Advertise here

واشنطن تستمر باستفزاز طهران... فهل تفعلها إيران في "هرمز"؟

24 نيسان 2019 11:40:00 - آخر تحديث: 04 أيار 2019 17:41:56

تفتح القرارات الأميركية الجديدة لعدم تجديد الإعفاءات للدول المستوردة للنفط الإيراني، مرحلة تصعيدية جديدة في المنطقة. تصرّ واشنطن على استفزاز ايران واستنزافها إلى أقصى الحدود لاستدراجها إلى طاولة المفاوضات وإلزامها بالشروط المفروضة عليها، بينما إيران لا تزال ترفض التنازل خاصة في ظل تعرضها لهذا الكمّ من الضغوط، كما أنها لا تريد التفاوض سوى على البرنامج النووي، بدون النقاش حول دورها ونفوذها في المنطقة.

ومما لا شك فيه أن الأشهر المقبلة ستحمل لفحات تصعيدية بانتظار دخول الحزمة الثانية من العقوبات على طهران والتي تهدف واشنطن من خلالها إلى تصفير الصادرات النفطية الإيرانية وتخفيض الصادرات التجارية بنسبة تفوق الستين بالمئة، ما يضع المنطقة أمام ترقّب آلية الردّ الإيراني على هذه الإجراءات.

وبالتزامن مع هذه القرارات، صدرت قرارات أميركية جديدة بحق حزب الله عبر تخصيص مكافأة مالية لمن يقدّم معلومات حول أنشطة الحزب المالية أو الجهات التي تدعم الحزب مالياً، ما يعني أن لبنان سيكون على جدول التأثر بهذه الإجراءات وتبعاتها. لدى إيران خيارات متعددة للردّ على هذه الإجراءات، من بينها الساحة السورية المفتوحة للصراع الإقليمي والدولي الذي تشهده، ربطاً بالسعي الأميركي المستمر لتطويق نفوذ إيران هناك بناء على إتفاق مع روسيا، وهذا ما قد يدفع الإيرانيين إلى الذهاب نحو إشعال الجبهات وتغيير قواعد الإشتباك، فتدخل إلى المفاوضات من باب القوة وليس من باب الضعيف المتعرض لإجراءات عقابية.

وأي حرب قد تشهدها الجغرافيا السورية، ستطال بشظاياها الوضع اللبناني، خصوصاً أن التحركات الاميركية المرتقبة مستقبلاً على الحدود السورية العراقية سيكون هدفها قطع التواصل والترابط بين إيران وبيروت مروراً بالعراق وسوريا، إلى جانب هدف إسرائيلي أساسي بمنع نقل الأسلحة الكاسرة للتوازن لصالح حزب الله في لبنان، وهذا ما يفترض توجيه ضربات إلى هذه الأسلحة سواء في سوريا أو في الداخل اللبناني.

وبالإمكان أن يكون لدى إيران خيارات تصعيدية خارج الجغرافيا اللبنانية والسورية، وقد تتجه هذه المرة صوب الخليج وتحديداً مضيق هرمز لأجل إيصال رسالة أساسية للقوى المحاصرة لها، والردّ عليها من بوابة ناقلات النفط، وذلك بهدف فتح باب التفاوض من الجانب النفطي. وكما أن الخيارات التصعيدية قائمة، فأيضاً بإمكان إيران الرهان على خيارات أخرى وهي تقديم بعض التنازلات الشكلية والإرتكاز إلى علاقات بعض الدول مع كل من واشنطن وإسرائيل لأجل الحفاظ على ثغرة تتنفس منها الرئة الإيرانية، والشروع في مفاوضات غير مباشرة على غرار ما حصل قبل توقيع الإتفاق النووي في العام 2015، ولذلك لا بد من توجيه الانظار نحو سلطنة عمان.