Advertise here

شويا شيّعت الدكتور هايل بركات بمأم حاشد

23 نيسان 2019 17:28:00 - آخر تحديث: 24 نيسان 2019 15:56:24

 شيعت بلدة شويا (حاصبيا) الدكتور هايل بركات (ابو ادهم) في مأتم حاشد شارك فيه الشيخ سليمان شجاع على رأس وفد كبير من مشايخ البياضة، عضو مجلس القيادة سرحان سرحان، نائب رئيس منتدى التنمية اللبناني القيادي وهبي ابو فاعور، وكيل داخلية حاصبيا- مرجعيون شفيق علوان، اعضاء الوكالة والمعتمدين ومدراء الفروع وحشد من الحزبيين، الكشاف ومنظمة الشباب التقدمي والإتحاد النسائي. كما حضر وفد من الحزب الشيوعي اللبناني والديمقراطي اللبناني، رؤساء بلديات، مخاتير، أطباء، موظفي مستشفى حاصبيا وحشد من الأهالي والمواطنين. كما حضر معزياً وزير الصناعة وائل ابو فاعور، النائب انور الخليل، قاضي المذهب الدرزي الشيخ سليم العيسمي، قائد منطقة الشمال العسكرية العميد غازي عامر.
 
بداية رثى الفقيد الشاعر نزيه ابو زور والشاعر سهيل صقر،  بعدها تحدث علوان باسم الحزب التقدمي الاشتراكي، فقال: "أكثر من خمسة وثلاثين عاماً، قضاها في مهنة الطب، الذي شرقها وتشرفت به. فكان نعم الطبيب،والأخ الحنون، والصديق الصدوق. ثابت في ميادين العطاء والنضال،حامل لهموم الناس، ساهر على صحتهم، مدافع عن نصرة الحق، وإغاثة الملهوف، ومساعدة الناس الطيبين،الذين ليس على صدورهم قميص،لكنهم مشبعون بالقيم والمبادئ، والمثل الوطنية. خسرنا في غيابه مناضلا صامتا، وطبيبا صادقا، لا تكل له عزيمة،  ولا يلين له جناح، لا يبتغي لنفسه نفعا، بقدر ما يسعى لنفع الناس وخير الناس".

اضاف: "اختار لنفسه ان يكون إلى جانب أبناء جلدته، يناضل معهم، يصمد معهم، يشد عزيمتهم، يداوي جراحهم، ويخفف الألم. كيف لا وهو الخارج من بيئة مناضلة، وينتمي إلى عائلة كريمة، قدمت الكثير على مذبح المقاومة والوطنية والتقدمية.  فترك مستشفى النجدة الشعبية، إلى الجزء الذي تحرر من منطقة حاصبيا في العام 1985، ليكون الطبيب الأوحد في مستوصف كمال جنبلاط الطبي، الذي افتتحه الحزب التقدمي الإشتراكي في ميمس، من أجل تعزيز صمود الناس، في قرى المواجهة انذاك، فكانت رفيقته حقيبة وبعض الدواء، وهدفه الإيمان بالصمود إلى جانب الشرفاء، ومنزله قلوب وبيوت الناس الأنقياء الأتقياء، وهو المؤمن بتعاليم المعلم كمال جنبلاط، إن الحياة انتصار للأقوياء في نفوسهم لا للضعفاء، وإن المطلوب هو الصمود... وامتدت خدماته الى كل أجزاء المنطقة، حيث كان ينتقل سيرا على الأقدام، معرضا نفسه للأخطار، في سبيل رسالته الإنسانية والوطنية السامية، ليستلم بعد التحرير، بدعم وتوجيه من معالي الرفيق وائل أبو فاعور طبابة قضاء حاصبيا".

تابع: "أعطى كل ما لديه، دون كلل أو ملل، في مهنة بحد ذاتها رسالة انسانية. نذر وقته، وجهده، وأعصابه، وحتى ماله للآخرين، من دون أن ينتظر جزءا أو شكورا. وهب حياته بكاملها خدمة لعمله، ومبادئه، وقناعاته. صنع مجده بنضاله، وكفاحه، والتزامه بقضايا الكادحين والبسطاء، والجماهير الطيبة. اجتمعت فيه صفات الإنسان الخلوق، وإصرار المناضل الملتزم، وإخلاص المهني الشريف، وتمكن المثقف الواعي لقضايا شعبه، ومواطنيه وأمته، وتضحيات الفاعل الايجابي في كثير من المجالات".

وقال علوان: "ميزته انجذابه الواضح إلى صف الجماهير الشعبية، مدافعا عن قضاياها. كانت حياته في كل محطاتها، إلى جانب الناس وخدمتهم. كانت عيادته ومنزله، ملجأ للجميع، وخاصة الفقراء والكادحين. يطبب، يقدم الدواء، يتابع حتى الشفاء الكامل، لا يتأفف ولا يضيق صدره، بل كان يؤدي واجبه المهني، بصدق وإخلاص، ونكران الذات، من دون أن يلتفت احيانا، لا الى اتعاب، ولا إلى مقابل، حتى اسمه كان يتردد على لسان كل كبير وصغير، وفي ذهن من عرفوه عن قرب، أو حتى عن بعد، حتى أن اسمه صار مرادفا للفقراء والكادحين، واستحق لقب طبيب الفقراء، لانحيازه المطلق لهمومهم، وصحتهم، ومرادفا لكل القيم الجميلة، التي جعلت منه، بالإضافة إلى حسه النضالي الكبير، مرادفا أيضا للتواضع، ودماثة الأخلاق، والانسان المحب للناس، وللمحبوب، الذي يحظى بقدر كبير من التقدير، حتى أن سمعته الطيبة، كانت دائما تسبقه حيثما حل وارتحل".

وختم  علوان كلمته قائلا: "بالرغم من رحيله، ستضل ذكراه خالدة بيننا، سنبقى نحفظ ونفتخر بميراثه الإنساني، والنضالي، والمهني الرائع".

 وكانت كلمات لكل من وكيل الداخلية السابق سمير علوان باسم اهالي شويا وساري ابو العز باسم بلدة ميمس، وللشيخ حسن بركات باسم عائلة الفقيد. تخلل الكلمات تعداد مأثر الفقيد ونضاله في الحقل الطبي الى جانب الفقراء والمواطنين.