منذ صدور قرار الحكومة السورية برفع الدعم الحكومي عن مواد غذائية ومحروقات عن فئة معينة من السوريين دون سواهم، إستنادا الى قاعدة بيانات حكومية غير دقيقة، شهدت عدة مدن في محافظة السويداء السورية إحتجاجات واسعة وقطع لطرق رئيسية تربط المحافظة بالعاصمة دمشق. وفي السياق، حاولت الحكومة السورية تحذير المواطنين من الإستمرار في المشاركة بالاحتجاجات، عبر الضغط على المرجعيات الروحية لضبط الشارع وعبر تحوير الإحتجاجات لمحاولات خارجية لضرب النظام السوري، لا سيما بسبب مشاركة فئات واسعة من المجتمع أبرزهم شبان ملتزمين دينيين الذين رفعوا شعارات عدة بعضها تناول الملف السياسي وتضمنت إنتقادات شديدة اللهجة تجاه خيارات النظام تحت قاعدة أنه "سلَّم ثروات البلاد لقوى خارجية ليبقى الأسد على كرسيه".
وفي الإطار، برز موقف لافت للشيخ حكمت الهجري، شيخ العقل الأول لطائفة الموحدين الدروز في سوريا، الذي دعم "المطالبة السلمية ضد القرارات التعسفية بحق المواطنين في السويداء" كما جاء في بيانه، مؤكدا "حق المواطنين في التعبير عن رأيهم وتحصيل حقوقهم المشروعة"، ومحذرا من "إصطياد البعض في الماء العكر في ظل هذه الأزمات".
ووسط الدعوات المتكررة لتظاهرة سلمية كبيرة يوم الجمعة 11 شباط في المدينة، أرسلت الحكومة السورية صباح الخميس 10 شباط تعزيزات أمنية كبيرة من عناصر حفظ النظام وقوى الأمن الداخلي بحجة تفعيل دور الضابطة العدلية لا قمع الإحتجاجات.
وفي هذا السياق تشير مصادر أمنية بارزة إلى أن ذريعة إستقدام هذه التعزيزات بغية دعم الضابطة ساقطة لاسيما أن الحكومة لسنوات عدة لم تستجب لمطالب أهالي السويداء بتفعيل الضابطة العدلية لمكافحة الفلتان الأمني. وتطرح هذه المصادر عدة إستفهامات أبرزها سبب إستقدام هذه التعزيزات عشية الدعوة لتظاهرة الجمعة المتوقع ان تكون حاشدة وفي ظل فشل الضغوطات المستمرة من الخميس الماضي لإفشال التظاهرات.
وفي السياق عينه أشار موقع "السويداء 24" إلى أن هذه التعزيزات حسب مصادره أتت من فرعي المخابرات الجوية والعسكرية في درعا، وتترافق مع دعوات حزب البعث السوري لمناصريه للتصدي للإحتجاجات الجامعة.
وفي السياق لا بدّ من الإشارة إلى إنتشار شائعات مفادها أن تنظيم "الدولة الإسلامية" يُحضّر لتنفيذ هجمات ضدّ المحافظة، وهذا ما يراه مراقبون من السويداء إعادة إستخدام ورقة "الخطر الداعشي" على السويداء الذي تضعه دمشق على الطاولة كلما رفع الأهالي صوتهم للمطالبة بحقوقهم، ورفع الحرمان عنهم الذي تمثل أخيرا بقرار حكومي مجحف طال العديد منهم ليزيد معاناتهم التي تبدأ بتأمين رغيف الخبز ولا تنتهي عند الفلتان الأمني.