Advertise here

أوروبا تبحث عن تنويع مصادر الطاقة... وسعي قطري لدخول خارطة الغاز الأوروبية

30 كانون الثاني 2022 18:59:24

يحتدم الصراع بين روسيا من جهة وأوكرانيا من جهة أخرى، وخلفها دول أوروبية وقوى غربية كحلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة، ويتفاقم بعدما ارتفع سقف التهديدات بين الطرفين، إد وبعد الحشود العسكرية الروسية على الحدود مع أوكرانيا، هدّدت روسيا من وقف امدادت الغاز إلى أوروبا بعدما لوّح الغرب بفرض عقوبات جديدة على روسيا.

في هذا السياق، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج اليوم الأحد إن من الضروري أن تنوع أوروبا إمداداتها من الطاقة، علماً أن روسيا مورد رئيسي للغاز الطبيعي، وذلك في وقت تحبث فيه الولايات المتحدة مع قطر سبل مد القارة العجوز بمادة الغاز في حال نفّذت روسيا تهديداتها.

ويعتمد الاتحاد الأوروبي على روسيا في الحصول على نحو ثلث إمداداته من الغاز، وسيؤدي أي انقطاع إلى تفاقم أزمة الطاقة الحالية الناجمة عن نقص الإمدادات.

وقال ستولتنبرج "نشعر بقلق إزاء وضع الطاقة في أوروبا لأنه يوضح مدى هشاشة الاعتماد المفرط على مورد واحد للغاز الطبيعي وهذا هو سبب اتفاق أعضاء حلف الأطلسي على ضرورة العمل والتركيز على تنويع الإمدادات".

قطر البديل المحتمل

وفي الإطار، سيلتقي أمير قطر مع الرئيس الأميركي غداً الإثنين للبحث في ملف امداد قطر أوروبا بالغاز، لكن خبراء يرون أن الدولة الخليجية لا تملك "عصا سحرية".

وقد تقدّم الإمارة الثرية بعض المساعدة بينما تسعى للحصول على موطىء قدم أكبر في أوروبا وتسجيل نقاط ديبلوماسية ثمينة لتصبح الحليف الرئيسي لواشنطن في الخليج.

من جهته، قال البيت الأبيض إن اللقاء المقرّر عقده بين الشيخ تميم والرئيس الأميركي جو بايدن في 31 من كانون الثاني، سيتناول الأمن في منطقة الشرق الأوسط و"تأمين استقرار الإمدادات العالمية للطاقة".

ويتّهم الغرب موسكو بالتحضير لشن هجوم على أوكرانيا المجاورة ويهدّدها بعقوبات غير مسبوقة إذا غزت هذا البلد. وقالت واشنطن بصورة خاصة إن خط أنابيب الغاز "نورد ستريم 2" بين روسيا وألمانيا الذي أنجز لكنه لم يبدأ تشغيله، لن يباشر العمل في حال شن هجوم عسكري روسي.

غير أن الأميركيين والأوروبيين يخشون أن يرد الكرملين بخفض إمدادات المحروقات لأوروبا، وهي إمدادات حيوية للعديد من البلدان.

في السياق، قال مسؤول قطري لوكالة "فرانس برس" قبل الاجتماع إن "المحادثات جارية" حول تحويل شحنات للغاز الطبيعي المسال من الأسواق الآسيوية الرئيسية إلى أوروبا في حال قطع الكرملين الإمدادات عن أوروبا.

ولن تكون هذه أول مرّة تقوم فيها قطر، أكبر منتج ومصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم، بمساعدة دولة صديقة. إذ قامت الدوحة بإرسال إمدادات إلى اليابان بعد تسونامي عام 2011 وشحنات خاصة إلى بريطانيا في تشرين الأول عندما عانت من نقص مفاجىء في الإمدادات.

لكن مع ارتباط قطر بعقود طويلة الامد مع زبائن كبار في كوريا الجنوبية واليابان والصين، فإنّه ليس بإمكانها القيام بالكثير لاستبدال إمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا الغربية.

وكان وزير الدولة القطري لشؤون الطاقة سعد بن شريده الكعبي أكّد في تشرين الأول الماضي أن بلاده بلغت "الحد الأقصى" في ما يتعلّق بإمدادات الغاز، عندما بدأ نقص الغاز في أوروبا.

أسعار أعلى
بدوره، يرى بيل فارين- برايس المدير في شركة الأبحاث "إنفيروس" أن "قطر لا تملك عصا سحرية لحل النقص في الغاز الاوروبي".

ويوضح فارين-برايس أن الدوحة "لا تملك أي طاقة فائضة لتوريد غاز مسال طبيعي إضافي. إنّها ليست مثل السعودية التي تحتفظ بقدرة فائضة من النفط".

وقد تقوم قطر التي تجري أيضا محادثات مع الاتحاد الاوروبي وبريطانيا بإعادة توجيه بعض الشحنات.

وأكّد فارين-برايس أن "أي نقص في الغاز الأوروبي سيمتد وسيكون له تأثير على سوق الغاز الطبيعي المسال الآسيوي أيضاً".

وسيتعيّن على المستهلكين الأوروبيين - الذين يواجهون بالفعل ارتفاعاً قياسياً في أسعار الغاز - دفع تكلفة أعلى، مشيراً أن "الأمر قد يشكّل تحدّياً كبيراً من ناحية السعر".

ويقول الأستاذ المساعد في معهد "كينغز كولدج" أندرياس كريغ إن قطر ستعطي الأولوية للأعمال قبل السياسة في أي قرار قد تتّخذه لمساعدة أوروبا.

نقاط قطرية

وقامت الإمارة الخليجية بالفعل بالإعلان عن رفع طاقة إنتاج الغاز المسال بشكل كبير، من 77 مليون طن سنوياً، إلى 126 مليون طن بحلول العام 2027. وتبحث عن أسواق للغاز الإضافي.

ويوضح كريغ أن أوروبا قد تصبح هدفاً أساسياً لأي بادرة تقوم بها قطر. وكان إطلاق تحقيق للاتحاد الأوروبي في عام 2018 بشأن احتكار للغاز أثار غضب الدوحة.

وتابع "هذا قد يعني تسجيل بعض النقاط في أوروبا (...) والبدء بمفاوضات لعقود طويلة الأمد".

وقد يؤدّي لعب دور رئيسي في أي خطة طارئة للغاز بتعزيز موقف قطر أمام الولايات المتحدة.

وأوضح كريغ أن قطر ترغب "في دفع نفسها لتصبح في موقع أهم حليف استراتيجي للولايات المتحدة في الخليج".