لم تكن من مصدر موثوق وخاضعة لدراسات موثوقة.